لماذا أوقفت «السفير» تغريدة «حسان الزين»؟

غرّد حسان الزين وعماد الدين رائف، فكانت التغريدة فسحة أمل في ضيق الإعلام الحر. لم تشارك تغريدة في التحريض المذهبي ولم تطبل أو تزمر لطرف.. كانت دائماً على مسافة واحدة من الجميع. هكذا بدأت، وهكذا انتهت، لأنّ الحسابات الضيقة لمالكي الجريدة والقيّمين عليها، في السياسة والمال، لا تتحمّل قلماً حرّا مثل قلم حسّان الزين.

بالطبع لاحظ متابعو جريدة “السفير” خلال الأسابيع الفائتة أنّ ثمّة “حسّون” اختفى صوته وبات ممنوعا من “التغريد”. لأنّ “التغريدة” التي يكتبها الزميل حسّان الزين قد “اختفت”. تلك التي يكتبها هو وعماد الدين رائف. وهما من الصحافيين القلائل في لبنان غير المنحازين إلى جهة سياسية واضحة، وإن كانا يعملان في جريدة واضحة في انتمائها إلى محور 8 آذار.

لكنّهما، والحقّ يقال، مستقلّان ويكتبان من منطلقات مدنية مواطنية تضيق هوامشها في الصحافة اللبنانية. وهذا مزعج للقوى السياسية كافة. خصوصاً للقوى غير الدمقراطية ولاسيّما أنّ للصحف حساباتها ومصالحها السياسية والمالية.

الـ”تغريدة” أوقفت، وربما كان مقال “فيديو مهين” هو الذي كان القشّة التي قصمت ظهر البعير. فقد إنتقد الزميل حسان الزين بشدّة وزير الخارجية جبران باسيل قائلاً: “مهين ويستدعي التحقيق هو شريط الفيديو الذي «يقدّم» فيه وزير الخارجية جبران باسيل امرأة «فاتنة»، بحسب إيماءاته، إلى نظير له خليجي”.

تغريدة
إحدى تغريدات حسان الزين في جريدة “السفير”

لكن نلاحظ  أن القرار لم يكن مباشراً، بحيث  كان مقال “الإستقلال” آخر تغريدة.  وهذا قد يكون حرصأ من الجهة الداخلية في السفير على ألا تظهر بأنّها أوقفت “تغريدة” بناءً على طلب من خارج الجريدة. فباسيل هو صهر الجنرال ميشال عون، أقرب حلفاء “حزب الله”، أحد المموّلين الأساسيين لجريدة “السفير”.

في الداخل صاحب القرار الوحيد هو طلال سلمان، الناشر ورئيس التحرير والآمر الناهي، أما في الخارج فحزب الله ومنظومة 8 آذار وإيران وسورية استطراداً.

وهنا نستذكر تجارب كثيرة للعديد من الصحافيين مع طلال سلمان، نذكر منهم: جهاد الزين، إلى حسام عيتاني، وجهاد بزي، ووسام سعادة، وآخرين طفّش بعضهم وطرد بعضهم، حفاظاً على رضا الجهة المانحة. ما يثبت أنّ هامش الحرية في جريدة السفير بات محدوداً وأنّ الحسّ النقدي بات محظوراً.

فساطع نور الدين غادر السفير الى المدن بعدما طُلِبَ منه  أن يشبه “حسين أيوب”، وصار المطلوب من سعادة  أن يشبه “نصري الصايغ” فطُرِدَ، أمّا بزّي فربما كان مطلوبا منه أن يشبه “عماد مرمل”!

هكذا خسرت “السفير” زاوية كانت مقروءة ومحترمة وصوتاً مستقلاً في زمن الإنحيازات القاسية والعمياء. رغم أنّها كانت في الكثير من الأحيان من أبرز 4 مقالات في الجريدة. لتتغلّب التدخلات والحساسيات السياسية على القلم الحر المستقل.

فهل تعود تغريدة؟ وهل ستعود بحلّة جديدة “تحت رحمة المموّل”؟!

السابق
مؤشرات من قمة الدوحة: الرئاسة اللبنانية بعد شباط
التالي
سلام : فرنسا مستعدة للمساعدة في ملف رئاسة الجمهورية