لاريجاني: انتخاب رئيس مسألة داخلية وايران لا تدخر جهدا لتأمين الوحدة بين اللبنانيين

علي لاريجاني

ألقى رئيس مجلس الشورى الايراني محاضرة قبل ظهر اليوم في كلية الحقوق في الجامعة اللبنانية في مجمع رفيق الحريري الجامعي في الحدت، في حضور السفير الايراني محمد فتحعلي وأركان السفارة والوفد المرافق للاريجاني ورئيس الجامعة اللبنانية الدكتور عدنان السيد حسين، وعمداء ومديرين في الجامعة اللبنانية.

ثم كانت كلمة لاريجاني التي استهلها بالتعبير عن عمق سروره بهذا اللقاء، ومقدما “للشعب اللبناني التعازي الحارة بضحايا الطائرة الجزائرية”.

وقال: “أنتم على علم بالعلاقات القوية التي يتمتع بها بلدانا، الوثيقة والاستراتيجية، وايران وقفت الى جانب لبنان في ظروفه الصعبة، لان لبنان بلد مؤثر في منطقة الشرق الاوسط، ولبنان البلد الذي استطاع ان يصمد في وجه الكيان الصهيوني، ولقن الصهاينة درسا مهما عام 2006”.

وأضاف: “إن الدول الاسلامية كانت تواجه الجمود واليأس، ولكن الشعب اللبناني أظهر لتلك الدول أنه بالحجم الضئيل ولكن بالنوعية العالية يستطيع الصمود والانتصار وهذا هو فخر للشعوب الاسلامية”، مشيرا الى ان “العالم الاسلامي يمر اليوم في ظروف خاصة ويواجه مخاطر تختلف عن الماضي وعلينا العمل لتحقيق وحدة الأمة الإسلامية، لأنه ويا للأسف، بعد الحرب العالمية تم تقسيم الأمة الاسلامية بين بعض الدول الغربية ووفقا لمصالحها، وفي ايران كانت الحكومة مرتبطة بالغرب وبعيدة عن شعبها، فالسلوك الشعبي كان في مسار والحكومة كانت في مسار مختلف، وهو ما أوقع الأمور في وضع هش للغاية حتى انبثاق الثورة الاسلامية”.

وتابع: “هكذا نرى أكثر الدول الاسلامية، الحكومة في واد والشعوب في واد. وما حصل خلال الأعوام الأخيرة هو نوع من الوعي لدى الجيل المسلم من الشباب، ولذلك نرى تحركات حية لدى المجتمع الاسلامي، ويا للأسف نرى بعض الحكومات تعمل على قمع هذه التيارات الاجتماعية”.

ولفت الى أن “الوعي والتحرك الجديد هو ظاهرة جديدة في العالم الاسلامي، وخلال الاعوام الاخيرة شهدنا وعيا لدى الجيل المسلم الذي حضر الى الساحة وشارك في تحركات حية، وهذه مظاهر لم نرها في العقود الماضية”.

وقال: “بعد الحرب العالمية ساد ما يسمى الحرب الباردة، حيث كانت مختلف الدول خاضعة للقوتين العالميتين، وبعد انهيار الاتحاد السوفياتي كان القطب الواحد، أي أميركا، وبذلت جهود كبيرة لنشوء ادارة واحدة للعالم، فنتجت حروب مختلفة في العالم في افغانستان والعراق ومناطق أخرى.

وأصبحت أميركا تريد فرض نموذجها على الشعوب، ولكن هذا السلوك غير المبرمج أنتج هزائم لأميركا في افغانستان وفي العراق، واليوم لا يعتقد أحد بنجاح الادارة الاميركية على المستوى العالمي. وقد نشأ أقطاب آخرون على المسرح الدولي كروسيا والصين وغيرهما من الدول”.

وأوضح أن “هناك دولا تساهم في ادوار ايجابية ودولا تساهم في شكل مدمر”، لافتا الى وجود منظمات فعالة أكثر من بعض الدول، واليوم نشاهد تيارات فاعلة كتيار حزب الله في الشرق الاوسط وحركة حماس والجهاد الاسلامي، وتعتبر رمزا قويا وصائبا في المقاومة، وهناك تيارات ارهابية مدمرة مثل داعش، ويجب عدم اغفال هذه التيارات”.

ورأى أن “الدول الاسلامية، مقارنة بالعقود السابقة، تمتلك الطاقة الطبيعية والانسانية، وتتمتع بمستويات علمية راقية، فعلماؤنا تقدموا ويمتلكون المعرفة، والقضية النووية هي النموذج، ولها تأثير كبير في تقدم الشعوب، وكذلك على صعيد تقنيات النانو والبيولوجيا والخلايا الجذعية”.

وأكد أن “الدول الاسلامية تحوي أكبر الطاقات، ولكن بعضها يهدر هذه الطاقات او يضعها في خدمة الآخرين، وهذه نقاط الضعف في العالم الاسلامي، إذ لا تستغل الطاقات بشكل سليم، وهناك امل ان تستطيع هذه الدول الاستفادة من طاقاتها وتقرر مصيرها.
وتقويمنا لمسيرة الاحداث في العالم الاسلامي هو تقويم ايجابي رغم مواجهة التيارات التكفيرية والارهابية، والارهاب واسرائيل وجهان للعداء للعالم الاسلامي”.

وفي ما يتعلق بالازمة السورية، اعتبر انه “لا يمكن تحقيق الاصلاحات السياسية والاجتماعية عبر الدبابات، وكلما حضرت اميركا واحتلت موقع يظهر التيار الارهابي، وهذا ما حصل في افغانستان والعراق، وهذا نتيجة عسكرة الازمة، وبعد 4 سنوات اقتنعوا بأن معالجة الازمة السورية تكون بالحل السياسي، نحن في ظروف اليوم في العالم الاسلامي لدينا هذه المشاكل، ولا سيما المشاكل بين السنة والشيعة، ونحن لم يكن لدينا هذه المشاكل”.

وكشف أن “بعض المسؤولين الاميركيين اجتمعوا مع الارهابيين واعلنوا دعمهم لهم في حال مواجهة الشيعة وايران. وعلى صعيد الملف النووي، أعلن الغرب أن ايران لا تمتلك السلاح النووي، ولا تريد التوجه نحو السلاح الكيميائي”.

وعبر لاريجاني عن سعادته بلقاء الطلاب في الجامعة اللبنانية.

وتلا ذلك حوار مع الحضور، وقال لاريجاني “ان انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية مسألة داخلية للبنان، وايران تدعم ولا تدخر أي جهد في سبيل تأمين الوحدة بين اللبنانيين”.
وفي مسألة الحوار بين “حزب الله” و”المستقبل”، رأى أن ذلك “مسألة ايجابية”، آملا حصوله مع كل الأفرقاء.

ثم وقع على السجل الذهبي للجامعة اللبنانية.

وفي الختام قدم رئيس الجامعة درعا تقديرية للاريجاني.

السابق
مجدلاني: التوصل الى صيغة شبه نهائية لقانون سلامة الغذاء
التالي
اهالي العسكريين بعد لقائهم المشنوق: نؤيد جهد احمد الفليطي لتحرير ابنائنا