جرائم 2014 بالأرقام.. ومقارنات مع السنوات الفائتة

تدلّ جداول الإحصاء الرسمية في قيود المديرية العامة لقوى الامن الداخلي، بأرقامها على ازدياد مضطرد في معدلات الجريمة الجنائية وفق خط بياني متصاعد بشكل واضح ومثير للتساؤل، ولا سيما في جرائم القتل الجنائي، أي بمعزل عن الجرائم والاغتيالات السياسية.

فقد أقفل عام 2014 حتى بداية شهر تشرين الأول الماضي على 140 جريمة قتل رسمية بحسب سجلات التحقيق الأمنية والقضائية في لبنان، أي ما يوازي جرائم القتل نفسها طيلة العام 2013 الماضي، وبزيادة أقل من الضعف بقليل عن تلك التي وقعت عام 2012 وبلغت 89 جريمة قتل في حينه، وقد زادت بدورها عن نسب جرائم القتل المقيدة رسميا عام 2011 والتي لم تتجاوز الـ 67 جريمة.

ويبقى ان عدد جرائم القتل التي وقعت خلال شهري تشرين الاول والثاني وشهر كانون الاول الجاري ستزيد في عدد جرائم القتل عام 2014 عن كل اعداد الاعوام السابقة بما يؤكد ان الجرائم المصنفة في هذا الاطار هي في ازدياد لافت وملحوظ عاماً بعد عام، ويطرح علامات استفهام وتساؤل عن الاسباب العميقة التي توصل المجتمع اللبناني الى هذه النتائج.

2014 سنة الانتحاريّين في لبنان: تفاصيل المواجهة

وبحسب مصدر واسع الاطلاع، اذا كانت كل المؤشرات والتحليلات تضع عامل الوجود السوري الكثيف على الاراضي اللبنانية في قائمة الاسباب التي أوصلت الى هذه النتائج، فإن نظرة سريعة على نسب وأعداد الجرائم الاخرى تؤكد على هذه القراءة، ولا سيما جرائم السلب التي بلغت في القيود الرسمية حتى شهر تشرين الثاني الماضي 1139 عملية سلب، في حين لم يقفز عدد الجرائم المماثلة في عام 2010 عن 846 عملية سلب، وسجل المعدل الشهري لعميات السلب العادية في 2011 ما معدله 70 عملية، فقد قفزت اعداد عمليات السلب في عام 2012 الى 1174 عملية سلب بمعدل شهري بلغ 98 عملية والذي حافظ على وتيرته نفسها في عام 2013 بزيادة طفيفة بلغت معها أعداد عمليات السلب 1177 بالمعدل الشهري نفسه تقريباً، اي 98 عملية سلب شهرياً.
على صعيد سلب السيارات أي (بقوة السلاح) يبدو ان هذا النوع من الجرائم يسجل ازديادًا ملحوظًا، حيث بلغ 129 عملية سلب سيارة حتى تشرين اول 2104 . وبلغ في عام 2013 ما مجموعه 119 عملية سلب سيارة في حين لم يتجاوز 81 عملية في عام 2012 و75 عملية سلب في عام 2011.
اما معدل جرائم السرقات الموصوفة، والتي تبدو انها سائرة بالوتيرة نفسها تقريبا، فقد سجلت حتى تشرين الثاني الماضي 2096 خلال الشهور العشرة الاولى من عام 2014، وكانت اقفلت عام 2010 على 2468 عملية سرقة موصوفة، وجاء المعدل الشهري لعام 2011 ليبلغ 206 عمليات، وفي عام 2012 بلغت 2522 عملية، لتنخفض قليلاً عام 2013 وتسجل 2273 عملية.

أما سرقة السيارات التي سجلت في أول عشرة اشهر من عام 2014 رقماً بدا مخفضًا بنسبة كبيرة، مع سرقة 1056 سيارة في مقابل الأعداد التي سجلتها القيود الرسمية لهذا النوع من الجرائم عام 2013 حيث وصل العدد في حينه الى 2247 سيارة مسروقة وفي عام 2012 بلغ 1948 سيارة و1684 خلال 2011. وهو ما أوحى بأن سوق السيارات المسروقة في ضمور نتيجة عدة عوامل، ولعلّ ابرزها وفق مصدر امني إقفال محال تفخيخ السيارات في عرسال والسيطرة على مثيلاتها في الجوار، وزيادة الاجراءات والمراقبة الامنية في القرى والبلدات الاخرى الموسومة بهذا النوع من الجرائم.

على مستوى عمليات النشل، وغالبيتها الساحقة تتم عبر الدراجة النارية، يبدو ان العدد الى ضمور خلال العامين الاخيرين، حيث سُجِّل حتى تشرين الثاني الماضي 524 عملية بينما العدد الرسمي عام 2013 كان 784 عملية. وفي عام 2012 بلغ 1100 عملية مسجلة رسميا وفي عام 2011 كان العدد 865 عملية نشل.
محاضر الاتجار بالمخدرات تحافظ على وتيرتها المتأرجحة دائما تبعًا لتمكن المروّجين من الإفلات من الشرطة وخروجهم من السجون، اذ سُجِّلت في العام الحالي قبل نحو شهرين 853 محضرًا، بينما كان عددها في العام السابق 860 محضرًا بمعدل شهري نسبته 72 محضرًا شهريًّا، بنسبة اعلى من عام 2012 حيث بلغت 703 محاضر، وفي عام 2011 رسى العدد على 680 محضرًا.
في سياق سجلات الجرائم الجنائية تبدو لافتة أرقام عمليات الانتحار في لبنان، وهذا مؤشر خطر، اذ ان وتيرة عمليات الانتحار تبدأ بالرقم 102 عملية انتحار تمت عام 2011 لتقفز الى 108 عمليات عام 2012 وتواصل الصعود عام 2013 لتبلغ 111 عملية انتحار، ولتصل خلال الاشهر العشرة الاولى من العام الحالي الى 132 عملية انتحار.

السابق
أقوى 10 جيوش عربية في عام 2014
التالي
قاصر غادرت منزلها في فنيدق واهلها احتجزوا اثنين