أوباما يفجّر ‘مفاجأة’ وينهي نصف قرن من عزل كوبا

باراك أوباما

اعلن الرئيس الاميركي باراك اوباما الاربعاء فتح “عهد جديد” مع كوبا ملتزما بان يبحث مع الكونغرس رفع الحظر المفروض على كوبا منذ نصف قرن.

وقال اوباما في خطاب تاريخي من البيت الابيض، ان “عزل كوبا لم يعط نتيجة”، داعيا الى اتباع “نهج جديد” ومعلنا بالاسبانية “نحن كلنا اميركيون”.

من جانبه اعلن الامين العام للامم المتحدة بان كي مون استعداد المنظمة للمساعدة في تحسين العلاقات بين الجانبين. كما عبر البابا فرنسيس عن ارتياحه الكبير لما وصفه بانه “قرار تاريخي” كما شكره اوباما على دوره في هذا التقارب.

وكانت الولايات المتحدة فرضت حظرا تجاريا على كوبا التي كانت عدوتها في الحرب الباردة الاقرب الى سواحلها – في 1960 والعلاقات الدبلوماسية بين البلدين منقطعة منذ 1961.

وقال مسؤول اميركي ان البابا فرنسيس لعب دورا رئيسيا في التقارب التاريخي بين واشنطن وهافانا موضحا ان البابا وجه نداء شخصيا الى باراك اوباما وراول كاسترو في رسالتين منفصلتين خلال الصيف، وان الفاتيكان استقبل موفدي البلدين لوضع اللمسات الاخيرة على التقارب.

من جهته اعلن الرئيس الكوبي راول كاسترو الاربعاء انه اتفق مع نظيره الاميركي “على اعادة العلاقات الدبلوماسية” بين البلدين التي قطعت قبل اكثر من نصف قرن.

واضاف في خطاب بثته وسائل الاعلام الرسمية “هذا لا يعني ان (المشكلة) الرئيسية اي الحصار الاقتصادي تمت تسويتها”.

واشاد بالرئيس الاميركي باراك اوباما لاتخاذه خطوات لاعادة العلاقات بين البلدين بعد قطعها لاكثر من نصف قرن.

واضاف “هذا القرار من قبل الرئيس اوباما يستحق اعتراف وتقدير شعبنا” موجها كلمة شكر الى البابا فرنسيس الذي ساهم في التوصل الى هذه الخطوة.

وقال “اود ان اشكر الفاتيكان على دعمه وخصوصا البابا فرنسيس”.

وجاءت كلمة كاسترو بعد ان توصل البلدان الى اتفاق لمبادلة سجناء تم بفضله الافراج عن المقاول الاميركي الان غروس لقاء الافراج عن ثلاثة كوبيين ادينوا بالتجسس هم جيراردو هرنانديز ورامون لبانينو وانطونيو غيريرو.

وقال كاسترو ان الكوبيين الثلاثة الذين تعتبرهم هافانا “ابطالا” وصلوا الى كوبا الاربعاء.

واضاف “عاد جيراردو ورامون وانطونيو اليوم الى وطنهم”.

واوضح “لاسباب انسانية عاد المواطن الاميركي الان غروس اليوم ايضا الى بلاده”.

ومن بين التغيرات التي ستحدث الاذن لوزارة الخارجية باعادة العلاقات الدبلوماسية الكاملة مع كوبا وتخفيف الحظر الاقتصادي المفروض منذ ستينيات القرن الماضي في أوج الحرب الباردة.

واعلن اوباما انه سيشارك في قمة الاميركيتين في 2015، في بنما، كما اعلنت كوبا مشاركتها فيها، في اول حدث من نوعه منذ انطلاقتها في 1994.

في ما يلي بعض النقاط الرئيسية في خطة اوباما للعلاقات مع كوبا:

اعادة العلاقات الدبلوماسية

لم تقم هافانا وواشنطن علاقات دبلوماسية كاملة منذ 1961 وكان يمثل كل منهما شعبة رعاية مصالح في عاصمة الدولة الاخرى.

وقال اوباما انه سيفتح سفارة في كوبا وسيقوم دبلوماسيون على مستوى عال بتبادل الزيارات ابتداء من كانون الثاني/يناير بمناسبة الجولة المقبلة من مباحثات الهجرة الاميركية الكوبية في هافانا.

زيادة التحويلات المالية للعائلات

يعتمد عدد كبير من الكوبيين على المال الذي يرسله اقاربهم المقيمون في الولايات المتحدة، ولكن في الماضي، كان يتم تحديد هذه التحويلات ب500 دولار فقط كل ثلاثة اشهر. سترفع السياسة الجديدة قيمة المبالغ المسموح بتحويلها اربع مرات الى الفي دولار كل ثلاثة اشهر.

زيادة الصادرات والواردات الاميركية

ستتمكن الشركات الاميركية الان من بيع كوبا بضائع تشمل معدات لبناء المساكن الخاصة، ومستلزمات المزارع، وبضائع يحتاجها المقاولون.

وسيسمح للمواطنين الاميركيين المسافرين الى كوبا بان يجلبوا معهم بضائع تصل قيمتها الى 400 دولار بما في ذلك 100 دولار من منتجات التبغ والكحول بما فيها السيجار الكوبي.

وستسمح الولايات المتحدة لشركات الاتصالات باقامة متاجر وبناء بنى تحتية في كوبا، وبتصدير اجهزة وبرمجيات وخدمات الاتصالات بهدف تحسين الاتصال عبر الانترنت في الجزيرة التي تسجل ادنى مستوى لاستخدام الانترنت في العالم.

زيادة السفر

كان يسمح فقط لبعض الاميركيين مثل الصحافيين والجامعيين والمسؤولين الحكوميين ومن لديهم اقارب مباشرين في كوبا بالسفر اليها.

وفي بعض الاحيان، كان يتطلب الامر تقديم طلب خاص قبل فترة، كما في حال الصحافيين المستقلين، والمشاركين في انشطة عامة او من يسافرون لاسباب تتعلق بالتصدير.

لم يعد مطلوبا تقديم طلب مسبق بموجب السياسة الجديدة، في عدد كبير من الحالات.

ولكن القيود التي فرضها الكونغرس ستبقى كما هي بما فيها حظر السفر بغرض السياحة فقط الى كوبا.

تسهيل المبادلات المالية

سيسمح للمؤسسات المالية بفتح حسابات في مصارف كوبا وسيسمح للمسافرين الاميركيين باستخدام بطاقات الائتمان والصرف في كوبا.

كذلك، وفي حين كان يفترض تسديد مسبق لثمن المنتجات الزراعية المصدرة الى كوبا والمسموح بها بطريقة محدودة لاكثر من عشر سنوات، بدءا من الان، لن يتم تسديد الثمن سوى قبل “نقل الملكية” ما يتيح المزيد من الليونة في مجال التجارة المسموح بها مع كوبا.

مراجعة وضع كوبا في قائمة الدول الداعمة للارهاب

اعتبرت الولايات المتحدة كوبا منذ 1962 “دولة راعية للارهاب” واتهمتها بحماية متمردين كولومبيين، ومناضلين من الباسك، واميركيين هاربين.

امر اوباما بمراجعة هذه التسمية على ان يتم رفع تقرير بذلك خلال ستة اشهر.

السابق
السنيورة والمشنوق غادرا إلى الرياض
التالي
المفاوضات بملف العسكريين متوفقة ولا يوجد ما يشير لاستئنافها