سوريا: فرحة أهل الضيف بالتحرير!

منطقة ضيف سوريا
قام كل من إبراهيم الشمالي وفادي شاميّة بإعداد وكتابة هذا التقرير لصالح مركز أمية. ويتمحور حول فرحة أهل وادي الضيف وجواره في ريف إدلب بالتحرير، بعدما تكللت جهود الثوار والمقاتلين الجهاديين الموضوعة بعض مجموعاتهم على لوائح الإرهاب بالنجاح.

… أخيراً؛ أصبح بإمكان أهل وادي الضيف Wade Aldaef وجواره في ريف إدلب أن يفرحوا بالتحرير، بعدما تكللت جهود الثوار بالنجاح (الإثنين 16-12-2014).

جاء النجاح حصيلة جهد مشترك لجبهة النصرة وحركة أحرار الشام الإسلامية. كل فصيل أخذ على عاتقه تدمير نقاط ارتكاز أساسية لحواجز العدو، ذات الأهمية الأكبر، ومن ثم الانطلاق إلى مراكز القيادة والحواجز الصغيرة. “النصرة” تولت معسكر وادي الضيف، الذي يقع في الجهة الشرقية من معرة النعمان Maart ALnoman والأحرار تولت معسكر الحامدية، الذي يقع إلى الجنوب من معرة النعمان.

بدأ الهجوم على الوادي بهجوم مدرع تولته 12 دبابة على حاجز الزعلانة Alzaalana ، الأكثر تحصيناً، والذي يعتبر مدخل معسكر وادي الضيف فسقط خلال ساعات، تلاه حاجز عين قريع Ain Qreaa ، الذي يعتبر بوابة المعسكر من الجهة الجنوبية ونقطة وصل بين معسكر وادي الضيف ومعسكر الحامدية. بتحرير هذين الحاجزين أصبحت البوابتين الشمالية والجنوبية مفتوحة أمام تقدم الثوار… ثم انهارت النقاط الأخرى، والتي يصل عددها 14 نقطة من بينها مركز القيادة.

هجوم الأحرار بدأ على حاجز المداجن Almadajen البوابة الشمالية للمعسكر بالتزامن مع هجوم واسع على حاجزي الضبعان Aldabaan والهناجاك Alhanajak ، أدى لسيطرة الحركة على الحاجزين، ثم كرت السبحة.

مع توارد أخبار سقوط الحواجز الكبرى؛ انهارت معنويات قوات النظام، وبدأ الفرار إلى قريتي معرحطاط Marahtat وبسيدا Bsida جنوب الحامدية، وفي الأثناء وقع كثيرون من عناصر النظام قتلى وأسرى.

في لقاء مع القائد الميداني في “حركة أحرار الشام الإسلامية” أبو عرب (Abo Arab ) يقول: “بعد بدء غارات التحالف طُرح تجميد الأعمال العسكرية في الشمال، ونحن كقوات معارضة نقف ضد هذا الموضوع، لأنه ضد رغبات الشعب الذي يؤيد الثورة العسكرية، لذلك قمنا بهذا العمل للرد على تجميد الأعمال العسكرية”. أضاف: “لوادي الضيف أهمية استراتيجية على مستوى الشمال ومستوى المنطقة، وكان يراهن النظام على وصل الأطراف العسكرية بوادي الضيف ومحاصرتنا، لكن حلمه تحطم”، وعن سير المعركة قال أبو عرب: ” قمنا بإعداد دقيق وتخطيط ممتاز ونفذنا عملية عسكرية سريعة وشاملة، بحيث تم شل أطراف كافة النقاط العسكرية في المعسكرين، والتركيز على النقاط الاستراتيجية للسيطرة على الوادي، وكان العدو مهزوماً نفسياً وعقائدياً وحتى عسكرياً. دحرناه بسرعة ولاحقنا فلول العسكريين الهاربين أمامنا، ونتطلع لأعمال عسكرية أخرى في المستقبل، للتأكيد أن هذه ليست حماسة آنية بل عمل منظم مستمر”.

عن الغنائم يقول القائد الميداني أبو يحيى (Abo Yahya): “استطاعت قواتنا قتل وأسر العشرات من جنود الأسد، واغتنام العديد من الآليات الثقيلة والذخائر والرشاشات الثقيلة والمتوسطة. 10 bmb وحوالي 20 دبابة، و 4 راجمات صواريخ وحوالي 30 رشاش ثقيل ومتوسط وكمية من الذخائر ومستودع كبير للآليات العسكرية، وقواعد صواريخ الكون كورس”.

بدوره؛ قال الناطق العسكري باسم حركة أحرار الشام الإسلامية حسام أبو بكر Hosam Abo Bkr :”يصعب تحديد رقم دقيق لأعداد الجنود القتلى، ولكن التقديرات تشير لحوالي ألف جندي أسدي؛ ربما يزيد أو ينقص”.

وبهذه السيطرة على المعسكرين؛ أصبح الخط الواصل بين حماة وحلب مروراً بإدلب عبر الطريق الدولي “حلب – دمشق” مفتوحاً بالكامل أمام قوات المعارضة المسلحة، والأهم أنه بات نحو ربع مليون مهجر بإمكانهم العودة إلى مدينة معرة النعمان والقرى والبلدات المحيطة، بعد تهجيرهم لأكثر من عامين.

يذكر أن قوات المعارضة حاولت السيطرة على المعسكرين منذ أواخر عام 2012 من خلال معارك متعددة؛ كان أولها معركة البنيان المرصوص بتاريخ 16/12/2012 ومعركة الزلزلة بتاريخ 07/10/2013، وكان آخر تلك المعارك “معركة القيامة للقصاص من وادي الضيف والحامدية” بتاريخ 28/6/2014 ولكن المحاولات السابقة باءت جميعها بالفشل.

على الأرض لا شيء يعدل فرحة العائدين إلى قراهم التي هجروا منها؛ يقول أحد العائدين (خاص مركز أمية): “هذه الفرحة انتظرناها طويلاً، ومع كل معركة كانت تعلن على وادي الضيف كان الأمل هو العنوان المسيطر علينا.. وعند سماعنا تحرير المعسكر في هذه المرة لم نصدق الخبر حتى شاهدنا النصر بأم أعيننا. في الواقع النصر كبير ونحن متخوفون من حملة انتقامية يشنها النظام علينا ولذلك لن أعيد عائلتي حتى تهدئ الأمور”.

في جميع مناطق ريف إدلب الجنوبي؛ فرحة بهذا الانجاز الكبير؛ يعبر عنها توزيع الحلوى ورش الأرز فوق رؤوس المقاتلين المشاركين في هذه المعركة. يقول طه الصالح (Taha Alsalh) أحد سكان قرية كفررومة: “حياتنا سوف تستمر رغم عن أنف الأسد، وسوف نعيد بناء منازلنا التي هدمتها قوات النظام بطريقة بربرية حاقدة، لنثبت للعالم أجمع أن إرادة الحياة سوف تنتصر رغم كل المصاعب والتضحيات”.

السابق
جهاد مغنية وسمير القنطار مسؤولا «حزب الله» في جبهة الجولان
التالي
كركي دعا مرشحين ناجحين في مباراة كاتب لتوقيع العقود