نسبة الحجوزات ناهزت الـ 85% في الفنادق و65% في الشقق المفروشة

في ظلِّ غياب السّياح الخليجيين هذه السّنة أيضاً، تتمحورُ الحركةُ على الأردنيين، العراقيين، المصريين والسوريين، الذين يمضون في لبنان ثلاثة أيام أو أربعة. ويقولُ رئيس إتحاد النقابات السياحية نقيب أصحاب الفنادق بيار الأشقر لـ”النهار”، إنَّ نسبة الحجوزات لعيدي الميلاد ورأس السّنة بلغَت 85-90%، وأظهرَت تفاوتاً ملحوظاً بين المناطق، مشيراً إلى أنَّ أسعار الغرف لا تزالُ منخفضةٌ 30% مقارنةً بالأيام التي شهدَت طفرةً سياحية. وفيما كانَ اللبنانيون المقيمون في أوروبا يمضون 10 أيام في الفنادق، يُمضي المقيمون في الخليج العطلة إلى جانب عائلاتهم في منازلهم، لذلك فإنَّ نسبة الإشغال لا تبلغُ ذروتها.

ويؤّكدُ أنَّ القطاع يعوّلُ دائماً على ما سمّاهُ بالـ”عجيبة اللبنانية”، المتمثلة في الحجوزات عند الّلحظة الأخيرة، لكنَّها لم تحصلُ هذه السّنة بسبب تراكُمات عدّة، منها ما تناقلتهُ وسائل الإعلام في الآونة الأخيرة عن عمليات سلبٍ في نفق المطار.
من جهته، يلفتُ نقيب أصحاب الشقق المفروشة زياد اللبان، إلى أنَّ نسبة الحجوزات تصلُ في الأيام العادية إلى 50%، فيما تناهز الـ60-65% في فترة الأعياد، مضيفاً أنَّ هذه الأرقام تعتبرُ جيّدةً نظراً إلى الوضعين الإقليمي والمحلّي. وقد أثّرت الإجراءات التي اتُّخذَت على الحدود السورية-اللبناية إلى الحد من إقبال السوريين، لكنَّ أوضاع القطاع تبقى جيّدة، على حدّ تعبير اللبان، إذ إنَّ لبنان يتميّزُ بتعدّد الواسم، كموسم التزلج، وإقبل الطلاب الأجانب الذين يتعلّمون في لبنان، ما يبقي القطاعَ حيّاً.

تحسّن طفيف نسبة إلى 2013
بلغَت نسبة الرحلات الإضافية التي حطّت في مطار بيروت 30% عام 2010، لكنها لا تتعدّى نسبتها اليوم 2-3%، لكنّها في الوقت عينه أظهرت تحسّناً بنسبة 5-6% مقارنةً بـ2013. ويشدّدُ نقيب أصحاب شركات الطيران جان عبود على أنَّ الطائرات المتوجهة إلى لبنان بين 15 كانون الأول الجاري حتى نهاية الشهر، غصّت بالركاب، فاضطرّت شركات الطيران إلى تسيير رحلات إضافية. ويشيرُ إلى أنَّ الأرقام التي أصدرتها وزارة السياحة بينت أنَّ نسبة إقبال السياح تحسّنت 20% في الأشهر العشرة الأولى من 2014 مقارنةً بـ2013.
أما في حال تمّت حجوزات إضافية، فقد يبلغ عدد الطائرات الإضافية طائرتين أو ثلاثة.
من جهة أخرى، لم يكتفِ التراجُع بالتأثير في الفنادق، بل شملَ الأسواق أيضاً التي تستقبلُ الأعيادَ أصلاً بحسومات. ويشيرُ رئيس جمعية تجار جونية وكسروان روجيه كيروز، إلى أنَّ التجارَ عمدوا إلى زيادة نسبة التخفيضات هذه السّنة، في محاولةٍ لجذب المتسوّقين والمساهمة في تحريك العجلة الإقتصادية، علَّ الأسواق تشعرُ أكثر بالعيد، لافتاً إلى أنَّ التراجُع في المبيعات بلغَ 20-30%. ويؤكّدُ في هذا السّياق أنَّ الحركة مرتبطة بعواملَ عدّة، كالأوضاع السياسية والأمنية، وأخيراً أزمة الفساد المتفشي، ما ولّد لدى المواطن ردّة فعل سلبية، اثنته عن النزول إلى الأسواق. وقد أظهرَت الهدايا التي يشتريها هذه السّنة، انخفاض نسبة الإنفاق.
ويعربُ عن أمله بلبنان الذي لا تزال حالته جيدّة نظراً إلى العواصف التي تحوطُه، خصوصاً أنَّ اللبناني هو من يقوّي عصب بلاده، لافتاً إلى أنَّ التجار والمؤسسات الكبرى لم يتوقفوا عن المبادرة، لأنَهم في سعيٍ دائمٍ إلى التجدّد..

“رأس السنة ليست الأولوية”
عاملان يحثّان المواطنين عادةً على الخروج من منزلهم للترفيه، القدرة الشرائية أوّلاً وحالاتهم المزاجية ثانياً. في هذا السّياق، يقولُ نقيب أصحاب المطاعم طوني الرّامي لـ”النهار” إنَّ حركة الحجوزات ما زالت طفيفةً، خصوصاً أنَّ الفنّانين اختاروا الدول العربية، كدبي وقطر، لإحياء حفلاتهم، فضلاً عن أنَّ هذه الّليلة ليست الأولوية بالنسبة إلى البعض. ويضيفُ أنَّ الحانات في الحمرا، الجميزة، مارمخايل و”أوروغواي”، تنظّمُ حفلات بأسعار مقبولة نسبياً تراوحُ بين 50-150دولاراً، فيما الحانات الأكبر حدّدت الأسعار عند 200-400 دولار. أما بالنسبة إلى المطاعم، فلجأ قسمٌ كبيرٌ منها إلى نظام الـ “A La Carte”، في مبادرةٍ لتحفيز الإقبال إليها من دون إنفاق الزبون كثيراً من المال.
ويتوقّعُ إقبالاً شديداً بين الفترة الممتدّة من 25 كانون الأوّل الجاري إلى 2 كانون الثاني المقبل، قبلَ أن تتراجع في الفترة التي ستليها، ويشدّدُ على أنَّ كانون الثاني يشهدُ عادة إقبالاً من الشركت إلى المطاعم التي تدعو موظّفيها إليها، لكنَّ الحجوزات لا تزالُ أيضاً ضعيفة.

السابق
هل تكره مديرك في العمل؟
التالي
هيفا وهبي «مثيرة» بثياب بابا نويل!