لبنان يتلمّس خيوط الأمل في «عجقة العيد»

ربما الحوار الذي بدأ بين حزب الله وتيار المستقبل شجّع المواطنين وأراحهم قليلاً، لكن مناسبة الأعياد المجيدة ومجيء المغتربين إلى لبنان لهذه الغاية سبّب في هذا الوطن الصغير "عجقة" سير خانقة في جميع المناطق اللبنانية، لكنها إيجابية، ولعلّها تضيء كوّة في هذا الجدار الاقتصادي المهترئ.

يبدو أنّ إنطلاق عجلة الحوار بين حزب الله وتيار المستقبل قد نفّس الاحتقان المتضخّم منذ استشهاد رفيق الحريري – كما يقولون – والادعاء أنّ الأمن ممسوك، جعل من الشوارع اللبنانية ممتلئة “عالآخر”.

إذ أنك إذا أردت القيام بجولة صباحية أو مسائية على جميع المناطق اللبنانية، تجد حركة غير طبيعية، حالة مثل يوم الحشر، إن كان بسبب عجقة السيرة الخانقة والتي تكلّل لبنان أو كثرة البشر الراغبين في التسوّق حيث تظن نفسك أحياناً في أحد أحياء الصين الشعبية.

السبب الرئيسي لتحريك عجلة الاقتصاد هو الأعياد بالدرجة الأولى، وأيضاً مجيئ المغتربين

وعلى الرغم من وجود سبب لهذا الازدحام المروري، مناسبة الأعياد الميلاد ورأس السنة، فهذه “العجقة الخانقة” لها بعض السلبيات، كالتأخير عن مركز العمل مثلاً، أو قضاء ساعات طويلة في الشوارع. إلا أنّك تجد في الأمر إيجابياته أيضاً. فهذه “العجقة”، تشعرك ببعض الأمان، إضافة إلى أنك تشعر أن العجلة الاقتصادية بدأت بالتحرّك قليلاً بعدما كانت راكدة في بحور السياسة والسياسيين.

واللافت أيضاً مجيء عدد كبير من المغتربين اللبنانيين لقضاء عطلة الأعياد بين الأهل والأقارب والأصدقاء، مما أعطى زخماً للحركة الاقتصادية، وربما يكون من أحد أسباب “العجقة” الرحيمة.

ولمعرفة مكامن حصول هذه “العجقة”، وبدء الحركة الاقتصادية التي طرأت، إذا كانت بسبب الأعياد أم المغتربين أم حوار تيار المستقبل وحزب الله، اتصلنا بالخبير الاقتصادي غازي وزني الذي قال: “السبب الرئيسي لتحريك عجلة الاقتصاد هو الأعياد بالدرجة الأولى، وأيضاً مجيئ المغتربين وبأعداد كبيرة من الخارج ليجتمعوا مع الأهل والأقارب بمناسبة الأعياد المجيدة”.

وأضاف وزني: “عادة في مناسبتي الميلاد المجيد ورأس السنة ترتفع نسبة المبيعات 20% ويزدهر القطاع التجاري. كما يكثر روّاد المطاعم.. إن حركة الاقتصادية تنمو هذه الأيام بنسبة 20% بغض النظر عن الوضع الأمني، ويرجع السبب إلى مجيء المغتربين”.

ويؤكد وزني أن “الأجواء الإيجابية السياسية، والهدوء لهما دور فعّال في نمو الحركة الاقتصادية، وأيضاً ينعكسان إيجاباً على المغتربين، مما يجعلهم يمدّدون إقامتهم أكثر فأكثر”.

نأمل أن يعي السياسيون هذا الوضع، ويستمروا في الحوار مع بعضهم، ومن ثم انتخاب رئيس للجمهورية في سبيل التفكير قليلاً بالمواطن الذي تعب من هذا الوضع، وسئم. مما سينعكس إيجاباً على الاقتصاد وغيره في لبنان.

 

السابق
وفد من حزب الله سيزور بكركي لمعايدة البطريرك الراعي
التالي
أزمة الدين المستنير