أهالي العسكريين عند عون سعياً للمقايضة

كتبت “الحياة” تقول: خَلُص أهالي العسكريين اللبنانيين المخطوفين لدى المسلحين في جرود عرسال- القلمون بعد لقاءاتهم المكثّفة مع مختلف القوى السياسية منذ أسبوعين، إلى التساؤل: “طالما أن لا أحد يعارض المقايضة، فلماذا لا تتم؟”. ووجّه الأهالي ذلك السؤال مرات عدة أمس إلى رئيس الحكومة تمام سلام بعد عودتهم من زيارة رئيس “تكتّل التغيير والإصلاح” النيابي ميشال عون لمعرفة موقفه “الصّريح”. عاد الأهالي مُطمئنين إلى أن عون “قال الحقيقية كاملة، وهي أن ملف المقايضة لم يُعرض في أي يوم في مجلس الوزراء، وأنه مع أي ثمن تدفعه الحكومة للإفراج عن أبنائنا فهو أصلاً ابن المؤسسة العسكرية”، لكن تلك الإيجابية دفعتهم إلى التفكير كثيراً ليطالبوا “الوزراء بالتّصويت اليوم في جلسة مجلس الوزراء على مشروع المقايضة لكشف المعرقلين”.

ويلتقي الأهالي اليوم، الأمين العام لـ “تيار المستقبل” أحمد الحريري، على أن يتابعوا سلسلة لقاءاتهم اللاحقة مع وزيري الداخلية نهاد المشنوق والعدل أشرف ريفي بعد عودته من السفر والمدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم.

أمّا عون، فاعتبر في تصريح “أننا وجدنا أنفسنا مقصرين لأننا لا نعرف شيئاً عن المفاوضات بعدما حددنا الخطوات التي وصلت إليها المفاوضات والمعلومات الموجودة لدى الأهالي”، لافتاً إلى أن “القوانين الدولية تعترف بأن أهالي المفقودين أو المخطوفين لهم الحق بالمعرفة، ويجب أن يعلموا على من تقع المسؤولية”. وتمنى على قيادتي الجيش وقوى الأمن أن “تصحح ما يحصل”، مطالباً بأن “ينتدب ضابطان من كل منهما يضعان الأهالي في كل أجواء المفاوضات الحاصلة”. وتمنى أن “ينضم منتدب من الأهالي إلى لجنة الأزمة، وعلينا ألا نخاف من الحقيقة التي تنصف الجميع”.

وقال: “بمجرد أن المخطوفين أصبحوا مع الإرهابيين فأي تفاوض له ثمن. طبعا كان على المسؤولين ألا يتركوهم عندما كانوا مطوقين، ولا يقلْ أحد إنهم لم يكونوا في عرسال”. وأضاف: “كان يجب أن يدفع الخاطفون الفدية كي يبقوا على قيد الحياة، وليس العكس”. وتابع: “أما موقفنا من المقايضة أو غيرها، فهو الثمن، والمهم إذا كانت ثمة مقايضة أن تكون ضمن الشرائع والقوانين اللبنانية. هذه المقايضة نسميها فدية أو أي اسم، ولكن المهم أن يعود المخطوف إلى أهله”.

وسئل عن اتهامات من بعض القوى السياسية والأهالي “بأنكم كنتم تعطلون السير نحو المفاوضات”، قال: “طالما لسنا موجودين في لجنة الأزمة كيف سنعارض؟ هل صرحنا مرة أننا ضد دفع الثمن الذي يسمى مقايضة أو فدية أو خوة. لم نرفض شيئاً. على العكس، كنا قلقين أن يفلت أحد من دون أن يعود العسكريون”.

واعتبرت صبرين زوجة الرقيب أول المخطوف لدى “النصرة” زياد عمر، وكانت ضمن الوفد، أن “عون شرّع الباب على احتمالات أكثر أهمية من المقايضة”، أما حسين جابر عم المخطوف لدى “النصرة” ميمون جابر، فقال: “لم يكن موقف عون حاسماً مثل موقف جنبلاط والجميل، فهو لم يقل: أنا مع المقايضة”.

وكان الأهالي أحرقوا الإطارات أمام السراي الكبيرة مساء أول من أمس وحصل إشكال بينهم وبين عناصر قوى الأمن الداخلي بعد صد محاولة كل من غنوة يوسف زوجة الجندي المخطوف لدى “داعش” محمد، ووضحة زوجة الجندي خالد حسن، إحراق الإطارات على أدراج السراي، بعدما عاودت “الدولة الإسلامية” تهديدها في رسائل هاتفية مساء أول من أمس بتصفية العسكريين لديها اليوم.

واعتبر نظام شقيق المخطوف لدى “داعش” إبراهيم مغيط، أن “هناك قطبة مخفيّة داخل الحكومة حول مشروع المقايضة”، مشيراً إلى أن “الدولة الإسلامية خفَّضت سقف مطلبها وأبلغتنا برسائل عبر واتساب عن قبولها الإفراج عن 3 مساجين من سجن رومية بدل 5 مقابل كل جندي”.
وقرر أهالي العسكريين بعد اجتماعهم تشكيل لجنة مؤلفة من أعضاء من لجنة الأهالي “لكشف الأقنعة المعرقلة”.

ولفت وزير الزراعة أكرم شهيب إلى أن “الملف هو الحدث الأبرز وحله يجب أن يعطى الأولوية بعد التهديدات المتكررة وقدرة الخاطفين على التأثير في كل المستويات بالداخل، مطالباً بـ?”قرار سياسي واضح وطي الملف إيجاباً، والمقايضة هي إحدى الوسائل لإطلاق أبنائنا ونحن أول من دعا إليها”.

واكد أحمد الحريري ان “لنا ملء الثقة بخلية الازمة”، موضحاً ان “الملف صعب، والخلية تعمل على التوفيق بين عدم اهانة كرامة الدولة من جهة والا يُصبح هذا الملف سابقة لتكرار حوادث مماثلة”.

السابق
هل يغرق اللبنانيون مجدداً بالنفايات الشهر المقبل؟
التالي
مايا دياب أذكى من ان تنزلق نحو الشعبوية