ماذا يعني سقوط القلمون كله بيد داعش؟

القلمون

سرت شائعات روج لها فريق لبناني معاد للثورة السورية.مفاده القبض على ضابط من الجيش السوري الحر يقاتل في عرسال. رافق ذلك حملة شعواء ضد الثورة مع تحريض سياسي ومذهبي. واللافت أن أخبار المعارك المفتوحة بين الجيش الحر وداعش في المنطقة الممتدة بين عرسال وراس بعلبك أظهرت محاوﻻت طيلة شهر من الحر لضرب داعش لم تكن لصالح الطرف اﻷول. خصوصاً بعدما تمكنت داعش من السيطرة على اﻷرض. وقتلت أكثر من 20 من عناصر الحر. وهذا ما أبرزته lBC في نشرتها لبل امس (الخميس). وأبرزت إمكانية سيطرة داعش على منطقة القلمون التي كانت حررتها ميليشيا لبنانية ما يجعل لبنان في فوهة المدفع.
ولعل داعش تعرف ومعها أكثر من طرف لبناني وسوري يعرفون أن دول “التحالف” لن تترك لبنان لقمة سائغة لداعش. خصوصاً في ظل كلام دولي واضح عن ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية. وفي ظل استنفار جوي وقوة عسكرية مستنفرة تغطي سوريا. ويقابلها تراخي القبضة الحديدية لداعش ولنظام سوريا اﻷسد. ودعم فرنسي – سعودي عسكري واضح للتصدي لداعش. كل هذه اﻷسباب تعقد الوضع في وجه داعش. وتحصن الوضع الداخلي اللبناني. لكن ذلك ﻻ يشكل غطاءً سياسياً وكاملاً للبنان. في ظل الحديث عن إمكانية السيطرة الداعشية الكاملة على القلمون. وكأن دول “التحالف” تغض الطرف عما يجري في القلمون لغايات أبرزها توازن العسكري مع السياسي تحت سقف جنيف واحد. في دوزان خبيث ﻻستثمار الوضع السوري الداخلي. والموازي ﻹدارة ملف المفاوضات اﻷميركية – اﻹيرانية. ولمزيد من الضغط عبر ملف النفط على كل من إيران وروسيا. واﻹنهيارات المتوالية في كل من تهران وموسكو.

محمد عقل
ومن هنا يمكن فهم اﻹشارة الواضحة اﻷميركية إلى إمكانية استمرار الحرب ضد داعش لمدة 3 سنوات. وكلما اتفق اﻷميركيون واﻹيرانيون في المفاوضات كلما سنلاحظ انفراجاً على اﻷرض ومزيداً من انهيار داعش. ولكن الذين يلعبون على أوتار الحساسيات الداعشية والحزازات المذهبية الداخلية بالعودة باللائمة على قوى الثورة والجيش السوري الحر. فما هذه اﻹشارات سوى سياسات ومواقف ضيقة تخفي بسوء فهم ما يجري على الساحتين اللبنانية والسورية.

إن ما يجري سيفاجئ المتلهين بالحرتقة، وقد نصل إلى يوم قريب نتظاهر فيه للرجوع إلى اتفاق سايكس – بيكو. ﻷن ما يجري في المنطقة سيجعل من سوريا ولبنان تفصيلاً في متغيرات ترسم مستقبلنا لمئة سنة مقبلة. وهنا ينطرح السؤآل اللبناني عموما والشيعي خصوصاً: ماذا سيفيدنا هذا الغرق في المستنقع السوري. والمضي في سفح الدم “الشيعي”.. من أجل نجاح المفاوضات اﻹيرانية في المزيد من التوغل اﻹيراني – اﻷميركي في المنطقة العربية؟ أم من أجل إقامة الشرق اﻷوسط الجديد اﻷميركي الذي يحافظ على المصالح الصهيونية العليا. أهكذا يدير أولياؤنا معارك المصير؟!
أما السؤآل الذي ما عاد ملحاً كثيراً فهو مصير ما كان يسمى سابقاً “الرئيس السوري”. لقد فقد هذا الموقع وهجه وحضوره السياسي وبات الذي تقرره كل من تهران وموسكو هو المعوّل عليه. وليس الذي تقرره دمشق، ذاك الزمن اﻹقليمي بات وهماً وانتهى. وبات مصير “الرئيس” يتحدد بتوقيت الحلول وما يقرره المرشد اﻷعلى والشيطان اﻷكبر. والله من وراء القصد.

السابق
البنك الدولي: الخسائر الناتجة عن الحرب في سوريا والعراق 35 مليار دولار
التالي
بعد ISIS.. ما هو الاسم الجديد لتنظيم «الدولة الإسلامية» باللغة الإنكليزية؟