حركة دبلوماسية غزيرة في بيروت: الاستحقاق الرئاسي قريبا؟

بوغدانوف
شهد لبنان حراكا ديبلوماسيا لافتا أثار الكثير من التفاؤل في الأيام الأخيرة، فهل تقف هذه الحركة وراء سعي أوروبي – أميركي لانتخاب رئيس جديد للجمهورية؟ كيف تُفسر هذا الحراك المُحللة السياسيّة والكاتبة والخبيرة في الشؤون الديبلوماسية بلبنان، الزميلة مارلين خليفة؟

يستمر الحراك الديبلوماسي حيال لبنان بشكل مكثف رغم ان رأس السلطة اللبنانية “غير متوفر حالياً”، وقد زار بيروت خلال اسبوع كل من مبعوث الرئيس الروسي نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف، اضافة الى مدير دائرة الشرق الاوسط وشمال افريقيا في وزارة الخارجية الفرنسية جان فرنسوا جيرو، وممثلة السياسة الخارجية والامن في الاتحاد الاوروبي فريدريكا موغيريني ووزير الدفاع البلجيكي ستيفان فانديبوت، ونائب مساعد وزير الدفاع الاميركي لشؤون سياسة الشرق الاوسط ماثيو سبينس.

مارلين خليفة في هذا الخصوص كان لـ”جنوبية حديث مع المُحلّلة السياسيّة في صحيفة “السفير” الزميلة مارلين خليفة التي اعتبرت أنّ” الحراك الديبلوماسي بدأ منذ فترة بخصوص الاستحقاق الرئاسي ولكن كل موفد لديه موقف وعنده طلب خاص. فمدير دائرة الشرق الاوسط وشمال افريقيا في وزارة الخارجية الفرنسية جان فرنسوا جيرو كان واضحا في ان زيارته بهدف الاستحقاق الرئاسي، وكان واضحا هدف زيارته للمسؤولين، وهو الذي زار طهران في الماضي من اجل تقريب وجهات النظر على مدى اربع زيارات. وزياراته الاولى كانت من اجل التعاون الاقتصادي، وقد جاءت هذه الزيارات كردة فعل، خصوصا عندما وجدوا ان المفاوضات مع الولايات المتحدة تسير، فأرادوا مدّ الجسور مع ايران سيما ان ثمة ملفات مشتركة بينهما في اليمن، اضافة الى الملف النووي والشركات الاقتصادية وغيرها الكثير”.

وتتابع المحللة السياسية، والخبيرة في الشؤون الديبلوماسية في لبنان، مارلين خليفة، فتقول: “لبنان يبقى أحد الملفات التي بحثها جيرو مع الايرانيين وخصوصا ان فرنسا تعتبر انها لا تزال تملك صداقاتها في لبنان، ولديها مسؤولية معينة يمكن ان تسهّل من خلالها العمليّة السياسيّة، فتم فتح الملف اللبناني مع طهران لكن الايرانيين كانوا واضحين بالقول ان ملف الاستحقاق الرئاسي ملف داخلي، وان طهران لا تعرقل الحل ولا تدفع باتجاهه”.
من هنا، وبعد سماع الفرنسيين ذلك قرر جيرو زيارة الجنرال ميشال عون ومختلف القيادات السياسية في لبنان. لكنه، وبحسب، خليفة “لم يحمل مطالب محددة بخصوص الاستحقاق، علما انه هناك مواصفات معينة، لكنه لم يطرح اسماء واضحة وصريحة”.

وتؤكد مارلين خليفة بالقول: “أراد جيرو استطلاع الاجواء في ظل مسعى فاتيكاني مع الفرنسيين بعلم ومعرفة من الاميركيين طبعا والدول الاقليمية وايران في محاولة لانجاز الاستحقاق الرئاسي قبل آذار المقبل”.
والسبب حسب معلومات خليفة: “لان الجزء الثاني من الاتفاق الايراني- الاميركي سينطلق في اذار 2015”.

“هناك اجواء ايجابية إذا. لكن على صعيد الدينامية الداخلية والتنفيذ لا شيء ملموس حتى الان، لكن الحوار بين حزب الله والمستقبل يبيّن ان ثمة تقدّم. لكنّ الامور في خواتيمها. هناك اجواء ايجابية ما، ولكن كما نعرف جميعنا ان الامور بخواتيمها”.

اما فيما يتعلق بالزيارات الاخرى: “فزيارة ميخائيل بوغدانوف تتعلق بسورية، وهي من أجل الجمع بين المعارضة والنظام. وبالنسبة الى ممثلة السياسة الخارجية والامن في الاتحاد الاوروبي فريدريكا موغيريني فزيارتها تقع ضمن جولة للتأكيد على الاهتمام الاوروبي بلبنان، والانطلاق من ان الادارة الاوروبية مع رسم خريطة جديدة للمنطقة وهي تعتبر زيارة بروتوكولية لأنّ موغيريني تسلمت مهاما حديثا. وبالنسبة الى وزير الدفاع البلجيكي ستيفان فانديبوت فزيارته هي فقط من اجل حضور الاحتفال بانسحاب القوات البلجيكية المشاركة في القوات الدولية (اليونيفيل) بسبب قرار بروكسل تقليص نفقاتها في هذا المجال”.

لكنّ زيارة نائب مساعد وزير الدفاع الاميركي لشؤون سياسة الشرق الاوسط ماثيو سبينس يمكن تصنيفها في اطار التأكيد والاشراف على الهبة السعودية التي يُنجزها اليوم رئيس الحكومة تمام سلام في فرنسا مع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند: “وهبة الاسلحة هذه لا تتم الا بمتابعة من الاميركيين وإشرافهم، اضافة الى حركتهم الدبلوماسية الكتومة كالعادة”، بحسب خليفة.

السابق
البطولات الأوروبية بكرة القدم
التالي
رعد: جاهزون للحوار مع كل الناس لأننا قوم لا نبتغي سلطة بل نبتغي كرامة لوطننا