الحريري يهاجم حصار محتلّي الجرود

كتبت “الأخبار” تقول : هل هو شعور بجدية الإجراءات التي اتخذها الجيش اللبناني لمحاولة الفصل بين عرسال وجرودها المحتلة من قبل خاطفي العسكريين؟ أم أنه استباق لتشديد الطوق على الخاطفين؟ كلام الرئيس سعد الحريري عبر “تويتر” أمس عن “حصار عرسال” أطلق الكثير من التنساؤلات عن الموقف الحقيقي لتيار المستقبل من محتلي الجرود

لم تحظ خطوات الجيش اللبناني الأخيرة ببدء حصار فعلي على الجماعات الإرهابية في جرود عرسال، برضى الرئيس سعد الحريري. فما إن بدأ الجيش بتدابير فعّالة لقطع إمدادات المؤن والمحروقات عن خاطفي العسكريين عبر فصل عرسال عن جرودها، حتى سارع الحريري إلى الإيحاء بأن الجيش يحاصر بلدة عرسال وأهلها، ثمّ غنّى الوزير أشرف ريفي المعزوفة نفسها.

قال الحريري أمس إن “الحكومة مسؤولة عن إنهاء هذا الحصار وتكليف الجيش إعادة الاعتبار للدولة، وعدم ترك العلاقات بين المناطق والقرى رهينة الغضب وردات فعل المسلحين”. وفي نفس الوقت، لفت إلى أن “الحكومة مدعوة إلى إجراءات سريعة في هذا الشأن، بمثل ما هي مدعوة إلى قرار حاسم يضع حداً لقضية خطف العسكريين وإعادتهم سالمين”. الحديث عن حصار عرسال هو محض افتراء على المؤسسة العسكرية التي لا وجود فعلي لها داخل البلدة، فيما تشدّد إجراءاتها على الحواجز التي تصل البلدة بالجرود، في مقابل التساهل على الحواجز التي تصل عرسال باللبوة لتسهيل أمور المواطنين. وفي الأيام التي تلت استشهاد الدركي علي البزال، نجحت استخبارات الجيش عبر الطلب من أهالي عرسال عدم التوجه إلى البقاع، في تفادي ردّات فعل “بنت ساعتها”، بسبب نقمة الغضب التي تركها قتل البزال في بلدته، وعملت على سحب أقرباء البزال الغاضبين من طريق البزالية ــ اللبوة وتخفيف الاحتقان بالتعاون مع حزب الله وحركة أمل وفعاليات المنطقة، وفي اليومين الأخيرين، عادت الحياة إلى طبيعتها.

ليس واضحاً ما الذي يريده الحريري فعلاً، فكيف تكون “إعادة الاعتبار للدولة”، التي لا يُسمَح لجيشها بحصار إرهابيين يخطفون جنوده ويقتلونهم بالكمائن والعبوات الناسفة؟ وكيف يدعو الحريري الحكومة إلى اتخاذ قرارات حاسمة للإفراج عن العسكريين في الوقت الذي يمنع فيه الدولة والمؤسسة العسكرية من تجميع أوراق القوة لديها؟ فما يؤلم الإرهابيين حقّاً في هذا الوقت من العام ويدفعهم إلى التفاوض بشكل جدي للإفراج عن العسكريين المختطفين، هو حصارهم في الجرود وقطع المحروقات عنهم، بدل أن ينعموا بالدفء في صقيع جبال القلمون، فيما أهالي العسكريين مرميون على الطرقات بانتظار أخبار عن أبنائهم. وإذا كان الحريري قد مَنَّ على الجيش واللبنانيين بهبات السلاح التي تقدّمها السعودية كرمى لعيون نفوذه وزعامته، والتي لم يصل منها شيء بعد، فما الحاجة للسلاح إذا كان استعماله ممنوعاً؟

في السياق ذاته، أكد رئيس هيئة علماء المسلمين الشيخ سالم الرافعي، أن “هناك تعقيدات وعقبات في ما يخص المقايضة بملف العسكريين الرهائن”.

وشدد الرافعي في حديث تلفزيوني على أن “من التقينا بهم لم يظهروا أن العقبة في وجه المقايضة هي حزب الله، ولكن جهات مسيحية”، مشيراً إلى أن “المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم إيجابي، وأبدى حماسته لتدخل هيئة العلماء في الملف، ونحن تعاونّا معه في ملف أعزاز، وهو أثنى على دورنا في هذا الملف”، كاشفاً أن القيادي في داعش “أبو علي الشيشاني اتصل بنا شاكراً الهيئة على وساطتها”.

بري: لن أبقى ساكتاً
من ناحية أخرى، لفت النواب بعد لقاء الأربعاء النيابي إلى ما قاله رئيس مجلس النواب نبيه برّي في موضوع النفط، وتأكيده أن هناك خطراً نواجهه اليوم، هو محاولة سرقة ثروتنا النفطية، وقال: “يجب علينا أن نبادر للبدء بخطوات جدية وعملية للدفاع عن ثروتنا النفطية واستثمارها، وإلا فإنني لن أبقى ساكتاً ومكتوف اليدين”. وعن الحوار بين “حزب الله” و”المستقبل”، أكد أنه “لا يزال على تفاؤله وأن الأمور سالكة وآمنة، واللمسات الأخيرة توضع على جدول الأعمال”.
وأكد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في مؤتمر صحافي عقب تأجيل جلسة انتخاب الرئيس “تأييده لما طرحه رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون بشأن الوضع السياسي من ناحية المشكلة بانتخاب جمهورية”. وأكد جعجع “استعداده للذهاب إلى الرابية شرط أن يكون هناك اقتراح جدي لرئاسة الجمهورية”. وقال: “هناك حلّ من اثنين: إما مواجهة انتخابية في المجلس النيابي، أو التفاهم مع التيار الوطني الحر على حل رئاسي شرط عدم فرض مرشح”.

وبرزت في الأيام الأخيرة الرسائل الإيجابية التي يتبادلها كل من النائب ميشال عون ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في الإعلام، لناحية عدم رفضهما اللقاء، وترحيب عون باستقبال جعجع من خلال قوله “أهلاً وسهلاً به إذا أراد زيارة الرابية”. لم يُعقد أي لقاء بعد بين ممثلي الحزبين، إلا أن الوزير السابق وديع الخازن قرر “بمبادرة فردية التحرك بين الرابية ومعراب من أجل تقريب وجهات النظر”، بحسب ما قال لمن التقاهم أمس. ونفى الخازن أن يكون تحركه “بإيعاز من البطريرك بشارة الراعي الذي فضل أن ينأى بنفسه عن هذه المبادرة. كما أن اللقاء إن حصل سيكون في الرابية وليس في بكركي”. وتقول المصادر إن “الخازن لم ينقل أي رسائل بين الطرفين، ولكنه بعد انتهاء لقائه بعون أمس اتصل بجعجع مبلغاً إياه أن عون فعلاً مستعد لاستقباله في الرابية، وقد أبدى جعجع استعداده للزيارة”.

من جهته، يقول أحد النواب العونيين لـ”الأخبار” إن الظروف التي سمحت بالتقارب، ولو الإعلامي، بين القوات والتيار هي أن “جعجع خائف من الحوار بين حزب الله وتيار المستقبل وانعكاساته عليه. أما من جهة عون، فهو سيحاول العمل على أي قناة تساعده في الوصول إلى هدفه، بعد أن فشلت جميع محاولاته السابقة”. ويرفض النائب أن يحصر الأمر بوساطة من الخازن “فهناك آخرون حاولوا تقريب وجهات النظر”.

وكان جعجع قد أكّد عقب تأجيل جلسة انتخاب رئيس للجمهورية أمس ترحيبه “بزيارة لبنان بأكمله، شرط أن يكون هناك اقتراح جدي لانتخاب رئيس للجمهورية”، مبدياً استعداده لبحث أي خيارات رئاسية أخرى. أما عن قنوات التواصل بين الرابية ومعراب، فقد أكد جعجع أنها “مفتوحة بشكل يومي وسنبقى نتباحث وفقاً للخطوط العريضة التي طرحتها”.

السابق
المصالحة الفلسطينية.. آفاق مسدودة
التالي
الحوار والتحرك الدولي يُخفِّفان الإحتقان وترحيب مُتبادل بين الرابية ومعراب