الرئيس برّي يُحرج السيّد نصر الله و«يزركه»

النفط في لبنان
صمت حزب الله صمت القبور عن التصريحات التي أدلى بها رئيس مجلس النواب نبيه بري معلناً من خلالها عن قيام إسرائيل بسرقة النفط والغاز من لبنان. ما فضح حقيقة الوعد الذي كان قد قطعه الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله في الاعلام، حين حاول اختراع وظيفة جديدة لسلاح المقاومة، وهي "حماية النفط".

جاء تصريح رئيس مجلس النواب نبيه بري منذ أيام حول سرقة إسرائيل للنفط والغاز اللبناني، وما قيل عن امتلاكه أدلّة دامغة حول هذا الموضوع، جاء كما لو أنّه من خارج سياق الاهتمامات اللبنانية. لذا لم يَنَل هذا التصريح، رغم أهميته وخطورته، الكثير من الالتفات، لا من الدوائر الرسمية ولا حتى الشعبية أو الإعلامية.
لكن كان من غير المفاجئ سحب هذا الموضوع من الأسواق بسرعة قياسية تحت وطأة تراكم اخبار عاجلة عن اقفال مطاعم غير مطابقة للمواصفات او فرّوج فاسد. وان كنت انسى فلا انسى اللبنة، وتفويض، او عدم تفويض حكومي، لهيئة العلماء المسلمين كوسيط بين الدولة اللبنانية وخاطفي الجنود اللبنانيين المخطوفين في جرود عرسال.
وتصدّرت أخبار سجى الدليمي المشهد، ثم تبرّئتها من قبل القضاء اللبناني لتتحول من “صيد ثمين” الى ما يشبه الكذبة الإعلامية التي، بكلّ اسف، دفع الشهيد علي البزّال روحه ثمناً لها.
الرئيس بري، وهو العارف بتفاصيل التفاصيل اللعبة اللبنانية، لم يكن ليُخفى عليه او يغيب عن باله ردّة الفعل هذه من حكومة تمام سلام الغارقة حتى اذنيها بملفات عديدة، كلّ واحد منها يحتوي على لغم تفجيرها من الداخل. فتعْمُد الى الحل السحري عبر طيّه ونسيانه، ولا من طبقة سياسية آخر همّها وآخر ما يعنيها مصلحة لبنان وثرواته ما لم تكن تصبّ وتزيد من حجم ارصدة أعضاء هذه الطبقة في بنوك لبنان والخارج.
وهنا لا بد من طرح السؤال البديهي: على من تُلقي مزاميرك يا برّي؟
فإذا كان الهدف من هذا التصريح هو ما يحرص عليه رئيس مجلس النواب دائما من تظهير نفسه كحامي حمى لبنان وثرواته ودستوره وحتى “حواره”، لكن خُفِيَ عليه كما يبدو (والله اعلم ) أنّ الإعلان عن كشف سرقة العدو الإسرائيلي لنفطنا وغازنا فيه الكثير من الاحراج و”الزرك” لحليفه السيد نصرالله الذي خرج على اللبنانيين في 2011، خلال الذكرى الخامسة “لانتصار” المقاومة في حرب تموز 2006، ليبشّرنا بمعادلة جديدة تقول انّ “سلاح المقاومة يحمي نفط لبنان”، واكثر من ذلك انّ “سلاح المقاومة يحمي الشركات الأجنبية التي ستأتي لتستخرج هذا النفط”.
طبعا هذه المعادلة جاءت يومها في مرحلة وسطية بين هدوء الجبهة الجنوبية وغياب عدوّ يبرّر استمرار حمل السلاح، ليشكّل النفط حينئذ، ولو كان لا يزال تحت الأرض، رافعة جديدة ومتنفّس لإطالة عمر هذه السلاح ليس الا.
اما وقد صار لدينا داعش والنصرة فلم يعد نفط لبنان يشكل أيّ حاجة او ضرورة واكتفى حزب الله بنفط “الإرهاب”. ومن هنا برز الاحراج الكبير الذي خلقه تصريح الرئيس برّي ليفضح مرة جديدة شعارا وطنيا كبيرا ترفعه “المقاومة”، ليتبيّن بعد ذلك انّ البقاء على السلاح بيدها هو الهدف الوحيد الحقيقي.

السابق
حمادة يرد على عضوم: معلوماتي استقيتها من مصادر مسؤولة
التالي
يحقّ لجريدة الأخبار مقابلة الشيشاني… ولا يحقّ لغيرها