سرّ إعتراف أوروبا بفلسطين.. اكتشاف متأخر للحق الفلسطيني؟

البرلمان الاوروبي
أوروبا تتحرك.. بعد 68 سنة على احتلال فلسطين رغم كل المجازر والاعتداءات التي تعرّض لها العرب، وبالتالي الفلسطينيون. فما هو سرّ صحوة الضمير هذه؟ هل اكتشفوا جديدا اليوم؟ ماذا يقول الباحث والكاتب الفلسطيني علي هويدي في هذا الاطار؟

في الوقت نفسه الذي حازت فيه فلسطين على صوت 498 نائباً، داخل البرلمان الأوروبي، وعارض 88 قرار يدعم “من حيث المبدأ الاعتراف بدولة فلسطين  وبحل الدولتين”، صدر قرار رفع اسم “حركة حماس” عن لائحة الارهاب في محكمة العدل الاوروبية. مما حيّر الاوساط كافة.

صحيح أن التصويت، هو تصويت رمزي لكنه يبقى دالاّ على الهوى السياسي الجديد للدول الاوروبية. فالبرلمان يجمع الأحزاب الأوروبية المهمة، لذا جاء الاعتراف ليعبّرعن تغيّر مهم داخل هذا الاتحاد.

وللاطلالة على التغيرات التي دفعت البرلمان الى الاعتراف بأراضي 48 كأرض نهائية للدولة الفلسطينية وانسحاب اسرائيل منها، تحدثت “جنوبية” مع الكاتب والباحث الفلسطيني علي هويدي الذي قال: “بتقديري النصر الاخير الذي حصل في قطاع غزة فرض وجوده ليس فقط على الساحة الاقليمية والساحة الدولية، بل ساهم في بروز الحق الفلسطيني، وان الظلم يجب ان لا يستمر اضافة الى الانتهاكات  فالكيان الصهيوني اصبح في عزلة اضافية وهناك حملات المقاطعة التي تزداد وهناك احراج في العلاقة مع الكيان الصهيوني”.

وبرأي هويدي “الاتحاد يحاول التكفير عن بعض الذنوب التي ارتكبها ومن خلال الدعم غير المحدود  للكيان. ومن خلال ذلك نرى ان انهاء الاحتلال الفلسطيني بات امرا محسوما”.
فلسطين المحتلة وردا على ان المجازر مستمرة منذ عقود وليست حصيلة هذه الاعوام، اكد علي هويدي الباحث والكاتب الفلسطيني ان “ربطه لمسألة الانتصار الذي حصل في غزة مؤخرا جاء على اعتبار ذلك كنوع من تراكم. فالاعتداءات على غزة شاهدها العالم أجمع سواء الغربي او العربي او الاسلامي، وحصلت استنكارات وخرجت تظاهرات في كل اوروبا حيث كانت الاضخم، وهذه التنديدات لعبت دورا مهما في الضغط الشعبي على الاوروبيين لتغيير موقفهم تجاه القضية الفلسطينية”.
ورأى هويدي ان “طبعا هذا لا يكفي، لذا يجب الضغط لحلّ القضية الفلسطينية وليس السيطرة على اراضي1967 بل عودة فلسطين بكاملها”.
وعن تفسيره لغياب الدول العربية، وامعان الانظمة العربية في ضرب الفلسطينيين، اعتبر علي هويدي اننا “لسنا نرى غيابا لجامعة الدول العربية فقط، بل لمنظمة التعاون الاسلامي التي قصّرت بالضغط على اسرائيل والتي تقيم علاقات تجارية ودبلوماسية مع الكيان الغاصب في ظل غياب اي دعم للفلسطيني”.
وما يلفت ان الدعم الاوروبي قابله ضغط مصري على الفلسطينيين من خلال اقفال معبر رفح- مصر المدعومة من اكبر الانظمة العربية. هذا الحصار والاغلاق لمعبر رفح غير مقبول ومطلوب فتح هذه المعابر وتسهيل دخول كل المواد التي يحتاجها شعب غزة، وعلى النظام ان يشّكل حاضنة وداعما للمقاومة خاصة ان غزة هي حاضنة الامن القومي لمصر عند الاعتداءات الصهيونية عليها”.

علي هويدي ولفت هويدي الى “اهمية هذا اليوم التاريخي حيث ان الدول الاوروبية شطبت اسم حماس عن لائحة الارهاب، وهذه المصادفة تدل على ان حماس جزء من مسيرة النضال الفلسطيني”.
ورأى هويدي انه “على المستوى الاستراتيجي حقق الفلسطينيون خطوات مهمة بوجه الكيان الصهيوني، اولها: بروز الرواية الفلسطينية مقابل الرواية الصهيونية حيث بات الشعب يطالب بحقوقه المشروعة وذلك خلال العشرية الاولى من القرن الحالي”.
وانهى حديثه بنفحة تفاؤل قائلا: “نتوقع بالعقل خطوات هامة لصالح القضية الفلسطينية مقابل التعنت الصهيوني. ونحن نتطلع الى زوال الكيان الغاصب. واعتقد ان العشرية القادمة ستنتهي بدمار اسرائيل”.

السابق
الكتب الأكثر مبيعاً خلال معرض بيروت الدولي للكتاب58
التالي
ستبقى «جنوبية» مساحة للحريّة والنقد البنّاء