روسيا تترنّح أمام انخفاض النفط.. فهل «قصقصت» السعودية أجنحتها؟

منذ ثلاثة أشهر بدأ الروبل الروسي يتراجع بنسب عالية أمام الدولار الأميركي، وهذا ما طرح علامات إستفهام حول الأسباب التي أدت إلى تراجع الروبل. فهل العقوبات الدولية المفروضة على روسيا وراء ذلك أم ان إنخفاض سعر النفط أدّى إلى إنخفاض الروبل الروسي أمام الدولار الأميركي؟ وهل هو مخطّط سعودي لتوجيه رسالة قوية إلى روسيا؟ أم هي صدفة؟ وما هي نتائجها السياسية والاقتصادية والعسكرية حول العالم؟

منذ أربع سنوات، أي مع بداية الأزمة السورية، عادت روسيا لتلعب دوراً اساسياً في الأزمات والقضايا الدولية، محاولةً خرق وكسر الآحادية القطبية المتمثلة بالولايات المتحدة التي تصدرت العالم منذ إنهيار الإتحاد السوفياتي، لتصبح الولايات المتحدة القوى العظمى الوحيدة في العالم.

فقد عادت روسيا على الساحة السياسية الدولية بقوّة في السنوات الأخيرة، خصوصاً من خلال دورها المستجدّ في مساندة النظام السوري الأسدي، جنبا إلى جانب إيران والصين، وفي الأزمة الأوكرانية حيث واجهت أوروبا والغرب، ما أدّى إلى فرض عقوبات دولية عليها.

إلا أن الإقتصاد الروسي يواجه أزمة من الممكن ان تؤدي إلى تضخّم كبير بسبب تراجع

سعر الروبل الروسي بالنسبة إلى الدولار الأميركي.

وقد ذكرت وكالة رويترز أن الروبل واصل تراجعه الحاد في بورصة موسكو، اليوم الاثنين، وتخطى حاجز 60 روبل مقابل الدولار للمرة الأولى، كما تراجعت قيمة الروبل أمام الدولار الأميركي بنسبة تفوق 15% خلال الأشهر الثلاث الماضية.

وأظهر استطلاع نشره مركز ليفادا المستقل أن 50% من الروس قالوا إن انخفاض سعر الروبل يؤثر على حياتهم، معربين عن خوفهم من ارتفاع الأسعار والتضخم.

يستبعد الخبير الإقتصادي الدكتور مازن سويد في حديث لـ«جنوبية» أن تكون العقوبات الدولية المفروضة على روسيا سبب تراجع الروبل أمام الدولار. ويضع هذا الاحتمال بنسبة لا تتعدًى 20%. ويؤكدّ أن «السبب الرئيسي وراء تراجع الروبل أمام الدولار هو انخفاض أسعار النفط، لأنّ روسيا تعتمد في إقتصادها على تصدير النفط والسلاح فقط وليس لديها ايّ صادرات أخرى».

ويرى سويد انّ لتراجع سعر النفط أسباب إقتصادية وهي «انخفاض معدلات النمو العالمية، خصوصا تراجع النمو في البلدان النامية مثل الصين والهند… اللذين يعتبرا من أكثر الدول المستخدمة للنفط، ما أدّى إلى انخفاض الطلب على النفط وبالتالي الى انخفاض سعره». لكنّ انخفاض معدل النمو العالمي لم يكن مفاجئا بحسب سويد لذلك «فإن تراجع انخفاض سعر النفط له أسباب سياسية أيضاً. فمع بداية الأزمة السورية مروراً بالأزمة الأوكرانية تكاد روسيا أن تتحول إلى قوّة عظمى تنافس الولايات المتحدة، ولأن هناك مصالح مشتركة لوقف التقدم الروسي، يرجحّ أن انخفاض سعر النفط من أجل الضغط الإقتصادي على روسيا، الذي سيؤثر على القدرة السياسية لروسيا في العالم». وربّما يكون اللاعب الأبرز، غير المعلن عن نفسه بطريقة مباشرة، في خفض أسعار النفط، هو المملكة العربية السعودية التي ترفض خفض الإنتاج من أجل رفع الأسعار. ويقال تندّرا إنّه كلما نفت السعودية نيتها خفض الإنتاج، ينخفض سعر برميل النفط 10 دولارات، حتّى بات يقترب بسرعة من 50 دولارا للبرميل، بعدما كان وصل إلى ما يزيد عن 110 دولارات قبل أشهر فقط.

«فوائد قوم عند قوم مصائب» فبسبب تراجع النمو في جميع الدول الصناعية وتزايد الإنتاج النفطي في جميع البلدان المنتجة للخام بما فيها الولايات المتحدة الأميركية، تراجع سعر النفط وتدهور الإقتصاد الروسي القائم على الإقتصاد النفطي لأن صادرات النفط والغاز تشكل أكثر من 75% من إجمالي الصادرالت الروسية. فهل سيتراجع الدور الذي بدأت روسيا بإستعادته من خلال تأثيرها في الأزمتين السورية والأوكرانية؟

السابق
وزارة الثقافة ردت على جنبلاط: نقوم بما في وسعنا للمحافظة على الأبنية التراثية
التالي
كيري: لتكن الخطوات في شأن المساعي الفلسطينية في الامم المتحدة مدروسة بعناية