الشرق : الحوار اليوم

طاولة الحوار

كتبت صحيفة “الشرق” تقول : لبنان على أبواب عيدي الميلاد ورأس السنة، يضيء شجرة هنا وشجرة وهناك، ايحاءً بأن الأمور “سالكة وآمنة”، بالتقاطع مع “الهدية” التي لا تقدر بثمن في مباشرة “المستقبل” و”حزب الله” الحوار الموعود بينهما، برعاية رئيس مجلس النواب نبيه بري، فإن الأنظار تتجة الى ما بعد ذلك، وما ستكون عليه السنة الجديدة، التي ستنتقل اليها ملفات ضاغطة، أبرزها اثنان:

– الشغور في سدة رئاسة الجمهورية
– وملف العسكريين المخطوفين لدى “داعش” و”النصرة” وسط أجواء لايزال يشوبها الكثير من البلبلة وعدم الوضوح، حيث العمل على خط التواصل والتفاوض مع الخاطفين يسير على أكثر من خط… واحد مع “داعش” وآخر مع “النصرة”.
الحراك الفرنسي
هذا في وقت لم يغب لبنان عن دائرة الاهتمامات الدولية والاقليمية، وحركة الموفدين من الخارج لم تتوقف، ففي وقت أنهى رئيس الحكومة الفرنسية السابق فرنسوا فيون فجر أمس زيارة لبنان بعد لقائه عدداً من المسؤولين ومشدداً على “ضرورة توفير دعم دولي للبنان من أجل مكافحة الارهاب” فإن مصادر ديبلوماسية أكدت من باريس ان مدير دائرة الشرق الاوسط وشمال افريقيا في وزارة الخارجية الفرنسية جان فرنسوا جيرو سيستأنف حراكه “الشرق أوسطي” ويزور في الخامس من الشهر المقبل كلا من الرياض وطهران واجراء اتصالات دولية تمهد لزيارته “بهدف البحث في الخطوات التي تعيد طريق الوصول الى اتفاق على انتخاب رئيس جمهورية “توافقي ومقبول من جميع الفئات السياسية”.
حوار “تنفيس الاحتقان”… ورهانات على زيارة لاريجاني
وبالتقاطع مع زيارة رئيس مجلس الشورى الايراني علي لاريجاني الى لبنان، التي بدأها يوم أمس، قادماً من سوريا، وجال فيها على عدد من المسؤولين، من بينهم رئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس الحكومة تمام سلام، فإن الأنظار تتجه الى عين التينة، حيث من المقرر، ان تنطلق اليوم، الجولة الأولى (التمهيدية) للحوار بين “المستقبل” و”حزب الله”، برعاية وحضور الرئيس بري، تحت عنوان “تنفيس الاحتقان المذهبي السني – الشيعي”، وتحضير أرضية صالحة لانتخاب رئيس الجمهورية، يصبح معها متاحاً “الاتفاق بين المكونات السياسية كافة، خصوصاً المسيحية منها التي تتحضر بدورها للقاء مرتقب بين رئيس “تكتل التغيير والاصلاح” (الجنرال السابق) النائب ميشال عون، ورئيس “القوات اللبنانية” سمير جعجع، يكون محوره الأساس الانتخابات الرئاسية…
وقالت مصادر سياسية متابعة لـ”الشرق”، ان لا علاقة لزيارة لاريجاني بتوقيت انطلاق الحوار بين “المستقبل” و”حزب الله”، وان تقاطعا بالزمن… فقرار الحوار مأخوذ منذ مدة، ولا رابط بينهما… وان كان البعض يحاول ان يستحضر مشهدية ما قبل تأليف “الحكومة السلامية” ويجري ربطاً بين نجاح تأليفها والزيارة التي قام بها وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف لبيروت في كانون الثاني الماضي…
أفضل السبل
وعشية بدء الجلسة الحوارية الأولى، فقد أجمعت المواقف على أهمية هذا الحدث، ووجوب الوصول به الى نتائج ايجابية.
وفي هذا، شدد عضو كتلة “المستقبل” النائب عمار حوري على “ضرورة الحوار مع “حزب الله”، لأنه أفضل السبل للوصول الى نتائج ايجابية لافتاً في المقابل الى “عدم عقد الآمال عليه، فهو سيسعى لايجاد خرق، وليس لايجاد اسم الرئيس او تحقيق نتائج سحرية”. مؤكداً ان “الحوار سيكون مفتوحاً من جانب “المستقبل”… ومقدمة للحوار بين الافرقاء كافة…” مشدداً على ان “المستقبل سيستمر في رفض تدخل “حزب الله” في الصراع السوري والتعاطي مع المحكمة الدولية”.
… تغير المناخات
من جانبه لفت نائب رئيس المجلس التنفيذي في “حزب الله” الشيخ نبيل قاووق “ان الأولوية الوطنية تفرض علينا تحصين لبنان، ومن هذا المنطلق كان قرار “حزب الله” بالحوار مع “تيار المستقبل”، لأنه بالحوار نستطيع ان نحصن الوحدة الوطنية لمواجهة كل التحديات… ويكفينا انه بمجرد الاعلان عن بدء الحوار تغيرت المناخات وخف التوتر السياسي والمذهبي…”.
أما عضو “كتلة التنمية والتحرير” النائب هاني قبيسي، وإذ لفت الى “ان الصراع القائم ليس صراعاً طائفياً ولا مذهبياً، ولا علاقة للسنة فيه ولا للشيعة… وعلينا ان نتحاور وان نلتقي على كثير من نقاط الاختلاف وان نبعد شبح الفتنة بلقاءات فيما بيننا، ان كان على مستوى طاولة مستديرة تضم الجميع، او على مستوى حوارات فردية… لدرء الفتنة عن لبنان.
بدوره، وإذ حيا وزير الزراعة اكرم شهيب “شجاعة شعبة المعلومات في الكشف عن شبكة شبيحة الخطف والترويع في البقاع التي تستهدف المعارضين السوريين”. أمل ان يكون الحوار “جدياً وفي العمق لتكون نتائجه ايجابية”. آملاً في ان “تنخرط كل الاطراف في حوار يحصن لبنان من فتن والاتفاق على تحييد لبنان عن العواصف المحيطة، خصوصا النار السورية التي تلفح حدودنا الشرقية والشمالية وتهدد السلم الاهلي وسلامة الوطن”.
حوار جعجع – عون شامل
وينتظر موعدا
وفي السياق الحواري نفسه، فإن المتابعات لم تتوقف من أجل الاعداد النهائي للقاء المرتقب، بين النائب ميشال عون، وسمير جعجع، بالنظر الى ما يمكن ان يترتب على هذا اللقاء من نتائج قد تفضي الى ازالة المعوقات المسيحية – المسيحية لانجاز الاستحقاق الرئاسي في أقرب وقت ممكن…
وفي هذا، فقد كشف مستشار رئيس “القوات”، العميد المتقاعد وهبي قاطيشا، ان الحوار بين جعجع وعون سيبحث في الاسماء، وسيطرح “إمكانية ترشيح اسمين او ثلاثة للذهاب الى المجلس النيابي ونصوت ديموقراطياً… لكن علينا العودة الى الافرقاء السياسيين لنأخذ موافقتهم…”.
أما عضو “تكتل التغيير والاصلاح” النائب فريد الخازن، فأكد “ان العماد عون مستمر في ترشحه لرئاسة الجمهورية…” لافتاً الى “ان الحوار المباشر له دائماً تداعيات ايجابية” مشيراً الى “ان احتمال لقاء عون – جعجع بات جدياً… وان توقيته مرتبط بأمور عدة منها ما هو متصل بالأمن”… بدوره أمين سر التكتل النائب ابراهيم كنعان أكد “ان موعد اللقاء بين جعجع وعون لم يحدد بعد، لكن التواصل قائم والبحث جدي… لا على مسألة الرئاسة فقط، بل في كل أوجه تكوين السلطة للوصول الى قاعدة عمل مشتركة بين المسيحيين”.
قناتان للتفاوض مع الخاطفين
وفي ما خص قضية العسكريين المخطوفين، فقد توقفت مصادر عديدة عند تأكيد رئيس الحكومة تمام سلام أول من أمس، أنه “لا مشكلة لدينا بالمقايضة” وايضاحه ان الوزير وائل ابو فاعور “لم يبلغني بأي تفويض لأحد للتوسط في الملف…”.
وفي موازاة وساطة الشيخ وسام المصري التي تتقدم بغطاء من المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، فقد تحرك على الخط نفسه نائب رئيس بلدية عرسال احمد الفليطي بناء على طلب النائب وليد جنبلاط عبر الوزير وائل ابو فاعور، ليلعب دور “ناقل الرسائل بين الخاطفين والدولة اللبنانية…” وفي هذا، أعلن الفليطي الذي كان زار “داعش” في جرود عرسال، “اننا ننتظر حالياً رد الحكومة او ابو فاعور على الرسالة التي نقلتها من “داعش”…
من جهته أوضح المصري ان الجهود حالياً تنصب على “داعش” لا “النصرة” لأنها الأقوى في الجرود…” مشيراً الى ان “تنسيق الحكومة جهود الطرفين (الفليطي وانا) ضروري… وثمة أمر مخفي قد يحله جنبلاط بحنكته المعهودة…”.
الأهالي يلتقون ريفي والمشنوق
وكان وفد أهالي العسكريين زار أمس وزير العدل اشرف ريفي، في مكتبه بالوزارة، كما زار وزير الداخلية نهاد المشنوق…
وأشار الوزير ريفي، الى “اننا أمام محنة كبيرة… وطمأنت الجميع الى ان الدولة فعلت كل شيء… وفي الأيام المقبلة قد تكون الحظوظ أكبر…”، مؤكداً أنه “شخصياً يعطي الفليطي الثقة بالتكليف، وان كان الفليطي لم يفوض من قبل مجلس الوزراء”. مشيراً الى وجود قناتين للتفاوض، الفليطي مع “داعش”، وهناك قنوات تفاوض مع “النصرة”.
بدوره، لفت وزير الداخلية نهاد المشنوق الى أنه “لن يفصح عما يقوم به” أعلن ان ما سيقوله الشيخ عمر حيدر يقوله باسمي.
وفي هذا قال الشيخ حيدر “ان المفاوضات مفتوحة أبوابها… والمقايضة موجودة من دون أي شروط…”.

السابق
المستقبل و«حزب الله» وجهاً لوجه بحثاً عن«تفاهمات وطنية» لاريجاني يستعجل المسيحيين حسم موضوع الرئاسة
التالي
المستقبل: هدف الحوار سحب عون وجعجع!