هل زار جعجع السعودية رئيساً او ناخباً أكبر؟

تزامنت حركة الموفدين الدوليين الى لبنان التي أعطت انطباعا بتحرك خارجي يدفع نحو تسريع انجاز الاستحقاق الرئاسي، مع حركة لمرشحين بارزين للإنتخابات الرئاسية هما رئيس حزب الكتائب الرئيس أمين الجميل ورئيس حزب “القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع، فيما برز كلام السفير البابوي المونسينيور غبريال كاتشيا أمس الذي رأى ان الأجواء المحلية والإقليمية والدولية مهيأة لانتخاب رئيس جديد.

فما كاد الرئيس الجميل ينجز زيارة هي الأولى من نوعها ورمزيتها الى مناطق جنوبية، بتنسيق ورعاية من الرئيس نبيه بري ومباركة من “حزب الله”، حتى توجه جعجع الى المملكة العربية السعودية تلبية لدعوة رسمية تخللتها لقاءات على مستوى رفيع جداً أوحت لبعض الاوساط السياسية أنها تأتي في سياق دعم المملكة لترشيح جعجع للرئاسة وان السعودية تستقبل رئيس “القوات” مرشحا رئاسيا.

وفيما ترى مصادر ان زيارة جعجع بعد أسابيع قليلة على زيارة أولى قام بها الى المملكة، تندرج في إطار الرد على انفتاح “حزب الله” على الرئيس الجميل ، أكدت مصادر أخرى ان هذه القراءة تقلل من شأن تعاطي المملكة مع الملف اللبناني الذي لا يدخل في كواليس السياسة الداخلية وإنما ينطلق من دعم للبنان ودعم ما يعزز استقراره.

ليس من شك ان زيارة جعجع اليوم ليست في كما الزيارة السابقة التي حملت في حينها عنوانا أساسيا هو عنوان القبول بالتمديد للمجلس النيابي وتأمين الغطاء المسيحي له.

أما اليوم، فالزيارة تأتي بحسب مصادر مطلعة في سياق التواصل الدائم بين جعجع والقيادة السعودية لمواكبة الاستحقاق الرئاسي والوضع اللبناني الداخلي في ظل ما يتعرض له لبنان من جراء تداعيات الأزمة السورية عليه.

لا ترى المصادر المشار إليها ان الزيارة تحتمل أكثر من هذا البعد في الموضوع الرئاسي، مشيرة الى ان جعجع يدرك ان حظوظ وصوله الى سدة الرئاسة ليست كبيرة ، ولكن الرجل لن يفقد الورقة التفاوضية التي يملكها وهو بدأ باستعمالها عندما فتح خطوط التواصل والحوار مع العماد ميشال عون ليفرض نفسه على حلفائه، تماماً كما يفعل عون مع حلفائه، ناخبا اول، والواقع ان هناك تلاقي مسيحي مسيحي بين عون وجعجع كل من منطلقاته على ان أي تفاهم محلي او إقليمي او دولي على الرئاسة اللبنانية لن يمر من خارج المكون المسيحي.

في أي حال، لا مؤشرات كافية حتى الآن الى ان ظروف انجاز الاستحقاق الرئاسي نضجت محليا او إقليميا او دوليا.

وبالتالي، فإن سنة 2014 تطوي صفحتها على آمال بأن تحمل الأشهر الأولى من السنة المقبلة معطيات تترجم على ارض الواقع ما لا يزال حتى الآن مجرد توقعات!

السابق
أصل الفساد سياسيّ!
التالي
«الكتائب».. ابن «14 آذار» الضال