خاطفو الرهائن: لا وقف للقتل

مجلس الوزراء

كتبت “الأخبار” تقول : أخفق الشيخ وسام المصري في الحصول على تعهد من خاطفي العسكريين في جرود عرسال بوقف القتل، وحمل شريطاً من الخاطفين يحمل تهديدات جديدة
أعلن الشيخ وسام المصري من ساحة رياض الصلح أنه توجه الى جرود عرسال أمس بمبادرة شخصية منه، مؤكداً أنه لم يكلف حتى الآن من قبل الدولة اللبنانية. وكشف المصري أنه شاهد العسكريين المخطوفين واطمأن عليهم، كاشفاً أن الخاطفين لم يقبلوا التعهد بعدم قتل المخطوفين.

وحمل المصري معه من الجرود شريط فيديو يظهر فيه ثلاثة من الجنود الأسرى جاثمين على الأرض، وخلف كل منهم مقاتل من داعش يحمل سكيناً، يتحدث أحدهم باللغة الفرنسية ويقول إن رسالته الى “حلفاء فرنسا في لبنان”، مهدداً كلاً من رئيس تيار المستقبل سعد الحريري والنائب وليد جنبلاط ورئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع. ويتهم المقاتل في الفيديو القيادات الثلاث بأنهم مجرمون أضافوا جرائم جديدة الى جرائمهم من خلال تعاونهم مع “حزب الله”. وختم المسلح الفيديو قائلاً: “أنتم فقط المسؤولون عن مصير أسراكم، فمستقبلهم، حياتهم أو موتهم، يتوقف على قراركم”.

وكان مجلس الوزراء قد عقد جلسة في السراي الحكومي أمس برئاسة رئيس مجلس الوزراء تمام سلام، وصفها أكثر من مصدر وزاري بـ”الباردة”. وكعادته استهل الرئيس سلام الجلسة بالمطالبة بضرورة انتخاب رئيس للجمهورية وتطرق الى قضية العسكريين المخطوفين، فأشار الى أن خلية الأزمة مستمرة في مهمتها من دون انقطاع، معلناً أن “المفاوضات بين الحكومة اللبنانية وخاطفي العسكريين على حالها”، وأن “لا تقدّم ولا تراجع في هذا الملف”.

وأوضح أن “لا معلومات جدّية تصلنا ولا حتى طلبات”. وقال سلام: “القصّة مش عنّا، فهم (الخاطفون) الذين لا يصدقون ولا يعلنون ما الذين يريدونه تحديداً”، لافتاً إلى أن “الوسيط وسام المصري هو الذي عرض خدماته وهو مدعوم من هيئة العلماء المسلمين، لكننا حتى الآن لم نرَ شيئاً من وساطته”.

معارك الجرود متواصلة
ميدانياً (رامح حمية)، يبدو أن مسلحي “داعش” ماضون في معركتهم في منطقة القلمون السورية لتصفية سائر فلول “فصائل الجيش الحر” التي لم تبايع خليفتهم أبو بكر البغدادي. المعارك التي انطلقت منذ أيام تواصلت طيلة يوم أمس بين مسلحي “داعش” وما تبقى من مجموعات “الجيش الحر”، بدءاً من منطقة معبر الزمراني وصولاً حتى وادي ميرا شرقاً، وباتجاه الأراضي السورية في الجراجير وقسم من جرود قارة السورية. مسلحو “داعش” وبعد سيطرتهم على المنطقة التي كانت تخضع لسيطرة “لواء مغاوير القصير”، وإعدامهم قائده عرابة إدريس، تابعوا تقدمهم في منطقة وادي ميرا، وأقدموا على إعدام عدد من مسلحي “الحر” أمس، وهددوا بمواصلة هجومهم وإعدام سائر قياديي “الجيش الحر” ما لم يبايعوا التنظيم. ما وصل من معلومات إلى بلدة عرسال عن معارك جرود القلمون الشرقي والغربي يكشف عن مقتل عشرات المسلحين، غالبيتهم من مقاتلي “الجيش الحر”.

مصادر عرسالية أوضحت لـ”الأخبار” أن مسلحي “داعش” حسموا خياراتهم لجهة “نيّتهم” السيطرة على منطقة القلمون، خصوصاً أن الشتاء بدأ حصاره الفعلي عليهم، وفي ظل حاجتهم “للمؤونة والغذاء وحتى التمويل”. ولم تستبعد المصادر إمكانية أن تتطور المعركة في الجرود، في الأيام القليلة المقبلة، الى صدام بين مجموعات “داعش” ومسلحي “جبهة النصرة”. فعلى رغم أن الطرفين لم يتواجها حتى اليوم في القلمون، من غير المستبعد أن يحصل ذلك بعد “نشوة الانتصار” التي حققها مسلحو “داعش”، وقدرته أخيراً على استقدام عناصر مقاتلة تابعة له من محافظة حمص عبر جبال حسيا السورية والنعمات ورأس بعلبك وصولاً حتى جرود عرسال في الزمراني، “في الوقت الذي كان من المفترض فيه على الجيش السوري أن يقمع عمليات التسلل تلك”.

ليس هذا وحسب، فملف العسكريين المخطوفين، وبحسب المصادر العرسالية، ثبت أنه من “الملفات المؤثرة على الساحة اللبنانية”، ومن الممكن أن يحاول “داعش”، ومن ضمن خطته لدمج سائر ألوية المعارضة السورية تحت لوائه، أن يسعى للصدام مع “جبهة النصرة” في القلمون، والاستيلاء على العسكريين المخطوفين والحصول على وحدة القرار في التفاوض بشأنهم”، بحسب ما تقول المصادر العرسالية.

إزاء كل ذلك تعيش عرسال حالة من القلق والترقب لمعارك الجرود، وسط تأكيدات “بالوقوف خلف الجيش اللبناني، لمواجهة ذلك المد القادم من الجهة الشرقية”. الجيش اللبناني شدد من إجراءاته في النقاط التابعة له عند أطراف بلدة عرسال، وقد شهدت جرود عرسال في محلة وادي عطا وعقبة الجرد حماوة لافتة يوم أمس، بعدما استهدف الجيش بمدفعية الهاون والأسلحة الثقيلة تحركات وظهوراً واضحاً لمسلحين في جرود عقبة الجرد. مصادر أمنية أوضحت لـ”الأخبار” أن اشتباكات محدودة حصلت بين نقاط تابعة للجيش في وادي عطا وعقبة الجرد وبين مجموعة من المسلحين، أدت الى سقوط عدد من القتلى في صفوف المسلحين.

السابق
حزب الله عند سليمان: جلسة «غسل قلوب» تخلّلها تفهّم وعتاب
التالي
«وساطة أمر واقع» تواكب معارك القلمون