لبنان يُطلق اليوم خطة الاستجابة للأزمة إلياسون في بيروت ولا مبادرات لدى الموفدين

محطتان بارزتان في بيروت اليوم: الاولى إطلاق خطة لبنان للاستجابة للأزمة، بدعوة من وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس، والمنسق المقيم لنشاطات الامم المتحدة والشؤون الانسانية في لبنان روس ماونتن، في رعاية رئيس مجلس الوزراء تمام سلام، في السرايا الحكومية، وفي حضور نائب الامين العام للامم المتحدة يان الياسون.

وعرض الوزير درباس لـ”النهار” لأهمية الخطة فقال: “اننا نأمل في رصد 37 في المئة من مجمل الدعم المالي من الدول المانحة للاستقرار اللبناني، وقد ارتكزنا على هذه المعادلة المالية انطلاقاً من خريطة الطريق التي اعدتها الحكومة عن الحاجات المالية للبنانيين، ولتوفير الدعم المالي لقطاعات التربية والصحة والكهرباء وسواها”.
وحذّر من تداعيات توقف برنامج الغذاء العالمي في نهاية الشهر الجاري عن توفير التموين للاجئين السوريين في لبنان. وقال: “تمكنت الحكومة من توفير الدعم المالي من المملكة العربية السعودية لتغطية نفقات التموين الغذائي للاجئين السوريين لشهر كانون الاول”.
والمحطة الثانية، حركة اتصالات ولقاءات يجريها الياسون في بيروت مدة يومين، أبرزها لقاء البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي للبحث في ملف الاستحقاق الرئاسي وانهاء ازمة الشغور في الموقع الاول بالدولة.
لكن مصدراً وزارياً تحدث الى “النهار” لم يبد تفاؤلاً كبيراً بحركة الموفدين الدوليين اذ رأى “ان طهران ودمشق الممسكتين بجزء من هذا الملف عبر حلفائهما في الداخل، وفي طليعتهم “حزب الله”، غير مستعجلتين لتقديم تنازلات على هذا الصعيد، خصوصا ان زوار دمشق ينقلون عن مسؤولين هناك عدم اقتناعهم بأي من الاسماء المطروحة حتى الان والتي يمكن ان تسمى توافقية”.

جعجع الى السعودية
في المقابل، علمت “النهار” ان الزيارة المفاجئة التي قام بها أمس رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع للرياض ذات صلة بالمعطيات الاخيرة على صعيد استحقاق الانتخابات الرئاسية، وهو سيلتقي في السعودية الرئيس سعد الحريري، الى عدد من كبار المسؤولين السعوديين. وقالت مصادر مواكبة للزيارة لـ”النهار” إن هذه الزيارة تتزامن مع تحرك الموفد الفرنسي جان فرنسوا جيرو في اتجاه طهران اليوم، والرياض لاحقا، بعد جولة مشاورات قام بها في بيروت، وهي تتقاطع مع تحرك روسي مماثل. ولفتت الى ان محادثات وزيريّ خارجية الولايات المتحدة وروسيا جون كيري وسيرغي لافروف تناولت الوضع اللبناني من خلال التركيز على الملف السوري. وفهم ان التحرك الفرنسي غير البعيد من المظلة الدولية والاقليمية أثار تساؤلات عند أفرقاء محليين معنيين بالاستحقاق الرئاسي انطلاقا من أن ثمة تحضيرا يجري لإنضاج مخرج من المأزق الرئاسي قد لا يكون مواتيا لحسابات هؤلاء.

العسكريون المخطوفون
ومن المتوقع ان تتحرك مجدداً مجموعة ملفات في مقدمها ملف العسكريين المخطوفين الذي شهد تجميداً ملحوظاً خلال سفر رئيس الوزراء الى فرنسا، ويترافق الاهتمام به مجدداً مع الاعتصام الموسع الذي نفذه الاهالي مع عدد من النقابات والمنظمات الشبابية الحزبية، أمس، في مرور اسبوع على قتل الدركي علي البزال. وكان الاهالي زاروا السبت المختارة حيث أعاد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط تكليف الوزير وائل ابو فاعور اجراء مشاورات مع القيادات السياسية من اجل بت مسألة التفاوض. لكن مصدرا في “هيئة علماء المسلمين” أبلغ “النهار” ان الهيئة بدأت تحركاً تفاوضياً بناء على طلب الاهالي ومن أجل حقن الدماء، لكنها لم تحصل على تفويض رسمي من الحكومة، وربما لن تحصل عليه لان “حزب الله” المشارك فيها يؤيد مبدأ المقايضة، لكنه يرفض التفويض الرسمي للهيئة التي يعتبرها وسيطا غير نزيه وغير محايد.
وعن الشيخ حسام الغالي الذي قبض عليه الجيش، وفي رفقته أربعة سوريين أحدهم مزنر بحزام ناسف، الى كمية من السلاح، روى المصدر “ان الشيخ الغالي كان متوجهاً للقاء مسؤولين في “جبهة النصرة” في جرود عرسال لطلب تعهد لعدم قتل العسكريين، وان مسؤولي “النصرة” ضربوا له موعداً وحددوا له مرافقين لاصطحابه الى الجرود، ولم يكن يعرفهم ولا يملك صلاحية تفتيشهم، مما استدعى اطلاقه لاحقاً. لكن الغالي تحدث ليلا فقال ان تحركه كان منسقا مع اجهزة امنية لبنانية، وان السلاح الذي كان في السيارة مرخص لمرافقيه، باستثناء الحزام الناسف الذي يعود الى الوسيط السوري. ومن المقرر ان تعقد الهيئة مؤتمراً صحافياً اليوم لشرح الملابسات، علما ان الغالي ينتمي الى “الجماعة الاسلامية” والهيئة معاً.
ولم تسم قيادة الجيش في بيانها الموقوفين السوريين، لكن معلومات أوردت ان المزنر بحزام ناسف هو الشيخ السوري محمد حسين يحيى أحد اعضاء “هيئة العلماء المسلمين” في القلمون، وأحد المقربين من زعيم “النصرة” في القلمون أبو مالك التلي.

السابق
ماذا يفعل الجميّل، الرئيس «الإسرائيلي» في جنوب المقاومة والعزّة؟
التالي
ملف العسكريين أسير حقل التجارب.. سوء إدارة النفط اللبناني يهجِّر شركات عالمية