الترياق من… إيران؟

كتب الياس الديري في “النهار”: 

قبل الدخول إلى صرْح المبادرة الفرنسيّة، أستوقف نفسي وأستوقفكم معي بُرهة للعودة إلى “الزيارة الروسية الهادئة”، والتي استمرّت ثلاثة أيام بلياليها أمضاها بوغدانوف الموفد الشخصي للرئيس فلاديمير بوتين في الاجتماعات واللقاءات والزيارات، ولكن من غير أن يشفي غليل أحد، لا في تصريحاته ولا في مؤتمراته الصحافيّة. إنما ما يجب التوقّف عنده هو أن بوغدانوف لم يؤمّ بيروت ليتعرّف إلى أسواقها وشوارعها ويعيش لياليها التي غاب عنها السهر، بل شرّفنا في مهمّة كلّفه “القيصر” القيام بها. من المناسب في هذه المناسبة العودة بالزمن إلى يوم التقاء الرئيس بوتين والرئيس رفيق الحريري، وكان بوتين يومها رئيساً للحكومة. خلال الحديث عن الروسيا قديماً ولبنان الذي كان، ابتسم بوتين، للمرة الأولى ربّما، قبل أن يقول للرئيس الحريري “إن للبنانكم مكانة قريبة من قلب روسيا من قديم الزمان”. كان لا بدّ ولا مفرّ من العودة إلى المرجع الدقيق في الكلام لاستيضاحه أبعاد الزيارة الطويلة والشاملة للموفد الروسي، وهل تحمل الهمّ اللبناني في ملفاتها، أم أنها تمتدّ بالأهميّة إلى الوضع السوري بصورة خاصة؟ فكان جوابُه مقتضباً كالعادة، غير أنه أنار لنا بعض الدروب الواسعة كما الضيّقة: علينا ألا ننسى مَنْ هي الروسيا، وما موقعها في الشرق، وما وقْعها في الغرب.

السابق
الحريري: الحكومة مسؤولة عن إنهاء حصار عرسال
التالي
لبن فرنسا وحليب إيران!