حمادة زار نصرالله مستفسرا عن عملية اغتياله والأخير سلّم الحسن “وثيقة” حول قتل الحريري

كشف فريق الدفاع في المحكمة الدولية الخاصة بلبنان الأربعاء أن الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله سلّم مسؤول الأمن لدى رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري وسام الحسن “وثيقة” حول عملية الإغتيال عندما قام بواجب العزاء شخصيا في قصر قريطم، فيما كشف النائب الشاهد مروان حمادة أنه زار نصرالله سائلا عن محاولة اغتياله في الأول من تشرين الأول من العام 2004.

وردا على سؤال من محامي الدفاع عن مصطفى بدر الدين أنطوان قرقماز، قال حمادة في اليوم الثاني من الإستجواب المضاد “نعم أعلم أن نصرالله أتى سريا إلى منزل الحريري للعزاء”.

وأضاف “قيل لنا من قبل العائلة أن نصرالله أعرب عن دعمه للتحقيق في قضية الحريري”، موضحا بالقول “لم أكن حاضرا خلال مجيء نصرالله إلى منزل الحريري بل فقط علمت أنه جاء للتعزية”.

وردا على سؤال قرقماز حول “وثيقة سلمها نصرالله لوسام الحسن حول اغتيال الحريري”، أجاب حمادة “لا أعلم بها ولم أكن موجودا”. وهنا أضاف قرقماز “نصرالله قال لعائلة الحريري نحن نعرف قيمة التضحية بالدم والشهادة”.

وتابع حمادة شهادته قائلا “كنا من جهة ممتنين له (نصرالله) ومن جهة أخرى كنا مستاءين من المهرجان (8 آذار) الذي تحول مهرجانا عن الدفاع عن النظام السوري الأمر الذي أدى إلى عدم الفصل بين حزب الله والنظام السوري”.

ولفت حصول سجال خفيف بين الرجلين حين قوطع الشاهد من قبل المحامي. فما كان من حمادة إلا أن توجه إلى رئيس غرفة الدرجة الأولى القاضي ديفيد ري قائلا “أتقبل كل أسئلة الدفاع لكن لا أقبل ان تملى عليّ الإجابات من هيئة الدفاع واتمنى من المحكمة الا يمنعني المحامي قرقماز من الاجابة”.

وكان جواب الأخير أن “للشاهد حرية التعبير في الإجابة ولكن لا أن يتخطى الأمور التي أسأل عنها”.

وفي سياق الإستجواب كشف النائب في “اللقاء الديمقراطي” عن أمر “لا تعرفه المحكمة” وهو أنه زار نصرالله شخصيا.

لذلك طلب القاضي وليد عاكوم توضيحا من حمادة فردّ قائلا “زرت نصرالله في نهاية شهر نيسان – بداية شهر أيار بناء لنصيحة من جنبلاط لأستوضح إن كان حزب الله لعب دورا في محاولة اغتيالي وطلبت موعدا واستقبلني فورا ومعه الحاج نواف الموسوي”.

وأردف “سألت السيد ‘هل استهدفتموني في تشرين الأول الماضي’ فرد بالنفي وسألته هل هناك دور سوري فقال لي “لا أعلم”. وأشار حمادة إلى أن الحديث مع نصرالله “كان وديا للغاية وبحثنا في الأوضاع الإقليمية والمحلية”.

وفي الإطار عينه كشف الشاهد أن “لقاء تم بين الحريري ونصرالله قبل شهر من الاغتيال والتواصل لم ينقطع”.

وأوضح أنه “كنا على علم بالتواصل بين الحريري ونصرالله وكنا نحن على تواصل معه”، مستدركا بالقول “كن لا نستطيع أن نغفل الإنتخاب القسري للحود وصدور القرار 1559 الذي معهما بدأ التوتر” بين الزعيمين.

وردا على سؤال للدفاع قال: “بقينا نزور دمشق إلى أن تحول الدعم السوري لاتفاق الطائف محاولة لوضع اليد على لبنان وفرض الحكومة والبرلمان والجهاز الأمني الذي يريدون”.

وكشف حمادة أن “النظام السوري بدأ يواكب التطبيع اللبناني السلمي ثم بدأ يتحول إلى نظام حوّل الأخوة مع لبنان إلى محاولة ضم لبنان بكل معنى الكلمة وهذا هو سبب الإغتيالات وهذا هو سبب تغيري الطبيعي في الكلام تجاهه”.

صباحا ً تركز الإستجواب على الشخص الذي كان يستخدم الهاتف الخاص للوزير حمادة بعد محاولة اغتياله في الأول من تشرين الأول وحتى 18 كانون الثاني، إذ بقيت الهوية الدولية للرقم بحسب قرقماز للنائب مروان حمادة الذي اكد عدم معرفته بالشخص المستخدم للرقم.

وفي إشارة إلى المتهم مصطفى بدر الدين قال حمادة في هذا السياق “لا أعرف سامي عيسى”، معترضا على ادعاء “معرفته بأشخاص إتصلوا به واتصلوا بسامي عيسى”. لكن الدفاع عينه أكد أيضا عدم وجود “اتصال مباشر بين الشاهد حمادة وسامي عيسى”.

وأضاف حمادة “قد تكون أجهزة الاستخبارات السورية التي استولت على التحقيقات في محاولة اغتيالي هي من أساء استخدام رقم هاتفي”.

كما أصر على أن “كل ما استرجعته من السيارة التي تعرضت فيها لمحاولة الإغتيال كان لوحة السيارة وشارة النهار التي تسمح لي بالدخول إلى مبنى جريدة النهار”.

يذكر أن قضية الهاتف هذه كانت مدار جدل بين قرقماز وري حول تصريحات أدلى بها حمادة خارج مقر المحكمة وصف فيها المتهمين بـ”المجرمين”، ما أدى إلى رفع الجلسة مرتين قبل استكمالها وتصحيح اللغط.

والتطور الآخر الذي حصل في جلسة الثلاثاء أن المحكمة قبلت طلب الإدعاء إضافة رئيس الحزب “التقدمي الإشتراكي” النائب وليد جنبلاط والصحافي علي حمادة إلى قائمة الشهود.

وبدأت المحاكمات في قضية المتهمين بمقتل الحريري في 16 كانون الثاني الفائت، وأدلى، حتى الآن أكثر من 36 شاهداً بإفاداتهم أمام المحكمة. وتتهم المحكمة خمسة عناصر من حزب الله بتنفيذ عملية الإغتيال التي وقعت في 14 شباط 2005.

السابق
ارجاء الجلسة الانتخابية للعام الجديد … وجعجع يدعو عون «للتفاهم على الرئاسة دون شروط»
التالي
بدء محاكمة طبيب أردني وشقيقه بتهمة محاولة تفجير السفارة الاسرائيلية في عمان