واظب على الرياضة ابتداء من عمر الـ 12!

إنّ الرياضة ضرورية في كلّ آن وفي كلّ أوان للجميع. بعضهم يقلل من أهميتها فلا يمارسها إلاّ عندما يقع في وعكة صحية نتيجة وصف الطبيب له ممارستها. لكن، يشدد عدد من الدراسات في الآونة الأخيرة، وكذلك اختصاصيون على أهميّة ممارستها منذ الطفولة. بناء على ذلك، تحدّثنا مع اخنصاصية التغذية والمدربة الرياضيّة في عيادة Svelte فانيسا غصوب التي توضح لـ “النهار”، أنّ “ممارسة الرياضة ابتداء من عمر الثانية عشرة ضروري جداً للصحة، لأنّه في هذه المرحلة من العمر، يبني الطفل العضل الذي سيرافقه مدى الحياة”. لذلك، لا يجب الانتظار حتى الكبر لممارستها لأنّه قد يفوت الأوان. إنّما تنبّه غصوب أنّه “لتأسيس عضل أفضل وأقوى، لا يجب الاتكال فقط على الرياضة، إنّما يجب التركيز على أهمية الأكل من بعد التمرين الرياضي”. ما هي، إذاً، التمارين الرياضية التي على الطفل ممارستها في المدرسة وفي المنزل؟ وما الأطعمة التي يجب أن يتناولها بعد انتهائه من التمارين؟

التمارين الرياضية التي على الطفل ممارستها في المدرسة
توضح فانسيا غصوب في حديث لـ “النهار”، أنّه “من الضروري أوّلاً أن يعرّف الأهل أولادهم على جسمهم وعلى ضرورة ممارسة التمارين الرياضية. إذ بإمكان الولد أن يمارس رياضة الركض، الجمباز، رقص الباليه وغيرها من التمارين الرياضية”، أي ما يحبه الولد. وتضيف ” ويا للأسف، ساعة الرياضة في المدرسة هي كالفرصة”، إذ لا تعير بعض المدارس أيّ أهميّة لحصة الرياضة ولا يمارس الأولاد الرياضة نتيجة الاستهتار وغياب الوعي. في هذا الإطار، يجب بحسب غصوب “توعية المدرسة على أهمية الرياضة للطفل وإجباره على ممارستها. وتعتبر كرة القدم وكرة السلّة من أهمّ التمارين للتلاميذ في هذا السنّ (أي ابتداء من عمر الثانية عشرة)، وذلك لأنها تقي من أمراض القلب والأوعية الدموية. فعند ممارستها، تنشط عضلة القلب فتتسارع نبضاته، فتفرز السموم بالتالي عبر المجرى الهوائي”. وتحذّر غصوب من “رفع الأثقال في هذا العمر، لأنّه لا يجب القيام بها قبل السادسة عشرة. فبإمكان الأولاد أن يعملوا الكثير من الحركات الرياضية من دون اللجوء إلى حمل الأثقال كالـ push up وحركات المعدة”.

التمارين الرياضية المتاحة في المنزل
لا تقتصر ممارسة التمارين الرياضية على المدرسة فقط، بل يجب ممارستها في المنزل أيضاً، وهذا يبدأ من الأهل طبعاً. فبحسب غصوب “إنّ الأهل مثال لأولادهم. ليس من الممكن حضهم على ممارسة التمارين الرياضية والحركة إن لم يكن الأهل بأنفسهم يمارسونها. لذلك، عليهم تشجيع أولادهم على ممارسة التمارين الرياضية في المدرسة كما في المخيمات الصيفية، من غير إهمالهم لميول الأولاد. إذ على الطفل أن يمارس التمارين الرياضية بحسب اتجاهاته ورغباته، فضلاً عن تشجيعه على الحركة. فبإمكان الأم أن تصطحب معها ابنتها التي تبلغ ثلاثة عشرة سنة إلى صف الرياضة معها للرقص وللزومبا، إذ تكون الأم في هذا العمر قدوة لابنتها”.

أمّا الطفل الذي يعاني من وزن زائد، فتنصحه غصوب “باللعب على حبل النط، الركوب على الدراجة، لعب كرة السلّة وكرة القدم، لعب التنس والملاكمة، والابتعاد عن الماكينات لأنها مضرّة بصحة الاولاد في هذا العمر”. وتشير غصوب إلى أهمية أن يمارس جميع الأولاد الرياضة حتى لو لم يكونوا بدينين أو يعانون من الوزن الزائد، إذ “بحسب آخر الدراسات، الفرد الذي يتناول طعاماً صحياً ويتحلّى بوزن صحي ولا يمارس التمارين الرياضية، ستكون صحته على الأمد البعيد، أقل من غيره لأنه لا يمارس الرياضة. فبإمكان الفرد أن يمارس الرياضة وأن يكون بديناً وبصحة جيدة”. الرياضة، إذاً، هي الشرط للحصول على صحة جيدة.

الوجبة هي الأساس في حياة الطفل الرياضي
“بإمكان الرياضي أن يأكل الفاكهة قبل مباشرته التمارين الرياضية، لأنها مصدر طاقة لازمة. لكن وجبة ما بعد التمرين هي الأهم”، بحسب غصوب. يحتاج الطفل بعد ممارسته الرياضة إلى “البروتينات والغليكوجين. بإمكانه، مثلاً، أن يشرب الحليب واللبن لاحتوائهما على هاتين المادتين، ومن ثمّ عليه الانتقال إلى تناول وجبة ما بعد التمرين كالعشاء أو الغداء مثلاً”. ولكن، ويا للأسف، معظم المدارس والأهل في لبنان غير واعين لأهمية تناول الوجبة الغذائية بعد الرياضة. من الضروري نشر التوعية في ما بينهم.

السابق
أمل علم الدين ليست حاملاً
التالي
شجرة ميلاد مرجعيون