حوار عين التينة ليس «اصطفافاً سياسياً جديداً»

طاولة الحوار

كتبت “النهار” تقول : موسم انفراجات إلا في ملف النفايات، فالحوار بين “المستقبل” و “حزب الله” انطلق مساء امس في مقر اقامة الرئاسة الثانية في عين التينة، وإن بعيدا من الاضواء وعدسات المصورين، فيما يتوقع المتابعون ان يجتمع القطبان المسيحيان ميشال عون وسمير جعجع في عطلة الاعياد، لترتسم بذلك مرحلة جديدة من تنفيس الاحتقان والحوار في مجمل الامور العالقة، وان تكن الترجيحات لا تميل الى تفاؤل كبير بالاتفاق على الاستحقاقات الكبرى.

والجلسة الافتتاحية خصصت لكسر الجليد بين الطرفين ويفترض انهما اتفقا فيها على خريطة طريق للحوار وعلى المواضيع التي ستناقش مستقبلا، وآلية مناقشتها.
وأفادت مصادر في “حزب الله” ان هذا الحوار لطالما دعا اليه الحزب وهو يفتح امام حوار يشمل كل الأطراف، وصولاً الى تفاهمات في الشقين الأمني والاعلامي لجهة وقف الحملات، وفي الشق السياسي لجهة تفعيل عمل المؤسسات لما فيه مصلحة البلد. ورأت المصادر ان هذا الحوار الاسلامي – الاسلامي يتزامن مع حوار مسيحي – مسيحي وصولاً الى طاولة حوار تجمع كل الأطراف ليصبح الحوار وطنياً جامعاً.

وقالت مصادر “المستقبل” ان هذا الحوار هو لتخفيف الاحتقان والتشنُّج وفتح الآفاق للبحث عن توافق وطني على رئيس الجمهورية المقبل وانهاء الشغور في سدة الرئاسة.

وفي العاشرة والنصف ليلا صدر بيان عن المجتمعين “أكد فيه الطرفان حرصهما واستعدادهما للبدء بحوار جاد ومسؤول حول مختلف القضايا، وفي اطار تفهم كل طرف لموقف الطرف الآخر من بعض الملفات الخلافية ، وعلى استكمال هذا الحوار بإيجابية بما يخدم تخفيف الاحتقان والتشنج الذي ينعكس على علاقات اللبنانيين بعضهم مع البعض وتنظيم الموقف من القضايا الخلافية وفتح ابواب التشاور والتعاون لتفعيل عمل المؤسسات والمساعدة على حل المشكلات التي تعيق انتظام الحياة السياسية .

وشدد المجتمعون على ان هذه اللقاءات لا تهدف الى تشكيل اصطفاف سياسي جديد على الساحة الداخلية ، وليست في مواجهة احد او لمصادرة والضغط على موقف أي من القوى السياسية في الاستحقاقات الدستورية ، بل هي من العوامل المساعدة لاتفاق اللبنانيين بعضهم مع البعض”.

وكان الرئيس نبيه بري رحب بالحضور بداية، عارضاً لمخاطر المرحلة التي تمر بها المنطقة ولبنان ، والتي تستوجب اعلى درجات الانتباه والمسؤولية في مقاربة القضايا المطروحة والحاجة الى مساهمة كل القوى في تحصين وصيانة العلاقات الداخلية وتنقيتها بهدف حماية لبنان واستقراره وسلمه الاهلي والحفاظ على وحدة الموقف في مواجهة الاخطار ولاسيما في ظل التصعيد المتمادي على مستوى المنطقة نحو تسعير الخطاب الطائفي والمذهبي .

أهالي العسكريين
على خط آخر، أثمر الاجتماع الذي عقده امس رئيس الوزراء تمام سلام مع أهالي المخطوفين اتفاقا على “عيدية للبنانيين” تقضي بفتح الطرق في ساحة رياض الصلح، والابتعاد عن التصريحات الاعلامية افساحا في المجال للمضي في التفاوض “السري” مع تسريب اخبار عن امكان الافراج عن عسكريين في الايام المقبلة.

مجلس الوزراء
وفي معلومات لـ “النهار” عن مناقشات مجلس الوزراء في جلسته العادية عصر أمس في شأن بند معالجة النفايات الصلبة ان الرئيس سلام تمنى في مستهل الجلسة على الوزراء إنجاز المشروع تلبية للالتزامات التي يفرضها، فطلب وزير الاتصالات بطرس حرب الكلام واقترح مهلة 24 ساعة لقراءة دفتر الشروط الذي يتضمن مئات الصفحات والذي تسلمه الوزراء عشية الجلسة. ثم تعاقب على الكلام وزراء”حزب الله” و”أمل” و”التيار الوطني الحر” والحزب التقدمي الاشتراكي ووزير الثقافة روني عريجي وأخيرا وزراء حزب الكتائب. وبرزت في المداخلات اعتراضات وملاحظات على المشروع وخصوصاً لجهة التقسيمات الثلاثة: بيروت والمتن وكسروان وجبيل، بعبدا والشوف وعاليه، طرابلس وعكار، في انتظار إعداد التفاصيل في دفتر الشروط الخاصة بمنطقتيّ البقاع والجنوب. ولفت وزير العمل سجعان قزي الى ان هذه التقسيمات تعني أن شركات محددة ستنال المناقصات وقد وافقه الوزير محمد فنيش. أما اعتراضات وزراء الاشتراكي على المشروع فتركزت على تمديد العمل في مطمر الناعمة، عندئذ اقترح الوزير حرب ووزير البيئة محمد المشنوق إقرار المشروع كما ورد على أن تعقد جلسة بعد خمسة أيام يصار خلالها الى الاخذ بالملاحظات بعد دراستها. لكن الاقتراح سقط لإن إقرار المشروع فوراً يعني صدور قرارات بتنفيذه كما ورد، ولا شيء يضمن أن يؤخذ بالملاحظات عند طرحها لاحقا. وبناء على هذه المعطيات، تقرر تأجيل بت المشروع الى الجلسة المقبلة التي ستعقد بعد الاعياد. وعلمت “النهار” انه ستجري خلال الفترة الانتقالية تسوية الاعتراضات كي يأتي المشروع متجاوباً معها.

وصرح الوزير قزي لـ”النهار” بعد الجلسة: “الاعتراضات على ملف النفايات الصلبة وعلى دفتر الشروط كانت من غالبية أعضاء مجلس الوزراء، لا بل أن الرئيس سلام اعتبر اعتراضات وزراء الكتائب أقل بكثير من اعتراضات غيرهم. لكن الغرابة في أن وزراء الكتائب حافظوا على معارضتهم المبدئية في حين أن أكثرية الوزراء اكتفوا بالإعتراض دون المعارضة. وبالتالي فإن موقفنا ليس موقفا سياسيا وإنما هو موقف وطني. وهل يعقل ان دفتر الشروط المؤلف من مئات الصفحات يوزع علينا عند الخامسة من مساء الاثنين وتطلب منا الموافقة عليه عند الثالثة عصر الثلثاء؟ الامر يتطلب أعجوبة . إن القبول بهذا المشروع كما ورد يعني تسليم البلاد سبع سنوات بنفاياتها وخلفياتها الى شركات نعرف سلفاً من ستكون. وبين الفساد والنزاهة اخترنا النزاهة. وهل هناك مواطنان يختلفان على ان ملف النفايات منذ التسعينات حتى اليوم غارق في الفساد؟”.

وفي المعلومات التي حصلت عليها “النهار” ان عدم الرغبة في تحمل مسؤولية ازمة تراكم النفايات في الشوارع بعد 17 كانون الثاني 2015، كان الحجة لدفع الجميع إلى الموافقة على مناقصة معلبة ومعروفة النتائج سلفاً عبر دفتر الشروط، وبكلفة تساوي ضعفي ما تأخذه شركة “سوكلين” وطوال عشرين سنة. والمناقصة المقررة توكل إلى “سوكلين” (أي شركة “سوكومي” ومجموعة “أفيردي”) نفايات بيروت والمتن وكسروان، في مقابل تولي شركة “الجنوب للاعمار” التي يملكها السيد رياض الأسعد، نفايات الشوف وعاليه. أما الكلفة فتبلغ نحو 200 مليون دولار في السنة، أي مليار دولار خلال خمس سنوات وأربعة مليارات دولار خلال 20 سنة.

سلام
على صعيد آخر، علمت “النهار” ان الرئيس تمام سلام سيزور البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي اليوم في بكركي، لتهنئته بعيدي الميلاد ورأس السنة. وسيعرض وإياه الاوضاع السياسية في لبنان والمنطقة، وسيشكل الشغور الرئاسي “الطبق الابرز” الى مائدة الغداء.
الى ذلك، وقع قائد الجيش العماد جان قهوجي امس الاتفاق اللبناني – الفرنسي المفصل، لتسليح الجيش اللبناني بموجب الهبة المقدمة من المملكة العربية السعودية.

السابق
فايننشال تايمز: دخلناً الزمن النفطي المخيف
التالي
«عيدية الحوار»: مصارحة وترتيب الأولويات وتطمين الحلفاء