واشنطن تراقب تمدّد «داعش» إلى لبنان والأردن والسعودية

دق المنسق الأميركي للتحالف الدولي ضد تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ــ «داعش» الجنرال المتقاعد جون آلن، أمس، ناقوس الخطر من أن التنظيم قد يتمدد إلى لبنان والأردن والسعودية وتركيا، موضحاً أن الولايات المتحدة شرعت في بناء مراكز تدريب للمعارضة السورية «المعتدلة» في عدد من دول المنطقة.

وفي الوقت الذي كان فيه مبعوث الحكومة الأميركية إلى العراق بريت ماكغورك يقرّ بأن تدريب دفعة أولى مؤلفة من خمسة آلاف عنصر من المقاتلين «المعتدلين» سيبدأ في آذار العام 2015 وسيستغرق «عاماً واحداً»، كانت قطر تطالب دول العالم بدعم «الجيش السوري الحر» لمواجهة تنظيم «داعش».
في هذا الوقت، جددت موسكو تمسكها بضرورة إشراك دمشق في الحرب ضد الإرهاب وكررت موسكو دعمها للسلطات السورية، وذلك بعد ساعات من اختتام نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف زيارته لدمشق. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش «كل ما يحصل يؤكد أن الحكومة السورية هي من يتحمّل الجزء الأكبر من محاربة الإرهاب الذي يهدد منطقة الشرق الأوسط برمتها». وأضاف «بعد 80 يوماً من بدء غارات التحالف، الذي تقوده واشنطن ضد الإرهاب من دون تفويض من مجلس الأمن وموافقة الحكومة السورية، لا تزال النتائج متواضعة».
وأكد لوكاشيفيتش أن «روسيا تدعم مساعي المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا لوقف العنف في البلاد، واستئناف الحوار السوري ــ السوري وتوحيد الجهود لمكافحة الإرهاب»، مشدداً على أن «حل المسائل الإنسانية في سوريا ممكن عبر إيجاد تسوية سياسية ديبلوماسية ووقف العنف».
وكشف آلن، أمام مركز «وودرو ويلسون» في واشنطن، أن المسؤولين الأميركيين «يراقبون» عن كثب تمدد تنظيم أبو بكر البغدادي خارج سوريا والعراق، في الوقت الذي يحاول فيه التحالف سحق «داعش» في هاتين الدولتين.
وقال «نراقب عن كثب مجموعات قد تقسم يمين الولاء للبغدادي، وهو أمر سيؤدي إلى تمدّد التنظيم إلى مناطق قد تصل إلى شرق آسيا». وأضاف «علينا أن نكون منتبهين، من خلال وسائل الإعلام وطرق التواصل الأخرى، لتمدد داعش خارج سوريا والعراق. نحن متيقظين للوضع في السعودية والأردن وبالتأكيد نراقب الوضع في تركيا ولبنان عن كثب».
وأعلن آلن أن التحدي الأكبر يتركز حول كيفية منع المقاتلين الأجانب المتشددين من شن هجمات في بلادهم أو السفر إلى سوريا والعراق، مكرراً أن المقاتلين الأجانب سيمثلون تهديداً للولايات المتحدة «لوقت طويل»، لكنه أشار إلى أن حلفاء الولايات المتحدة حول العالم يقومون بخطوات رئيسة ضدهم.
وبعدما أشار إلى أن القوات العراقية، وبعد انطلاق عملية تدريبها قريباً، ستقلب النتائج وتسترد الأراضي التي سيطر عليها «داعش»، أعلن انه يتم العمل مع المعارضة السورية «المعتدلة» ليس فقط سياسياً بل على الأرض أيضاً.
وقال «لقد بدأنا ببناء مراكز تدريب للمعارضة السورية المعتدلة في المنطقة. ونحن نتلقى دعماً من الكونغرس لهذا الأمر، لكن هناك مشكلة بشأن هذا الأمر، ففي حين لدينا شريك سياسي وعسكري في العراق، فإن علينا، في القضية السورية، تحديد مَن هم الشركاء وتدريبهم. هذا هو التحدي الذي نواجهه، وقد بدأنا مؤخراً القيام بهذا الأمر».
ورداً على سؤال بشأن مطالبة تركيا بإقامة منطقة «حظر طيران» في سوريا، وعمّا إذا كانت الولايات المتحدة ستضرب القوات السورية إذا استهدفت المسلحين، قال آلن «المحادثات مع الأتراك كانت بناءة، لكني لن اكشف عنها. الوضع على الأرض في سوريا معقد جداً، ونحاول عبر المباحثات مع الأتراك التوصل إلى نقاط متفق عليها. لقد بدأت المباحثات بشرط تطبيق منطقة حظر طيران، لكن طبيعة المحادثات تغيّرت الآن» من دون تحديدها. وتابع «لا نزال نبحث كيف ستتغير الحملة العسكرية في سوريا، وكيفية دعم المسلحين المعتدلين على الأرض اليوم».
وحول دعم سعوديين لـ «داعش» في العراق وسوريا، قال آلن «نعمل مع الحكومة السعودية عن كثب من أجل خفض، وحتى إنهاء، دعم السعوديين لمثل هذه المجموعات. إن الطيران السعودي يساهم في العمليات الجوية ضد داعش في سوريا، وهم كانوا يساعدوننا جداً، ليس فقط لتوجيه ضربة لداعش، إن كان عبر رجال الدين أو إعلامياً، بل إنهم يساعدوننا أيضاً في تدريب المعارضة السورية المعتدلة وتقديم الأسلحة لهم».
إلى ذلك، أقر مبعوث الحكومة الأميركية إلى العراق بريت ماكغورك، خلال جلسة استماع أمام لجنة الشؤون الخارجية في المجلس، بأن تدريب دفعة أولى مؤلفة من خمسة آلاف عنصر من مقاتلي المعارضة السورية «المعتدلة» سيبدأ في آذار العام 2015 وسيستغرق «عاماً واحداً». وأوضح أن «برنامج التدريب والتجهيز هو عنصر بسيط ضمن حملة شاملة تمتد على سنوات عدة. المرحلة الأولى هي العراق. ما نقوم به في سوريا الآن هو تقليص قدرات تنظيم الدولة الإسلامية».

قطر

ودعا وزير الدولة لشؤون الدفاع في قطر اللواء الركن حمد بن علي العطية، في افتتاح أعمال «مؤتمر الناتو وأمن الخليج» لمناسبة الذكرى العاشرة لمبادرة اسطنبول للتعاون بين حلف شمال الأطلسي والبحرين والكويت وقطر والإمارات، وقال إن «التهديد الذي يمثله تنظيم الدولة الإرهابي والمنظمات المتطرفة الأخرى يتطلب منا، بالإضافة إلى الأعمال العسكرية، وضع استراتيجية واضحة لاستعادة الاستقرار في سوريا، ووضع آلية واضحة وشفافة ومن جميع الأطراف لدعم الجيش الحر، والسعي المشترك لإخراج سوريا من أزمتها الحالية، وتوحيد الجهود بين جميع الدول المشاركة في التحالف وحلف الناتو لإخراج المنطقة من الأزمة الحالية».
كما دعا إلى «إعادة بناء قدرات القوات العراقية، ومنع تدفق المقاتلين الأجانب إلى سوريا والعراق، وتجفيف منابع الدعم المالي لتنظيم الدولة والمنظمات المتطرفة الإرهابية الأخرى، وزيادة الدعم الإنساني والمالي لإغاثة ملايين اللاجئين من ضحايا الصراع الدائر في سوريا، وتكثيف الجهود في جميع أنحاء المنطقة لمحاربة الفكر الخاطئ لتنظيم الدولة وتوضيح تفسيراته الخاطئة للإسلام والعنف والإرهاب الذي يمارسه».
واعتبر أن «الأوضاع المأساوية في سوريا والعراق، بالإضافة إلى ما يحدث في اليمن وليبيا، بحاجة إلى مزيد من التعاون بين دول مبادرة اسطنبول وحلف شمال الأطلسي من أجل إيجاد حل لإنهاء الصراعات في هذه الدول». وقال «نحن على يقين من أن الناتو ودول الشراكة يمكنهم أن يلعبوا دوراً رئيسياً في مواجهة هذه التحديات».

السابق
كيف يُجنّد الشباب الأوروبي؟
التالي
رئيس تحرير «ذا غارديان» يستقيل