الرموز السماوية تزين شوارع مرجعيون في عيد الميلاد

ساحة مرجعيون

أيام قليلة تفصلنا عن ليلة عيد الميلاد ورأس السنة الميلادية، في هذا العام وكما جرت العادة مع بداية شهر كانون الأول من كل عام، ارتدت شوارع قرى مرجعيون حلة العيد.
ازدانت الأشجار بالاضاءة في الساحات العامة ترافقها المغاور والزينة، كما انتشرت النجوم الملونة والأجراس والشموع على الطرقات العامة التي تربط بين القرى لتذكر المارة بالرموز السماوية التي اقتادت المجوس لمغارة بيت لحم.
لقد وحدت علمانية الزينة الميلادية العالم بأسره، فباتت كل أصقاع الأرض على اختلاف طوائفها ومذاهبها تنشغل في هذه الفترة من العام بالزينة والألوان والهدايا. كما هي حال سكان قرى مرجعيون على اختلاف انتمائاتهم الدينية التي تتحضر لهذا العيد وإن بشكل متفاوت لكل ما تبثه الزينة من بهجة وفرح في النفوس.
وتمهد كل قرية لعيد الميلاد له على طريقتها، ففي بلدة جديدة مرجعيون تقود النجوم المضاءة بألوان الميلاد المليئة بالمعاني الروحية التي تمتد على أعمدة الشارع العام الذي يربط القرية بجيرانها لتوصل إلى شجرة خضراء كبيرة مفعمة بالحياة تصل إلى حوالي علو ثلاثة أمتار مزينة بشريط فضي مضاء ونجوم زرقاء تستوقف المارة لأخذ الصور الى جانبها مع المغارة الدافئة المتواجدة بالقرب منها.
ويشير جان، أحد سكان بلدة مرجعيون الى أن النشاطات التي قامت بها البلدية لهذا العام ساهمت في إحياء العيد وإضفاء أجواء السعادة على الأهالي، إن كان بإقامة معرض للأشغال اليدوية المخصصة لهذه المناسبة من مغاور وقناديل وغيرها في المبنى البلدي. ودام هذا المعرض لأربعة أيام متتالية ولاقى إقبالاً كثيفاً من سكان المنطقة لتعطشهم للشعور بفرحة الأعياد، بحسب ما يؤكد جان. كما أن إضاءة الشجرة التي أقيمت على الطريق العام في البلدة أدخلت البهجة إلى قلوب أهالي القرية والقرى المجاورة الذين شاركوا كباراً وصغاراً بالاحتفال، بحسب وصف الشاب نفسه.
أما في بلدة القليعة، ورغم غياب أي من النشاطات المتعلقة بعيد الميلاد، لا تزال فرحة العيد ظاهرة بالزينة المنتشرة على الطرقات العامة وبالأشجار والزينة والألعاب التي ملأت المتاجر. ويذكر شربل مقلد صاحب متجر سان جورج في بلدة القليعة، أن الحركة التجارية كالأعوام السابقة تنشط مع اقتراب العيد إذ يتزايد الإقبال على شراء الألعاب للأطفال والأغراض للزينة كذلك الشوكولا وما يلزم للضيافة، مشيراً الى أن حركة الشراء تتراجع منذ حوالي الخمسة أعوام تزامناً مع غلاء الأسعار وانخفاض القدرة الشرائية لدى سكان المنطقة اذ باتوا يحاولون شراء حاجياتهم الضرورية بأقل كلفة ممكنة.

أجواء ميلادية خجولة

أجواء ميلادية صاخبة تختلط بالخجل في قرى قضاء مرجعيون. ففي حين تمتلىء بعض الشوارع بالبهجة والحلة الميلادية خصوصاً في القرى ذات الغالبية المسيحية يبقى من الملفت غياب هذه المظاهر تماماً عن شوارع قرى أخرى رغم التواجد المسيحي فيها. لكن على الرغم من ذلك لا يزال يتشارك بعض أصحاب المحال والمتاجر في هذه القرى الفرحة مع جيرانهم المسيحيين إن بتزيين محالهم أو بوضع شجرة العيد في منازلهم أو بتشارك الهدايا مع أفراد عائلته. ففي قرية دبين حيث غابت مظاهر العيد عن الطرقات احتلت الأجراس وزينة العيد نوافذ وأبواب محطة خضر للمحرقات الذي يؤكد إصراره على مشاركة فرحة العيد والأجواء الايجابية التي تعكسها مع زبائنه.
وفي حين تأسف زينب صاحبة متجر من بلدة الخيام لعدم انتشار الزينة والمظاهر الميلادية في شوارع قريتها تؤكد إصرارها على المشاركة بهذا العيد، إن بتزيين محل الملابس النسائية الذي تمتلكه، أو بوضع شجرة العيد وتزيينها في منزلها. وتشير الى أنها تجد لذة لا توصف بالتجول في شوارع القرى المجاورة في هذه الفترة من السنة التي تعتبرها فترة مباركة وتعود بالفائدة على الجميع، مشددة أن أغلب زبائن محلها هم من القرى المجاورة ويتزايد إقبالهم على شراء الملابس والهدايا لأقاربهم من محلها يوماً بعد يوم، مع اقتراب الخامس والعشرين من كانون الاول أي عيد الميلاد والاول من شهر كانون الاول أي رأس السنة الميلادية.
وتنشغل رويدا والدة الطفلتين مريم وريما من بلدة كفركلا بالتفتيش عن هدايا مع ابنتيها في كافة متاجر الحلي في القرى المجاورة بهدف إيجاد هديتين لكل من “الملاكين الحارسين” لابنتيها في صفوفهم في المدرسة. وتؤكد أن الطفلتين تشغلان العائلة كلها بقصة الملاك الحارس وعيد الميلاد مما يجعل العائلة كلها تعيش جو الفرح والعطاء.
تتحضر قرى مرجعيون لاستقبال عيد الميلاد الذي أعاد اليها بعضاً من المغتربين الذين اعتادوا زيارة أهاليهم للاحتفال معهم بهذا العيد، وأعاد اليها نوعاً ما أجوء من الفرح والراحة.

السابق
بو صعب بعد لقائه بري: هناك حلحلة في موضوع الغاز
التالي
باكستان أعدمت محكومين بالإرهاب رداً على مجزرة بيشاور