أكبر خرق أمني بتاريخ حزب الله(1): موساد بالعمليات الخارجية

بعد سلسلة من العمليات الأمنية الفاشلة في الخارج تمكن حزب الله من كشف خلية أمنية عميلة للموساد تعمل في صفوفه هي مسؤولة عن هذا الخرق ويرأس هذه الخلية مسؤول أمني رفيع المستوى برتبة "معاون"، ويعد هذا أخطر خرق اسرائيلي لحزب الله في تاريخه.

في أخطر خرق أمني إسرائيلي يتعرّض له حزب الله منذ قيامه ، تمكن موقع “جنوبيّة” حصرا من الحصول على  معلومات من مصادر موثوقة مقرّبة من الحزب، عن كشف خلية عميلة جنّدها الموساد الاسرائيلي برآسة  قيادي أمني هو “معاون مسؤول العمليات الخارجية” في حزب الله مع أربعه عناصر يعملون تحت إمرته.

وتعزو تلك المصادر الى تلك الخلية “العميلة سبب فشل العمليات في السنوات الأخيرة التي حاول حزب الله تنفيذها في بعض البلدان ضد المصالح الاسرائيلية، اذ سرعان ما كان يعلن ان الموساد الاسرائيلي تمكن بمعاونة شرطة تلك البلدان ،من الاطباق على عناصر الحزب السريين المكلفين بتنفيذ تلك العمليات ويعتقل هؤلاء قبل المباشرة بالتنفيذ، ثم يتم الكشف عن اسمائهم فيظهر انهم شباب لبنانيون شيعة مجندين من أمن حزب الله.

ففي عام 2008 اعلنت السلطات الأذربيجانية عن اعتقال العنصرين في حزب الله اللبنانيين علي كركي وعلي نجم الدين في العاصمة باكو قبل قيامهاما “بالتحضير  للاعتداء على السفارة الاسرائيلية”. وأظهرت التحقيقات بعدها تورّط مسؤولين في الحرس الثوري الايراني.

وفي الأول من شهر حزيران 2013 أعلنت وكالة الاستخبارات والجيش النيجيرية العثور على مستودع للأسلحة يخص حزب الله اللبناني في شمالي نيجيريا.كما أعلن المتحدث باسم الجيش النيجيري، اعتقال ثلاثة مواطنين لبنانيين هم عبدالله طحيني ومصطفى فواز وطلال روضه.وقال جهاز أمن الدولة النيجيري إنه كان من المخطط استخدام الأسلحة ضد “مصالح إسرائيلية وغربية”.

وتكرّر السيناريو نفسه في تايلاند في شهر نيسان ن العام الحالي، إذ أعلنت السلطات التايلاندية عن القاء القبض على اثنين من أعضاء حزب الله اعترفا بأنهما كانا يخططان لشن هجوم ضد سياح إسرائيليين في بانكوك. والمشتبه بهما هما داود فرحات وهو مواطن لبناني يحمل الجنسية الفرنسية، ويوسف عياد وهو لبناني ويحمل الجنسية الفلبينية. وقال مسؤولون في الشرطة التايلاندية إنهم نفذوا عمليات الإعتقال بعد تلقيهم معلومات بشأن أنشطة المشتبه بهما من قبل وكالة الإستخبارات الإسرائيلية، وأضافوا إن المشتبه بهما كانا في مواقع مختلفة.

يأتي ذلك وبعد اتهام حزب الله بتفجير”بورغاس” في بلغاريا قبل سنتين ونصف والتي استهدف حافلة إسرائيلية موقعا فيها قتلى وجرحى، ليتبين لاحقا حسبما أعلنت بلغاريا وفرنسا، ان واضع هذه المتفجرة لبناني شيعي منتسب لحزب الله اسمه محمد حسن الحسيني ويحمل الجنسية الفرنسية أيضا قتل في الانفجار.

أما اخر العمليات الفاشلة التي يشتبه ان حزب الله كان يحضّر لها في الخارج، فهو ما أعلنه جهاز مكافحة الإرهاب في البيرو قبل حوالي شهرين من  توقيف متهم آخر من حزب الله وهو لبناني شيعي أيضا واسمه محمد همدر وعلم موقع جنوبية أنه من بلدة بشتليدا قضاء جبيل وعمره 28 عاما، وذلك بعد ان عثرت في حوزته الشرطة التي راقبته منذ أربعة أشهر بالتعاون مع الموساد الاسرائيلي على مكونات أولية لمواد خطرة تستخدم في صناعة المتفجرات.

وبحسب ما تسرّب من معلومات لـ”جنوبية” فإن هذا الفشل المتكرّر لفرع العمليات الخارجيّة في أمن حزب الله أوجد حالة من الإحباط  في صفوف الحزب، ولكنه أكّد ان أحد كبار المسؤولين الأمنيين مخترق من قبل المخابرات الاسرائيلية ، وهو ما كثّف الجهود فشكّلت وحدة أمنية سرّية خاصة قبل عام بعد فشل عمليّة تايلاند، عناصرها مدرّبة جيدا وغير معروفة لدى باقي الوحدات الأمنية أشرف عليها أمن الحرس الثوري بنفسه، وتمكنت بعد مراقبة لصيقة لكبار المسؤولين الأمنيين من القبض على خمسة عناصر من بينهم “المعاون الأمني” الذي يجري التكتم عن اعلان اسمه حتى الان، ورتبة المعاون الأمني هي رتبة عالية تعني نائب رئيس وحدة أمنية، تعادلها رتبة “عقيد” في الجيوش النظامية .

وكان اعلن الموساد الاسرائيلي على موقعه الالكتروني ان وحدة العمليات الخارجية في حزب الله  تسمى “الوحدة 910 ” ويرأسها القيادي الحاج طلال حميّة.

 غدا في الجزء الثاني: لماذا “خان” العميل؟ لأسباب مالية أم عقائدية أم سياسية؟

السابق
طالبان تعلن مسؤوليتها عن احتجاز رهائن داخل مدرسة تابعة للجيش
التالي
استراليا في حداد بعد مقتل شخصين خلال انهاء عملية احتجاز الرهائن في سيدني