استياء مسيحي شامل من الحوار السني ــ الشيعي

كتبت “الديار” تقول : ملف العسكريين مجمد، ولم يحمل اي جديد، وسط خلافات عميقة بين اعضاء خلية الازمة نسفت كل الجهود التي بذلها الرئيس تمام سلام لعقد جلسة استثنائية للحكومة نهار الثلثاء الماضي قبل سفره الى باريس، وبالتالي فان هذا الملف يسير من سيىء الى اسوأ، “والطاسة ضايعة” ولا أحد يعرف لمن ادارة الملف، وكان لافتاً تصريح رئس المجلس النيابي نبيه بري واعتباره ان “خلية الازمة” هي المشكلة داعياً الى “ابعاد المدنيين عن التعاطي بالملف” وبالتالي فان موقف الرئيس بري يتعارض كلياً مع موقف جنبلاط الداعي الى التفاوض المباشر وتسليم “هيئة العلماء المسلمين” الملف مع الوزير وائل ابو فاعور.

ونقل نواب مشاركون بلقاء الاربعاء النيابي عن الرئيس بري: “عندما يتم التعاطي سياسياً بالملف ما “بتزبط” حزب الله فاوض “بسرية”. وعندما انجز التبادل تم الاعلان عنه” وجدد المطالبة بتسليم “الخبز للخباز” اي للعسكريين، الذين يقومون بالتفاوض والتبادل بشكل سري دون الاعلان عن الاسماء وعن اي اسم بعيداً عن التسريبات السياسية والتسريبات الاعلامية، وعندما تنجز العملية يتم الاعلان عنها، فالمطلوب السرية وتسليم الملف للمرجع المختص”.

اما هيئة علماء المسلمين فواصلت اتصالاتها وجهودها وافيد عن تواصل بين الشيخ سالم الرافعي والخاطفين، واشارت مصادر الهيئة انهم مستمرون في اتصالاتهم اذا قبلت الحكومة او لم تقبل لان الملف انساني وشرعي.

وذكر بعض اهالي الخاطفين ان هناك جهة دولية نقلت لهم استعداد “داعش” لاطلاق جندي قبل الاعياد كبادرة حسن نية للحكومة اللبنانية لتبدل اسلوبها في التعاطي مع هذا الملف.

وعلم من الاهالي ان الوعود كثيرة، لكن لا شيء ملموساً حتى الآن، وما علينا الا “الانتظار القاتل” لكن البارز والواضح في هذ الملف ما قاله مدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم “لهيئة العلماء المسلمين” “لا افاوض، والسكين على رقبة العسكريين وعلى الخاطفين ان ينقلوا مطالبهم مكتوبة ورسمية”.

اما النائب وليد جنبلاط فجدد التأكيد بتسليم الملف للوزير وائل ابو فاعور الذي يقوم باتصالات مع “هيئة العلماء المسلمين” التي تتواصل بدورها مع الخاطفين للوصول الى حل ما. وليلا قال الوزير وائل ابو فاعور انه “نتمنى ان لا نصل الى مرحلة يطلب مني جنبلاط فضح كل شيء بملف العسكريين”.

“بازار” المفاوضات لا يخدم اطلاق العسكريين المخطوفين

واعادت مصادر معنية بموضوع العسكريين المخطوفين التأكيد ان ما يحصل من “بازارات” سياسية لحسابات مختلفة لا يفيد في حصول مفاوضات جدية تفضي الى اطلاق العسكريين. وقالت ان التعاطي مع هذا الملف ساده الكثير من الاخطاء منذ البداية وهذه الاخطاء لا تزال مستمرة، فالوصول الى اطلاق العسكريين لا يتم بالمزايدات او التراخي مع عمليات الابتزاز التي تقوم بها الجماعات الارهابية.
واوضحت ان الحكومة لم تتلق حتى الآن اي وعد جدي بعدم التعرض للعسكريين وتصفية بعضهم، خصوصاً ان الجماعات المسلحة كانت هددت اخيراً بتصفية خمسة جنود من العسكريين المختطفين. وقالت ان المسلحين وعدوا في مرات سابقة بعدم تصفية بعض العسكريين لقاء حصولهم على بعض المطالب من مازوت واغذية، لكن بعد ايام من تلبية شروطهم عادوا ونفذوا عمليات تصفية كما حصل مؤخرآً مع الجندي البزال وقبل ذلك مع الجندي حمية. واكدت ان ما قاله الرئيس بري في هذا السياق يشكل الاطار المطلوب للمعالجة.

سحب كل المسلحين عن طريق عرسال ـ البزالية

لكن التطور الايجابي، جاء جراء الجهود التي بذلتها قيادة حزب الله في البقاع بتوجيهات من الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بمنع الظهور المسلح واي مظهر من مظاهر التشنج والذي قد يدفع الامور الى الفتنة التي يريدها المسلحون، هذا مع العلم ان موقف اهل الشهيد علي البزال كان شجاعاً بالتجاوب مع مساعي التهدئة. وذكر ان جميع المظاهر المسلحة ازيلت من البزالية وعلى طريق عرسال اللبوة البزالية، وان جميع قرى المنطقة فتحت وسجلت حركة شبه طبيعية على طريق عرسال ـ اللبوة ـ بعلبك، وخرج اهالي عرسال بشكل طبيعي، فيما دافع رئيس بلدية عرسال علي الحجيري عن الشيخ مصطفى الحجيري “ابو طاقية” لجهة تعاطيه بملف العسكريين.

الحريري: حصار عرسال غير مقبول

واعتبر الرئيس سعد الحريري في تغريدة عبر تويتر “ان ليس مقبولاً الاستمرار في حصار عرسال والدفع نحو جولة جديدة من التشنج تخالف المساعي القائمة لضبط الاحتقان.و دعا الحكومة الى اجراءات سريعة في هذ الملف لانه ليس مقبولاً الاستمرار في حصار عرسال”.
وفي سؤال لمصادر امنية عما اثير امس من تصريحات حول محاصرة عرسال والعودة الى فك الحصار عنها قالت المصادر: “ان الجيش لا يحاصر عرسال ولا يمنع عنها اي من احتياجاتها بل بالعكس فالدخول والخروج من والى داخل البلد يحصل بشكل طبيعي بما في ذلك احتياجات المدينة”.
واوضحت ان الجيش اجرى عملية فصل بين البلدة وجردوها وهو بالتالي شدد الحصار على المسلحين وليس على عرسال. اضافت المصادر انه: اذا كان المقصود بالتصريحات نزول اهالي البزالية الى الطرقات بعد لجوء المسلحين الى تصفية العسكري علي البزال. فقد عاد الاهالي وانسحبوا من الطرقات خاصة الطريق باتجاه عرسال والقوى الامنية تقوم بدورها هناك.

الاتصالات بين عون وجعجع وتوافق على لقاء ثنائي

الى ذلك، نجحت الوساطة التي قام بها رئىس المجلس العام الماروني الشيخ وديع الخازن بين العماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع على اقناع الرجلين بعقد اجتماع قريب بينهما، للحفاظ على ما تبقى من الجمهورية وهيبة موقع رئاسة الجمهورية.
وتشير المعلومات ان الخازن باشر باتصالاته بين عون وجعجع بعد زيارة لفرنسا والفاتيكان واجرى خلالها اتصالات وتحديداً مع مسؤولين في الفاتيكان، وبعد عودته زار الخازن جعجع ثم انتقل امس الى العماد ميشال عون، وقد رحب جعجع بفكرة اللقاء مع العماد ميشال عون وبزيارة الرابية اذا كان هناك من مبادرة رئاسية، والترحيب من قبل جعجع باللقاء قابله نفس الرغبة من العماد عون امس، وابلغ الشيخ وديع الخازن بالموافقة على عقد لقاء ثنائي مع الدكتور جعجع وسيكون قريباً جداً. وبعد خروج الخازن من الرابية اتصل بجعجع وابلغه برغبة الجنرال وترحيبه باللقاء الثنائي.

وقال الخازن لـ”الديار” “اللقاء سيعقد قريباً جداً والموعد والمكان يخضعان لاعتبارات سرية، وبدأ الفريقان بالتحضير للاجتماع، وأكد الخازن ان التواصل قائم بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية وسيتطرق اللقاء الثنائي الى ملف رئاسة الجمهورية، واذا توصل الى توافق ما فان الاجتماع سيتوسع ليشمل الاقطاب الموارنة جميعاً وربما عقد الاجتماع في بكركي”.

وقال الخازن “انه ليس مكلفاً من قبل البطريرك بالوساطة، لكنه سيضع البطريرك في اجواء اتصالاته، واشار الخازن ان مجرد اللقاء سيزيل اجواء التشنج السائدة بين الفريقين، لكن ذلك لا يعني الوصول الى حل في ملف رئاسة الجمهورية، فالعماد عون ما زال مرشحاً.

وقالت مصادر مسيحية “ان هناك استياء مسيحياً عاماً وعند كل الاطراف من اعلان حزب الله وتيار المستقبل ان الحوار بينهما سيشمل ملف رئاسة الجمهورية”، وظهرت الامور وكان حزب الله، والمستقبل هما من يقرران اسم الرئيس القادم وموعد الاستحقاق وكأن لا علاقة للموارنة بالامر والمسيحيين عموماً بهذا الملف، وبالتالي فان الصورة ظهرت في الشارع المسيحي وكأن جعجع تابع للمستقبل والعماد عون لحزب الله وهما يقرران والاطراف المسيحية توافق، وهذا ما أدى الى تململ لدى الجمهور المسيحي بشكل عام وحملوا عون وجعجع المسؤولية فيما آلت اليه امور المسيحيين، وهذا ما جعل الطرفين يوافقان على عقد اللقاء لانهما محرجان وهيبة الموقع بدأت تتآكل ولا يجوز الفراغ.
وتتابع المصادر المسيحية “ان الاجواء الايجابية المسيحية تتزامن مع حراك فرنسي ايراني سعودي في ملف الاستحقاق الرئاسي، وتمني فرنسي على الطرفين الاسراع بالاستحقاق.

وتابعت المصادر “الخلافات بين حزب الله والمستقبل اعمق من الخلافات بين عون وجعجع، ورغم ذلك وافق السيد نصرالله والرئىس الحريري على الحواربينهما لتخفيف التشنجات وبحث الملف الرئاسي وكيف بالاحرى بين عون وجعجع حيث التطورات تستدعي اجتماعهما وتجاوز خلافاتهما كما فعل الطرفان السني والشيعي. فيما عون وجعجع رمزان من طائفة واحدة ورئاسة الجمهورية للموارنة ويجب الحفاظ من قبلهما على هذا الموقع الماروني.

واشارت معلومات “ان اللقاء الذي جمع البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي والعماد ميشال عون يوم امس الاول كشف عن تباين في وجهات النظر بين الفريقين حول العديد من الامور لكنها “لا تفسد في الود قضية”.
كما سيزور بكركي في الايام القادمة كل من الرئيس امين الجميل والوزير سليمان فرنجية وفيما اشارت معلومات الى زيارة قام بها الدكتور جعجع لبكركي لكن مطلعين نفوا قيام الزيارة واكدوا ان الاقطاب الموارنة الاربعة سيلتقون قريباً في بكركي بعد اللقاءات الثنائية.

بري: الحوار سالك وآمن

اما الرئيس نبيه بري فجدد التأكيد انه لا يزال على تفاؤله بشأن الحوار بين حزب الله والمستقبل. وقال: “الامور سالكة وآمنة”.
وفي الملف الرئاسي، ارجأ الرئيس بري جلسة انتخاب رئيس الجمهورية للمرة الـ16 على التوالي وبعد مئتي يوم من الفراغ الى ظهر يوم الاربعاء في 7 كانون الثاني المقبل.

لا قانون انتخابي ولا نصاب للجلسة العامة

وفي ملف قانون الانتخابات كشفت مصادر نيابية مطلعة لـ”الديار” ان النقاش الدائر في لجنة التواصل النيابية بشأن قانون الانتخابات لا يؤشر الى امكانية حصول توافق او تفاهم على صيغة القانون الجديد، لا بل ان هناك هوة واضحة ليس بين اعضاء اللجنة وحسب بل بين الطرفين المتعلقين بالنظام المختلط، لان التفاصيل تحمل في طياتها بذور هذه الخلافات خصوصاً ان بعض الافكار التجميلية للقانون المختلط وطرح 60 نسبي 68 اكثري، تكاد تكون اسوأ من قانون 1960، ولذلك توقعت المصادر ان تنتهي اللجنة الى نتيجة “صفر” وبالتالي يبقى هذا الموضوع يتأرجح من دون الوصول الى اي شيء. مع العلم ان الجلسة العامة التي يفترض ان تناقش هذا القانون سيتعذر انعقادها.

جيرو لم يطرح اسماء ولم يحمل تصوراً محدداً

وفي معلومات لمصادر سياسية ان الموفد الفرنسي فرنسوا جيرو لم يطرح مع اي من المسؤولين اللبنانيين الذين اجتمع بهم اية اسماء كمرشحين لرئاسة الجمهورية، كما انه لم يدعُ الى “رئيس توافقي” بالمعنى الذي يطرحه البعض من حيث اختيار احد الاسماء من خارج 8 و14 آذار انما بعض الاطراف في لبنان الذين التقوا جيرو طرحوا مثل هذا الخيار، مشيرة الى ان الموفد الفرنسي تحدث عن دعوة اللبنانيين للتوافق لانجاز الاستحقاق الرئاسي. واشارت الى ان جيرو اراد من زيارته الى لبنان جمع معطيات والوقوف على اراء القيادات اللبنانية تمهيداً لمقاربتها مع مواقف الدول المؤثرة خصوصاً ان جيرو سيزور السعودية وهو كان زار طهران وقد يعاود زيارته مجدداً، مؤكداً ان الموفد الفرنسي لم يحمل معه اي تصور محدد وواضح.

سلام في فرنسا

من جهة ثانية، بدأ الرئيس تمام سلام زيارته الرسمية لباريس وسيبحث مع المسؤولين الفرنسيين ملف الرئاسة والهبة السعودية للجيش اللبناني. واكد الرئىس سلام الذي سيلتقي الرئيس الفرنسي غداً ان فرنسا ستوقع نهائىاً على ملف تسليح الجيش اللبناني نهار السبت القادم ودعا القوى السياسية اللبناينة ان تحسم امرها في الملف الرئاسي.

السابق
النواب الفرنسيّون وسلام: إحاطة دافئة وقلقة
التالي
المصالحة الفلسطينية.. آفاق مسدودة