حملة سلامة الغذاء تُنعش المونة الريفية في حاصبيا

انعكست حملة سلامة الغذاء التي اطلقها وزير الصحة العامة وائل ابو فاعور، إيجاباً على المونة الريفية، فارتفع الطلب عليها بشكل مفاجئ، ما أعطى دفعاً للقرويين والقرويّات، العاملين في هذه الصناعة اليدوية، بمعداتهم التقليدية الخفيفة. وباتوا عاجزين عن تلبية طلبات الزبائن الجدد.

وتتركز هجمة الزبائن الجدد على المونة الريفية، على مشتقات الحليب البلدي وخصوصاً اللبنة، وفق سلمى الحرفوش، العاملة في تحضير مختلف أنواع مونة الشتاء. فاللبنة تأتي في مقدمة الطلب، يليها الدجاج البلدي الذي يربى في الحقول والبراري ويقتات من الحبوب ولا سيما القمح وبعض الخضار. وهناك توجه واضح نحو الملاحم الصغيرة التي تعتمد على لحوم الماشية التي تُرعى في المناطق الجبلية والسهول.
تشيد الحرفوش بخطوة أبو فاعور، وهي تعبّر عن إحراجها أمام الزبائن العاجزة عن تلبية طلباتهم كلّها. «فالطلب يفوق العرض بأضعاف، بالرغم من ارتفاع اسعار منتجاتنا الجبلية عن مثيلاتها في الأسواق. إننا نفخر بانتاج قرانا، فهي طبيعية نظيفة صحية، بعيدة عن الملوثات من مواد حافظة وصبغات، ويأخذ تحضيرها اليدوي حيزاً كبيراً من الوقت والجهد، لتبقى مواقد الحطب المفضلة في الطهو والغاز المنزلي لتشمل مختلف انواع الخضار والفاكهة والحبوب والحليب ومشتقاته والزيت والزيتون والتين والعنب، إضافة إلى أنواع عدة من المربيات والدبس».
«إنتاج قرانا وصنع ايادينا، باتا افضل بكثير من انتاج المعامل الآلية الحديثة، هذا ما اثبتته الوقائع والمختبرات العلمية، يكفي أن منتجاتنا اليدوية بعيدة عن السموم، التي أعلن عنها وزير الصحة»، تقول عليا عساف التي توجّهت إلى العمل في صناعة المونة لتسد بها جانبا من حاجيات المنزل والأسرة. وتؤكد أن «إنتاجنا هو الأفضل، إنه نظيف وضمن المواصفات الصحية المطلوبة، وهو أفضل من المعروض في الأسواق، المزين بالأغلفة الجذابة».
«الدجاج البلدي بات مطلب فئة واسعة من المواطنين»، يقول حسان الذي يعمل على تربية الدجاج وسط حديقة خاصة في وادي الحاصباني. ويحرص على أن يطعمها الخضار والحبوب والأعشاب البرية، ويقوم بعرض نماذج منها داخل قفص إلى جانب طريق حاصبيا – مرجعيون. ويشير إلى أن الطلب على الدجاج والديوك «ارتفع بنسبة الضعف تقريباً، وبات المواطن يميز بين الفروج البلدي الذي يلزمه عام كي يكبر، وفروج المزارع الذي يتجاوز وزنه الـ1500غرام خلال اقل من شهر».

موجة وتشجيع
حوّل العديد من أصحاب المواشي في حاصبيا أمام الأزمة الغذائية التي تضرب القطاع الغذائي، منازلهم إلى معامل صغيرة لصنع اللبنة البلدية الطازجة والأجبان والكشك والشنكليش. وتقول هادية إنها تعمل يومياً على «تحضير اللبنة واللبن من حليب قطيع ماعز عائد للعائلة. ولكن الكمية محدودة خلال فصل الشتاء، على أمل أن تتضاعف في الصيف، في ظل الطلب الواضح على إنتاجنا، ما شجعنا على تطوير المهنة، مستفيدين من خبرات اضافية قدمتها لنا بعض الجمعيات المحلية والدولية، عبر سلسلة ندوات ودورات مجانية، رفعت من خبرتنا في هذا المجال الغذائي تحضيراً وتعليباً».

السابق
لرئيس يصنع في لبنان
التالي
الدروز أمام مخاطر مفتوحة