الراي: إسرائيل ضحت بـ 5 من مواطنيها في عملية بورغاس من أجل عميل الجهاز 910 في «حزب الله»

علمت صحيفة “الراي” الكويتية ان اسرائيل كانت على علم بعملية “بورغاس” قبل حدوثها وسمحت بها بعد موافقة أعلى المستويات الأمنية والسياسية في تل أبيب في موقفٍ لم يخلُ من “التضحية” من أجل الإبقاء على “مصدرها” داخل جهاز العمليات الخارجية الخاصة في “حزب الله” في الجهاز 910 وبهدف حمايته. ولفتت الى ان هذه العملية شكلت “علامة فارقة” في تعاوُن الضابط الرفيع مسؤول قسم العمليات الخاصة في “حزب الله” محمد. ش اذ كشف التحقيق معه انه تم إبلاغ اسرائيل مسبقاً بالعملية، لكن كشْفها قبل تنفيذها كان من شأنه تعريضه “ليس للمساءلة فحسب بل لإمكان تغيير مستوى مسؤولياته العملياتية، الأمر الذي قد يتسبّب بالحؤول دون استمرار تدفُّق بنك المعلومات الخارجية للإسرائيليين”. وبيّنت التحقيقات مع الضابط العميل جوانب من هذه العملية في غاية الأهمية والحساسية في ضوء المعلومات عن ان الضابط الاسرائيلي المشغّل لمحمد.ش أمهله للتشاور مع رؤسائه لأنه لا يستطيع تحمل مسؤولية قرار السماح لعملية بورغاس بأن تتم مع الإدراك بأنها ستتسبب بمقتل اسرائيليين.

وجاء قرار القادة الرفيعي المستوى في تل ابيب بالقبول ليتنفس الضابط في “حزب الله” الصعداء ويعود لعمله مسجّلاً نجاحاً في تنفيذ العملية التي كان مسؤولاً عن إنجازها. وهكذا قدّمت اسرائيل “الطُعم اللازم” للعميل الذي خدم “الموساد” وقدّم له معلومات لم يكن يحلم بها منذ العام 2007 وحتى توقيفه قبل سبعة أسابيع، وتعود “تضحية” اسرائيل بمقتل خمسة من مواطنيها الى حرصها على مساعدة هذا الضابط وحمايته بعدما كشف لـ”الموساد” عن عمليات عدة في اميركا الجنوبية وأذربيجان والهند وتركيا وتايلند وقبرص.

وعكس سماح اسرائيل بقتْل مواطنيها في المدينة البلغارية أهمية الضابط محمد، وهي لم تتردد في الحفاظ عليه بسبب المعلومات الثمينة التي قدّمها للموساد خلال عمله في وحدة الـ 910 المسؤولة عن العمليات الخارجية في “حزب الله”، علماً انه كان مسؤولاً عن قارة بأكملها، اضافة الى ان موقعه كان يسمح له بلقاء جميع العسكريين والأمنيين في الحزب على كافة مستوياتهم. ويُعدّ هذا العميل المرموق أحد أهم الجواسيس الذين كُشف عنهم داخل بنية الحزب بعد محمد الحاج، المعروف بـ “ابو تراب” الذي عمل لحساب جهاز الـ”CIA” وقدّم له كشفاً تفصيلياً عن الهيكلية التنظيمية للحزب ومسؤوليات أعضائه ومهماتهم، الأمر الذي سمح باستنتاج أسرار كبيرة تتعلق بتركيبة الحزب الداخلية وكيفية عمله في الخارج.

ونتيجةً لذلك، فان “حزب الله” بدأ بإعادة النظر وتغيير المسؤوليات وخلْط الوظائف وتشديد الرقابة في داخله وعلى مستوى أعضائه، في إطار ورشة على مستوى واسع، مع إعادة النظر بأدقّ تفاصيل كل مسؤول وما يملكه ومن أين يملك ما يملك وحركة كل فرد الخاصة والعامة.

السابق
الوطن: نادر الحريري قاد بذكاء حزب الله الى الحوار
التالي
السيد: عون مرشحنا الى الرئاسة إلى الآن