قزي: التطورات تسير في إتجاه الجميل كأحد المرشحين الأساسيين للرئاسة

أعرب وزير العمل سجعان قزي، في حديث الى وكالة “أنباء الشرق الأوسط” المصرية، عن “اعتقاده أن التطورات تسير في اتجاه أن يكون رئيس حزب الكتائب الرئيس أمين الجميل أحد المرشحين الأساسيين للانتخابات الرئاسية”، معتبرا أن “الجميل هو الشخصية القادرة على استيعاب كل التناقضات اللبنانية وتحويل الخلافات لمشاريع وفاقية وخصوصا أن الخلافات بين اللبنانييين باتت واضحة المعالم وتحتاج إلى رئيس فاعل يقوم بتذويب هذه الخلافات في مشروع وطني جديد”.

وقال: “إن زيارة الرئيس أمين الجميل لجنوب لبنان منذ أيام عدة هي زيارة طبيعية وهي رسالة انفتاح وتأكيد أن الكتائب موجودة على مساحة الوطن اللبناني، وأنها مقبولة من كل القوى الدينية والسياسية في لبنان ولا تشكل ابتعادا عن تحالف 14 آذار”.

وأضاف: “الترحيب الذي لقيه رئيس حزب الكتائب أمين الجميل من “حزب الله” وحركة “أمل” وفاعليات الجنوب كان صادقا، ونحن في علاقتنا مع هذه القوى صادقون أيضا، هذه سياسة الكتائب منذ وجدت. نحن لا نريد أن نختصر ولا نقبل أن نختصر مسيرة الكتائب بقوى 14 آذار”.

وقال ردا على سؤال: “ان 14 آذار جزء من مسيرة الكتائب وليست الكتائب جزءا من مسيرة 14 آذار، 14 آذار تأسست عام 2005 على المبادئ الوطنية، أما الكتائب فتأسست على هذه المبادئ الوطنية عام 1936”.

وتساءل: “هل من الضرورة أن نشتم “حزب الله” ونخاصم “أمل” ونشن حربا على كل الأنظمة العربية لنكون غير متمايزين؟ سنبقى على تواصل مع حركة “أمل” و”حزب الله” ومع كل العالم العربي ، هذا هو محيطنا وشركاؤنا في الوطن اللبناني أو العربي وبالتالي أي محاولة إنعزال ترتد سلبا ليس فقط على الكتائب بل على المسيحيين أيضا وبالتالي على مشروع الوحدة الوطنية اللبنانية”.

وأشار إلى ان “زيارة الجميل لجنوب لبنان لقيت ترحيبا من الناس”، منوها ب”فرح الناس بوجود أمين الجميل، كما أصبح المواطن المسيحي في الجنوب يشعر بأن لديه الكرامة
والحرية والأمن”.

ولفت إلى أن “المواقف التي أطلقها أمين الجميل في الجنوب وكأنه في بكفيا (مقر إقامته) أو في الصيفي (مقر حزب الكتائب) فهو لم يذهب الى الجنوب ليتنازل بل ليثبت المبادئ الوطنية التي هي جزء من تراث الجنوب، بغض النظر عن الاصطفافات”.

وشدد على أن “أهل الجنوب هم أهل وطنية”، وتساءل: “هل يمكن أن يحرر مواطن أرضه ويكون غير وطني، وهل يمكن أن تقدم طائفة شهداء الى الوطن وتكون غير وطنية؟”، رافضا “هذا التشكيك في وطنية البعض”، مؤكدا أن “هذا المنطق يجب أن ينتهي”.

وقال إن “زيارة الرئيس الجميل لجنوب لبنان هي زيارة من صنع كتائبي مئة في المئة، وليست مثل زيارات بعض أقطاب المسيحيين الآخرين الذين ذهبوا وكانت زيارتهم منظمة ومعلبة من ألفها إلى يائها من غير قواعدهم الشعبية”.

سئل هل ان زيارة الجنوب تشير إلى بداية انتقال الكتائب إلى الوسط السياسي والخروج من 14 آذار، فأجاب: “إن هذا غير مطروح، من يبقى ب14 آذار إذا تم تفسير الزيارة بهذا المنطق، فالكتائب ذهبت إلى الجنوب، و”المستقبل” سيجلس في حوار مع “حزب الله” والدكتور سمير جعجع ذهب الى المملكة العربية السعودية ، فتصبح 14 آذار بهذا المنطق بيتا مهجورا، في حين أنني اعتقد أن كل هذه العلاقات تعزز 14 آذار ولا تلغيها. لسنا حزبا واحدا ب14 آذار”.

واضاف: “على كل حال إن التطورات في المنطقة اليوم تحتم البحث عن بدائل لكل الاصطفافات القائمة في لبنان منذ عام 2005 إلى اليوم”.

وهل إن تولي الرئيس الجميل الرئاسة يعني انتصارا لطرف، قال: ” 14 آذار تعتبر الرئيس أمين الجميل متمايزا، و8 آذار تعتبره منتميا الى قوى 8 آذار. في حين أنه رئيس حزب الكتائب لديه انتماء ل14 آذار ولديه علاقات مع 8 آذار”.

وقال ردا على سؤال: “أجرينا كل الاتصالات الضرورية ولم نر فيتو على شخص الرئيس أمين الجميل، ونعتقد أن التطورات تسير في اتجاه أن يكون الجميل أحد المرشحين الأساسيين للانتخابات الرئاسية”.

وعن تعليقه على الحوار المقترح بين حزب “القوات اللبنانية” و”التيار الوطني الحر”، قال: “إن من يحسم الاستحقاق الرئاسي وانتخاب رئيس ليس الحوارات الجانبية”.

واجاب عن سؤال آخر: “اعتقد أن هناك تلاقيا بين أطراف لبنانيين ومحاور خارجية عربية وإقليمية يؤخر انتخاب رئيس الجمهورية. وبعيدا عن التحاليل الجيو-سياسية يجب أن يحضر النواب الى المجلس وينتخبوا رئيسا وكل طرف لا يحضر الجلسة لا يريد انتخاب رئيس للجمهورية”.

ودعا الوزير قزي البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي إلى أن “يسمى من يعرقل الانتخابات الرئاسية اللبنانية أمام الرأي العام المسيحي واللبناني، ولكن لا يجوز أن يؤيد البطريرك مرشحا بعينه إلا إذا كان البعض يريد أن يختار للبنان مارونيا لا يتمتع بالمؤهلات، فهذا أمر يجب حينها أن ترفضه البطريركية المارونية لأن رئيسا لا يتمتع بالمؤهلات لا يسيء فقط إلى رئاسة الجمهورية، ولكن يسيء ايضا إلى صحة التمثيل المسيحيي واخلاقيته”.

واضاف: “لا يجوز تضييع انتخابات رئيس لجمهورية بالإسراف في الحديث عن مواصفات الرئيس العتيد، نريد رئيسا للبنان يتمتع بشخصية رئيس، هناك شخصيات في لبنان وفي طليعتها الرئيس أمين الجميل تتمتع بهذه المواصفات، البلاد تريد رئيسا محترما ، يتمتع بأخلاق عالية منفتح على كل القوى اللبنانية والمناطق اللبنانية، قادرا على إعادة جمع الشمل ومواكبة التغييرات التي تحدث في المنطقة وعلى حضور ولادة الشرق الأوسط الجديد التي ستتم في الولاية العتيدة للرئيس”.

وختم: “نريد رئيسا لديه القدرة الفكرية والاستراتيجية لمواكبة هذا الشرق الأوسط الجديد ولمنع تقسيم لبنان، لأن لبنان قد يدخل في دائرة التغييرات الديموغرافية التي قد تحدث في المنطقة إذا استمر الشغور الرئاسي.
لذلك نحن نرى أن الرئيس القوي هو الرئيس الذي يكون قويا بانفتاحه وعقله وعلاقاته وقدرته على تحصين لبنان بعلاقاته الإقليمية”.

السابق
«العرق.. مبتدأ العشق» لبلال رمضان: تشكيلات قصيرة على جسد العالم
التالي
غانم: اولويتان ضروريتان انتخاب رئيس واقرار قانون للانتخابات