ماذا يقول طلاب الجامعة اللبنانية في ظاهرتي الإرهاب والتطرف؟

بعد أن تصدر الإرهاب سلّم أولويات المجتمع والناس، وأصبح الشغل الشاغل لهم، وبعدما بات التطرف وفروعه محور حديثهم، قمنا بالتوجه للناس لنسأل بعضهم عن رأيه في هذه الظاهرة. وبما أن التطرف أصبح ظاهرة إجتماعية تتأثر وتؤثر في غيرها من الظواهر، كان لا بد من سؤال مجموعة من طلاب معهد العلوم الإجتماعية / الفرع الأول – ساقية الجنزير.

يرى (ط.د)، وهو سوري علوي:”أن الفكر التكفيري هو وسيلة لتقسيم المنطقة، وأنه مؤامرة لتفتيت الدول وتحويلها إلى دويلات متناحرة. ويضيف بأن ظروف وجود الخلافة غير موجودة حالياً ولا مستقبلياً، وأن رجال الدين هم المؤسسون لهذا الفكر. وبرأيه أن إنشاء أحزاب جديدة بديلة عن الأحزاب القومية، التي حكمت الدول العربية ونتج عنها الفقر والجهل والسرقة قد يخفف من انتشار ظاهرة التطرف. أما بالسؤال عن رأيه في التحالف الدولي لمحاربة التطرف وعلى رأسه داعش، فيؤكد أن التحالف هو الذي غضّ النظر عن التطرف وفروعه ليزداد حجمه وليشكّل خطراً على الدول والشعوب، ومن ثم يأتي بغطاء إنقاذ العالم ليحتل المنطقة ويرسخ عملية التقسيم، بشكل واقعي على الأرض. وعن خيار مواجهة التطرف أو الهجرة، يؤكد أنه مع المواجهة وأنه من الصعوبة القضاء على الإرهاب في المدى المنظور”.

مشروع غربي
أما (أ.ن) وهو أردني سنيّ، فيرى أن “التطرف هو مشروع غربي لإرجاع الأمة العربية والإسلامية إلى ما قبل العصر الحجري عن طريق خلق تنظيمات متشددة دينياً وهي بالأصل تابعة مخابراتياً لأصحاب هذا المشروع واستغلال ضعف البنية الثقافية والدينية عند المسلمين، وخلق حالة جديدة من التطرف والعنصرية. أما بالنسبة لموضوع دولة الخلافة فيقول أنه موضوع قديم جديد، ويشرح كيف أن الخلاف على الخلافة، قد بدأ بعد وفاة الرسول(ص)، مع امكانية إقامة الدولة الإسلامية بالإعتماد على قاعدة شعبية مؤيدة، وموارد مالية كالنفط والسلاح الذي يتم شراؤه أو غنيمته من الحروب والمعارك وتراخي الأنظمة والدول عن محاربتها. أما عن مواجهة المتطرفين، فيوضح “أنهم ليسوا أعداء بالنسبة له ولا أصدقاء، وهو لا يتخذ موقفاً منهم بحسب ما يتلقاه من الإعلام، لأن الإعلام برأيه مفبرك. ويضيف أنه في حال كانوا من الأعداء فإنه سيعتمد خيار المواجهة لا الهجرة وترك الوطن لأن الوطن كالأب والأم لا يعوض. وعن مواجهة التطرف يقول “أن الحل العسكري هو الحل الأمثل”. أما بالسؤال عن دور رجال الدين، فيرى “أن أغلبهم مدفوعي الأجر وغير ذي أهمية إلا القليل منهم، ويمكن تفعيل دورهم الإعلامي من خلال خطب يوم الجمعة، ونشر فكرة أن دين الإسلام هو دين الرحمة والتسامح وليس دين تعصبٍ وقطع رؤوس”. ويؤكد أن “هدف التحالف الدولي لمواجهة التطرف هدفه النفط أولاً، وأن المتطرفين الغربيين ممثلين بالولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل، هم أشد خطراً من المتطرفين العرب نظراً لقتلهم الشعوب في مختلف بقاع الأرض”.
وتبدأ (أ.د) وهي لبنانية سنية مقيمة في طريق الجديدة، بأن “العصبية هي أساس التطرف الذي نراه اليوم، وأن رجال الدين هم من قاموا بتغذية هذا الفكر. ليصبح الوحش الذي هو عليه مع الأنظمة والدول التي لم تحارب الجهل والفقر عند الشعوب ليصبحوا تربةً خصبة لمثل هذا الفكر، وتؤكد أن “ظروف الخلافة غير قائمة”. وعند سؤالها عن احتمال الهجرة في حال اقتراب المتطرفين من بلدها فتؤكد “رفضها الهجرة والهرب وتفضيلها المواجهة”.
يُعيد (ب.ف) وهو لبناني شيعي، أن “الفقر والجهل والبطالة هي أساس التطرف، وهي التربة الخصبة لزرع هذا الفكر المتطرف”. ويرى “أن ظروف الخلافة الإسلامية لوجستياً وعسكرياً ومالياً قائمة لكنها تُقابل برفض من جيرانها خوفاً من تمددها نحوهم”. وأما عن طرق مواجهة هذا الفكر، فيرى أن “المواجهة تكون ثقافياً وعسكرياً، مع العلم بأنه يعتمد خيار الهجرة والسفر في حال اقتراب المتطرفين من مكان تواجده، ويضع اللوم على أغلبية رجال الدين الذين يغذون هذا الفكر وينمّونه بدل أن يعطوا الصورة الصحيحة للإسلام على أنه دين الرحمة والمغفرة”. وعن التحالف العالمي لمواجهة التطرف يقول أن “هذا التحالف الدولي يسعى إلى حصر التطرف في منطقة معينة بعيدة عن حلفائه ومصالحه في المنطقة والإستفادة منه في ضرب واستنزاف أعدائه”.
مع كل ما تشهده المنطقة العربية من تفتت وتقسيم وحروب، جاءت ظاهرة التطرف لتزيد الطين بلّة. فهل سنشهد توحدا من قِبل الدول والشعوب في مواجهة التطرف؟ أم أن التطرف سيزيد الإنشقاقات ويزيد الهوّة؟ هل سنرى نهاية قريبة للتطرف؟ أم أن كل ما يحكى عن تحضيرات ومؤتمرات واستعدادات لمواجهته، لا يتعدى كونه زوبعة في فنجان؟ هل يضر التطرف مصالح جميع الدول أم أن هناك من يستفيد منه ولو بشكل غير مباشر؟!

السابق
ضبط كمية من المخدرات في فنار الزعيترية
التالي
لبنان قبيل رأس السنة: «الأمن ممسوك»