جعجع في السعودية… لتثبيت العلاقة مع الإعتدال السني

سمير جعجع في السعودية
جولة لرئيس حزب القوات اللينانية سمير جعجع على كبار المسؤولين وأصحاب القرار في زيارته إلى المملكة العربية السعودية، والتي وصفت بالمهمة من حيث توقيتها، وتجسيد العلاقة بين المسيحيين والدول العربية التي فتح جعجع الباب لها، أتت لتثبيت العلاقة مع الإعتدال السني.

هي الزيارة الثانية في أقل من شهرين لرئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع المسيحي إلى المملكة العربية السعودية السنية، في ظل الفراغ الرئاسي

في لبنان، والأوضاع الإقليمية الصعبة التي يمر بها العالم العربي.

يرى المراقبون أن أهمية زيارة جعجع إلى السعودية

التي إلتقى خلالها كبار المسؤولين السعوديين والرئيس الأسبق سعد الحريري، أنها أتت في ظل الحراك الدولي الذي أكدّ على ضرورة إنتخاب رئيس للبنان.

وأكدّ المحلل السياسي شارل جبور في حديث لـ«جنوبية» أن لزيارة جعجع إلى المملكة أهميتين الأولى تكمن في توقيتها «لأنها جاءت بعد الجولة التي قام بها الموفدان

الروسي ميخائيل بوغدانوف والفرنسي جان فرنسوا جيرو مع المسؤولين في بيروت ومنهم جعجع، ومن ثم وضعوا المسؤولين السعوديين في صورة هذه اللقاءات، إضافةً إلى الحراك الدولي الذي أتى ضمن المواقف الدولية التي اطلقها سفراء فرنسا، أميركا، ،الفاتيكان، السعودية وإيران، والذين أكدّوا على ضرورة إنتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية».

وأضاف جبور: «لذلك تختلف هذه الزيارة عن السابقة لأنها تتمحور حول إنتخاب رئيس للجمهورية، ولأن هناك معطيات إستجدت لم تكن موجودة في الزيارة السابقة، وأهمها تأكيد جميع الأطراف في لبنان على إنتخاب رئيس توافقي».

وعن الخوض في الأسماء أكدّ جبور «بالرغم من أن الجميع يؤكدون أنهم لا يريدون الدخول في الأسماء،إلا أنه من المفترض أن التشاورات مع السعودية والرئيس الحريري أن تتجسد في البحث عن إسم الرئيس التوافقي».

وتابع جبور أن للزيارة اهمية إستراتيجية «تكمن في توطيد العلاقة بين المسيحيين وبين الدول العربية، بعد قطيعة دامت لسنوات، والدكتور جعجع نجح في الإنفتاح على الدول العربية من خلال المملكة التي تؤكد على أهمية العلاقة مع المسيحيين وتحرص على الوجود المسيحي في لبنان والشرق الأوسط. وهذا تأكيد على قدرة المسيحيين في الحضور والتأثير في العالم العربي».

وعن العلاقة بين تيار المستقبل والقوات قال جبور: «في كل منعطف سياسي يؤكد الرئيس سعد الحريري والدكتور جعجع أن تحالفهم قائم على مبادئ أساسية إستراتيجية وهي التي نشأت من اجلها فكرة 14 آذار في بعدها المسيحي – الإسلامي، وعلى مستوى الحوار بين تيار المستقبل وحزب الله هناك تأكيد واضح من قبل الطرفين جعجع والحريري على ضرورة الحوار من أجل الحفاظ على إستقرار لبنان، وتحييد لبنان عن الصراعات الإقليمية».

وأكدّ جعجع من السعودية خلال حفل استقبالٍ أقامته على شرفه الجالية اللبنانية في السفارة اللبنانية في الرياض في السعودية، أن «لا دولة من دون مؤسسات دستورية وفي طليعتها رئاسة الجمهورية»، متسائلاً «صحيح أن ملف الرئاسة هو ملف لبناني، ولكن ماذا نفعل إن فتح أفرقاء لبنانيون الباب أمام قوى إقليمية للتدخل في هذا الملف؟».

كما أكد أن حلّ هذه المسألة يكون «إما أن ننزل جميعنا إلى المجلس النيابي وننتخب رئيسا جديدا ونهنئه كلنا، وإما فلنتفاهم بكل بساطة، بدءاً من الفرقاء المسيحيين وصولاً إلى جميع اللبنانيين، على اسمٍ توافقيٍ ننتخبه رئيساً كي لا نفسح في المجال أمام الجميع للتدخل بانتخاباتنا الرئاسية».

وفي حديث لصحيفة «الأخبار» أكد رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون، أن التحضيرات جارية لعقد لقاء بينه وبين رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، مشيراً الى إن الحوار لا يقتصر على موضوع رئاسة الجمهورية فحسب، بل سيشمل مواضيع أخرى، وإن الوسيط بينه وبين جعجع هو من قبل القوات اللبنانية، رافضاً الكشف عن اسمه. وشدد على أنه «مرشح ولن أُعطي صوتي أو أتنازل لأحد». وقال إن باب الحوار مع تيار المستقبل «أُغلق ولم يقفل».

السابق
تسريب حزب الله خبر اكتشاف القيادي العميل: خدمة لإيران؟
التالي
ميقاتي: انتخاب الرئيس سيأخد وقتا حتى جلاء اوضاع المنطقة