مشاهدات من معرض الكتاب في يومه الأخير

تُرى، هل يعلم مئات تلامذة المدارس الذين زاروا تباعاً معرض بيروت العربي الدولي للكتاب في دورته الـ57، ان أقدارهم ستتبدّل بين دفّتي الكتاب الذي “اختاره مزاجهم”؟ فإذا به يتحوّل “نديم الساعة” في كل ساعة. ضحكاتهم “المُتشامخة” وغير المكبوحة ملأت فُسحة “البيال” المفتوحة على مداها والمُقسّمة إلى أكشاك تابعة لدار نشر أو أخرى، يوميّاً خلال ساعات الصباح الأولى. وكان حضورهم “اليافع” تماماً كأحاديثهم “غير المُترابطة”، تكسر الرتابة، في المعرض الذي حقّق، وفقاً للقيّمين عليه نجاحاً أكبر من العام المُنصرم.

ووفق مدير المعرض و نائب رئيس النادي الثقافي العربي فادي تميم، انه إنطلاقاً من الاحصاءات الرسميّة التي تُقام سنوياً، تبيّن ان مبيعات هذه السنة تفوّقت عن العام المُنصرم بنسبة 60 في المئة، وهذا الرقم مبني على قوله “على الإيصالات”. وإرتكزت الكتب الأكثر مبيعاً على “الروايات وتلك التي تُعنى بالسياسة”. وأكّد تميم ان نجاح المعرض بنسخته الـ57 كان واضحاً من خلال “عجقة الناس وإقبالهم على شراء الكُتب”.
احدى المعلمات في المعرض تقول: “نحن في المدرسة نحرص على زيارة المعرض كل سنة، وذلك لنُحفّز الأولاد على القراءة، لاسيما وان هذا الجيل هو جيل الكتروني بإمتياز. وعندما نضعهم وجهاً لوجه مع الكتاب نُفاجأ بسعادتهم الحقيقية والبارزة على الوجوه. يعيشون لحظات حقيقيّة من السعادة، ونحن بدورنا، نُجدّد مكتبة المدرسة”.
في هذه الزاوية “يُفلفش” الأولاد بعض كُتب ومجلات وعشرات منهم يحملون الأكياس التي “حضنت” الكُتب التي إختاروها ليغوصوا في سطورها.
القيّمة على هذا الجناح ترى ان “الإقبال كان أفضل من العام المُنصرم لاسيما وان الطقس كان سيئاً. ولكن الطقس الجميل هذه السنة جعل الناس أكثر رغبةً في زيارة المعرض”.
أما الشاب المسؤول عن جناح آخر، فيروي ان الإقبال كان كبيراً من المراكز الثقافيّة والمكتبات والجامعات والبلديات”. هذا الولد “مبسوط” لأنه تمكّن من أن يشتري كتابه المُفضّل بـ”3 الآف ليرة فقط!”، وهؤلاء التلامذة “معجوقين” بالبحث عن القصص الخياليّة في اللغة الإنكليزية.
المسؤول عن جناح احدى الدور يهزّ رأسه ببطء مُجيباً، “السنة كانت منيحة. مش عاطلة. وزارني من هم في أعمار مُعيّنة، تُراوح ما بين الـ45 والـ55”.
ريم(11 سنة)، كارين(11 سنة)، وآلاء(11 سنة)، يهتفن، “نحن ع ذوقنا منختار الكُتب والأقلام. نُحب القصص في اللغة الإنكليزيّة، كما نقصد إحدى الزوايا المُخصّصة للعب في المعرض. ونجلس مُطولاً في الكافيتيريا”.
في بعض الاجنحة كان الجواب مُتشابهاً، “هالسنة خفيفة. يعني ماشي الحال”. وفي اجنحة أخرى، “فظيعة هالسنة كانت فظيعة” و”عندك عالم بتقصدنا. قرّاء عم بدوّروا علينا. سنتنا كانت عظيمة”.

السابق
داعي الاسلام الشهال يؤكد توقيف ابنه جعفر
التالي
كتيب لداعش عن كيفية إستغلال النساء جنسياً .. اليكم الصدمة !!