أبو فاعور: مبدأ المقايضة أقر و«حزب الله» لا يستطيع منع ذلك

اكد وزير الصحة وائل أبو فاعور أنه وزير سياسي ويمثل فريقا سياسيا، متمنيا أن “لا نصل الى مرحلة يطلب مني رئيس جبهة “اللقاء الديموقراطي” النائب وليد جنبلاط أن افضح الامور لان ذلك سيخلق العديد من التداعيات”، مشددا على أنه “وبتقييم تجربة تعاطي الدولة مع ملف العسكريين الرهائن، حصل مجموعة من العثرات والهفوات الكبيرة جدا وكلنا نتحمل المسؤولية”.

ولفت أبو فاعور في حديث تلفزيوني الى أننا “نقوم بدور مساعد ومساند عبر جنود مجهولين، ولم نكن في تنافس مع أحد ودورنا تكاملي والتكليف الرسمي هو للمدير العام للأمن العام اللواء عباس ابرهيم”، معتبرا أنه “تم بناء مجموعة أوهام كان من الممكن تفاديها، أولها خيار القبول بالتبادل مع نساء سوريات معتقلات بالسجون السورية، والمنطق البديهي يسأل لماذا سيقبل النظام السوري بتقديم أثمان للدولة اللبنانية؟، نحن حاولنا استنساخ تجربة اعزاز بملف بعيد جدا”.

وسأل: “هل تقبل الحكومة أن تقيم علاقة مباشرة مع سوريا؟، بالطبع كلا لان ذلك سيؤدي الى انفجار الحكومة، وهذا الخيار كان يحتمل تبصرا أكثر”، مؤكدا أننا “تأخرنا لالتقاط فكرة أن دولة قطر ليست لديها الحماسة التي كانت موجودة في ملفي اعزاز والراهبات، بل هي دولة ولديها اولويات وحسابات سياسية، وهي لا تريد الذهاب بعيدا بهذا الملف”، مشددا على أن “المشكلة الاساسية هي في الإحجام عن الخيارات التي لا مفر منها”.

وأكد أبو فاعور أن “مبدأ المقايضة أقر ولو سياسيا على الأقل، ويبقى البحث في التفاصيل”، مشيرا الى أن “إستهوال الاثمان والتردد في هذا الامر بات مميتا”، معتبرا أن “هناك 3 أساليب لحل القضية أولها عبر عملية عسكرية والتي من المستبعد القيام بها بسبب القدرات اللوجستية للجيش، أما الطريقة الثانية هي نسيان الجنود وهذا أمر مرفوض، فالجندي يمثل الدولة والشعب، وبالتالي يبقى طريقة واحدة وهي التفاوض”.

ولفت الى أن “اللواء ابرهيم مكلف، ولكن نحن في حالة سكينة وأخشى أن تكون هذه السكينة قاتلة”، محذرا من “الانتظار، فالفريق القوي هو الذي يماطل ونحن في موقف الضعف، والدولة لا يمكنها ان تتصرف بأحكام الاعدام”، موضحا أن “الموقوفة سجي الدليمي لها أدوار أمنية، أما أبو علي الشيشاني فلا علاقة له بـ”جبهة النصرة” وتنظيم “داعش” وزوجته ليس له علاقة بأي ملف أمني”.

وشدد أبو فاعور على أنه لم يفوض ولم يسحب منه تفويضا في ملف العسكريين، “بل حاولنا التخفيف عن العسكريين ومحاولة حمايتهم، واتصالاتنا ادت 6 مرات الى تأجيل القتل، ونحن لم ندفع فدية، ولم نغافل الحكومة باي أمر”، مؤكدا أن “هناك اشكالية وتباين في الاراء داخل خلية الازمة”.

ورأى أن “الكثير من المحظورات سقطت بعض أن قام “حزب الله” بالمفاوضة والمقايضة، وهو لا يستطيع منع الدولة عن القيام بهذا الامر، ونحن لدينا خشية كبرى من استمرار القتل والتردد ليس من مصلحة الدولة”.

رئاسة الجمهورية

من جهة أخرى، أعرب أبو فاعور عن خشيته أن “لا يتم انتخاب رئيس الا بالطعن بنظامنا السياسي وبادخال اصلاحات جديدة على الدستور مما يشكل تهديدا على الصيغة اللبنانية”، مشيرا الى أن “النائب هنري حلو هو المرشح الرئاسي الوحيد المعلن وفي الخفاء هناك عدد كبير من المرشحين”.

وشدد على أن “ترشيح حلو ليس عائقا بل هو يستكمل مواصفات المرشح الوفاقي”، موضحا أن “رئيس تكتل “التغيير والاصلاح” النائب ميشال عون لديه حيثية شعبية ووطنية، ولكن عليه أن يعي الخطر الذي يهدد المسيحيين وان يدرك ان امكانية وصوله للرئاسة صعب”، مؤكدا أن “أي دخول في معادلات دستورية جديدة لن يكون في مصلحة المسيحيين، فالوجود المسيحي في السلطة منقوص واي دخول في معادلات دستورية جديدة لن يكون لحساب تحسين الحضور المسيحي”.

ورأى أنه ” لا يجب الرهان على الحركة الخارجية فنائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف جاء الى لبنان بمناسبة الذكرى الـ70 للعلاقات بين البلدين، وليس حصرا بالملف الرئاسي، أما الموفد الفرنسي جاء بزيارة استطلاعية، والممثلة العليا للسياسة الخارجية والامنية بالاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني أتت في سياق الدعم الاوروبي للبنان بموضوع النازحين”، مؤكدا أن “تراتبنا بجدول أعمال الدول الكبرى لا يُلمح، واذا لم يتوفر ارادة سياسية لا يمكن ان نصل الى نتيجة”.

وشدد أبو فاعور على أن “هناك مسؤولية على المستوى المسيحي والمستوى الوطني، على الرغم من ان 14 اذار خطت خطوة نحو الوفاق ونأمل أن يقوم الفريق الاخر بخطوة مماثلة”، معتبرا أن “تنظيم “داعش” غير الكثير من الاولويات الاقليمية والدولية والصراع لا يزال قائما”.

وكشف أن “موفد فرنسي زار ايران لمحاولة ايجاد حل للملف الرئاسي”، معربا عن أمله بأن “نتوصل الى تسوية وطنية شاملة في كل القضايا ولكن هذا غير متوفر”.

حوار “المستقبل” – حزب الله

وأشار أبو فاعور الى أننا “لا نتوقع انجازات كبرى في الحوار بين تيار “المستقبل” و”حزب الله”، فالاحتقان السني- الشيعي وصل الى حدود الفتنة وهناك توجس من هذا الامر، ومجرد حصول صورة سياسية للحوار سيعطي رسالة ايجابية”، لافتا الى أنه “من الممكن اي يكون هناك في الحوار تفاهمات حوال الرئاسة والانتخابات النيابية”.

السلامة الغذائية

من جهة أخرى، أكد أن “وزارة الاقتصاد عام 2009 غرمت العديد من المؤسسات المخالفة لكنه اعيد تخفيض جميع هذه الغرامات ولذلك نلجأ للاعلام”، متسائلا “لماذا لا يجب اللجوء الى الاعلام واعلام المواطن ما الذي يحدث؟”.

ورأى أبو فاعور أن “أنجح وسيلة لقمع المخالفات هو الاعلام، ولا مانع لدي من التشهير”، مؤكدا أن قسم كبير من البكتيريا التي عثر عليها في الطعام لم تكن من المصدر”، لافتا الى أن “هناك جهات السياسية تحمي بعض اصحاب المؤسسات، واذا كانت مياه “سبيل” لصاحبها النائب هنري حلو غير مطابقة للمواصفات ساكون اول شخص يعلن اسمه في الاعلام”.

وشدد على أن “حملة سلامة الغذاء أصبحت سياسة دائمة داخل الوزارة عبر الفرق التي تقوم بأخذ العينات”، موضحا أنه “تم اقفال العديد من المسالخ وفي كافة المناطق اللبنانية، فـ97 بالمئة من المسالخ غير مطابقة”.

وأكد أن “مسلخي بيروت وكفرزبد كانا يحتويان على ابقار مريضة او نافقة والشعب اللبناني كان يأكل أبقارا نافقة وهذا الامر ثبت على مسلخ كفرزبد”.

السابق
كيف تضحك كالاطفال؟
التالي
أضواء الميلاد تنير نهر ميديللين