أمين الجميّل في الجنوب: إستثمار وسياسة ونكايات.. و«حوار»

أمين الجميل
للمرة الاولى منذ عقود يزور الرئيس أمين الجميّل الجنوب اللبناني؟ فهل هي رسالة من نبيه برّي بعث رسالة إلى "عديقه" (عدوّه الصديق) ميشال عون؟ وهل يستفيد منها حزب الله في القول إنّه "منفتح" في لحظة حوارية على مستوى الكوكب كلّه، من أميركا وإيران وصولا الى حزب الله و"المستقبل". وتعطي حزب "الكتائب" دوراً خارج ثنائية "جعجع – عون التاريخية؟ وهي لا تقرّب أو تؤخّر في أيّ من الملفّات الجدية، مثل رئاسة الجمهورية.

فاجأت الجولة الجنوبية للرئيس السابق للجمهورية أمين الجميل أهالي الجنوب، لكنها لم تفاجئ الإعلام، بسبب التقرّب الحاصل بين رئيس مجلس النواب نبيه بري، هو الزعيم الجنوبي الحالي بعد كامل الاسعد، وبين الرئيس السابق للجمهورية اللبنانية، ابن حزب الكتائب ووالده، أمين الجميّل.

أحد العارفين همس بأنّ الزيارة هدفها “بحث مسألة شراء مساحات واسعة على سطح جبل الشيخ بعد نصيحة من أحد المستثمرين”.
في حين رأى آخرون أنّ الزيارة هدفها افتتاح مركز لحزب الكتائب. وهذا الكلام إن دل على شيء. لكنّ الأكيد أنّها افتقدت إلى حشود المستقبلين في القرى والبلدات الجنوبية، لأنّ الزائر تعترضه إشكاليتان، الأولى: أنّ الحليف الاول للرئيس نبيه بري، المُضيف عبر معاونه السياسي وزير المالية علي حسن خليل، أي حزب الله، في تعارض كبير مع الرئيس الجميّل. فالأخير اتّهم حزب الله باغتيال نجله وزير الصناعة بيار الجميل. وهو يحمل تاريخا سياسيا سيئا بالنسبة إلى أهل الجنوب، بسبب علاقة حزب الكتائب بالاسرائيليين خلال الحروب الأهلية في لبنان. والإشكالية الثانية هي أنّ الطرف المسيحي في الجنوب، والاكثر انتشارا، حليف حزب الله، التيار الوطني الحرّ، يزعجه أن يرى في الرئيس الجميّل مرشحا دائما للرئاسة.
المحلل السياسي وعضو الامانة العامة لـ14 آذار الياس الزغبي، قال في حديث لـ”جنوبية” أنّ “الزيارة طبيعية، في إطار افتتاح مركز لحزب الكتائب وبصفته رئيسا سابقا للجمهورية. لذا كان من الطبيعي ان يستقبله ممثلو القوى السياسية في الجنوب وتحديدا حركة أمل وحزب الله. ويبدو انه اراد ان تكون زيارته متوازنة بين جميع الطوائف”.
ويتابع الياس الزغبي، “ليست زيارة ذات طابع سياسي محسوم ولا يمكن توظيفها كما ذهب البعض، خصوصا جماعة 8 آذار، على أنّها تندرج في اطار الانتخابات الرئاسية”. ويوضح الياس الزغبي: “لا علاقة لها ولا يمكن ان يكون لها اي تأثير ايجابي لان قوى 8 آذار بقيادة حزب الله لا يمكن ان تقبل بوجود اي شخص من قوى 14 آذار في رئاسة الجمهورية، وليس فقط سمير جعجع. فالرئيس الجميل، ورغم مظاهر الانفتاح والحوار، لا يزال ركنا اساسيا في صلب 14 آذار وليس خارجها”.
ويشرح الياس الزغبي فيقول: “لذلك حزب الله يرى ان أمين الجميّل يلتزم سياسة مؤسسة على عناوين واهداف وتطلعات 14 آذار. وانطلاقا من هنا فإنّ هذه الزيارة لا يمكن ان تكون ذات طابع سياسي”!
ويشدد الياس الزغبي على “انّ حزب الله لا يمكن ان يرى ان هذه الزيارة قد تُشكل طرحا للجميّل كبديل لميشال عون. والبديل لميشال عون لا يمكن ان يكون من 14 آذار. فالقول ان البديل هو مرشح توافقي ووسطي لا يعني انه سيكون الجميّل او بطرس حرب او روبير غانم. وان ذهبوا الى تسويات اخرى فان هذه الزيارة برأيي لا تقدّم ولا تؤخر”.
ويرى الياس الزغبي ان “الزيارة هي لمجرد الحوار، ومن اجل الحوار، خصوصاً أنّ حزب الله فتح باب الحوار مع المستقبل، وان كنتُ ارى ان هذه الحوارات لا تقدّم ولا تؤخر لأنّ حزب الله يسير وفق أجندة غير لبنانية”.
في المقابل يرى ماهر باسيلا، منسق التيار الوطني الحر في الجنوب، ان “الرئيس امين الجميّل هو رئيس جمهورية سابق، ونحن نرحب بزيارته وقد شاركنا كتيار بالاحتفال. ولكن لا اعتقد ان للزيارة اهداف سياسية، إنما هي من اجل ان يثبت حزب الكتائب وجوده في الجنوب. وانا كمنسق للتيار ارى انه يُفيدنا ولا يضرنا، خصوصاً ان الجنوبيين رأوا انّ النص المكتوب في بيروت لا ينسجم مع قاطني الجنوب واهل الجنوب”. ويرى ماهر باسيلا ان “وجود الكتائب يفيد التيار لجهة تأكيد اهمية التيار بين ابناء الجنوب”.
وحول ان الرئيس الجميّل بات خارج الامانة العامة لـ14 آذار، يرى باسيلا انّ “حزب الكتائب لا يزال ممثّلا بالاستاذ ساسين ساسين داخل الامانة العامة لـ14 آذار. وهو يحاول ان يوحيّ انه مختلف معهم وانه خارج الامانة لكنه لا زال في موقعه”.
لكن هل تهدف الزيارة إلى إقامة حلف سياسي بين حركة “أمل” و”الكتائب” يوازي حلف حزب الله – التيار الوطني الحرّ؟ يجيب باسيلا: “ليست هناك خلافات اساسية بين الرئيس ميشال عون والرئيس نبيه بري والعلاقة جيدة بينهما”.
في كلّ الأحوال فإنّ برّي بعث رسالة إلى “عديقه” (عدوّه الصديق، أو صديقه العدوّ، اللدود) ميشال عون، كذلك ربما يستفيد حزب الله في القول إنّه “منفتح” في لحظة حوارية على مستوى الكوكب كلّه، من أميركا وإيران وصولا الى حزب الله و”المستقبل”. و”الكتائب” يحتاج إلى دور خارج ثنائية “جعجع – عون التاريخية. لكنّها بالتأكيد لا تقرّب ولا تؤخّر في أيّ من الملفّات الجدية، مثل رئاسة الجمهورية.

السابق
وفاة رئيس اللجنة الاولمبية السابق انطوان شارتيه
التالي
أمامة: «النصرة» فوّضت المصري القريب من «حزب الله»