20 % من الطلاب يتناولون «الأدوية النفسية»

يعتبر الحصول على الأدوية التي تؤثر في الجهاز العصبي المركزي من دون وصفة طبية سهلاً بالنسبة إلى الطلاب اللبنانيين. ويعتبر الذين يدخنون الأركيلة أكثر عرضة لتناول تلك الأدوية من دون وصفة طبية.
تعود تلك النتائج إلى دراستين علميتين صدرتا في الشهر الحالي عن «الجامعة الأميركية في بيروت».
أجرى الدراسة الأولى، التي نشرت في المجلة العلمية «Drug and alcohol dependence 2012» في العام 2012، الباحثون ليليان غندور ودونا السيد من كلية العلوم الصحية في «الجامعة الأميركية في بيروت»، وسيلفيا مارتنز من «جامعة جونز هوبكنز» وشملت 570 طالباً من «الأميركية». تشمل الأدوية التي تؤثر في الجهاز العصبي المركزي (Psychoactive drugs) مسكنات الألم التي تحتوي على مادة الأفيون مثل دواء «الترامال»، الأدوية المضادة للقلق، الأدوية التي تساعد على النوم، والمنشطات.
وتبين النتائج، وفق غندور، أن طالبين من كل خمسة طلاب تناولا أحد أنواع تلك الأدوية مع وصفة طبية بنسبة 33.6 في المئة تناولت دواء واحداً، ونسبة 7.7 في المئة تناولت نوعين من تلك الأدوية، و1.6 سجلت تناول ثلاثة أنواع من تلك الأدوية. وأظهرت النتائج أن نسبة واحد على خمسة من الطلاب، أي نحو عشرين في المئة، تناولت تلك الأدوية من دون وصفة طبية. وتشير غندور إلى أن تلك النسبة عالية، فمن المفروض ألا يتمكن أحد من الحصول على تلك الأدوية من دون وصفة طبية.
ويعتبر معظم الطلاب المشاركين في الدراسة أن الحصول على تلك الأدوية من دون وصفة طبية أمر سهل. ويشكل الأهل المصدر الأول للحصول على تلك الأدوية، يليهم الصيادلة، والأطباء، ومن ثم الأصدقاء.
وتفترض غندور أن اعتبار الأهل المصدر الأول يعود إما إلى الحصول عليها بطريقة غير مباشرة من الأهل، أو بطريقة غير مباشرة من خلال توافرها في المنزل.
وتشدد غندور على أن خطورة تناول تلك الأدوية من دون وصفة ومراقبة طبيّتين، وإن كانت تؤخذ لأسباب واضحة، تكمن في المضاعفات السلبية. ويؤدي تناول تلك الأدوية مع أدوية أخرى، أو مع الكحول أو المخدرات، إلى اشتراكات صحية سلبية. ما يوجب رفع الوعي في شأن أهمية استشارة الطبيب وتناول تلك الأدوية وفق شروط واضحة ومع وصفة طبية.
الأركيلة والأدوية
نُشرت الدراسة الثانية في المجلة العلمية « Drug and alcohol dependence 2014». وأجراها الباحثون ليليان غندور وريما عفيفي وناصر ياسين من كلية العلوم الصحية في «الجامعة الأميركية في بيروت»، وليونا زهلان وسيلفيا مارتنز من «جامعة كولومبيا». وشملت الدراسة 986 طالباً ثانوياً من مختلف المدارس اللبنانية الرسمية والخاصة في مدينة بيروت.
وتبين نتائج الدراسة أن نصف الطلاب يدخنون الأركيلة، بينما تتناول نسبة 8.2 في المئة مسكنات الألم من دون وصفة طبية، ونسبة 3.5 في المئة المنشطات، ونسبة 2.5 في المئة مضادات الاكتئاب، و2.3 في المئة الحبوب المنومة.
وتظهر الدراسة وجود رابط واضح بين تدخين الأركيلة عند الطلاب وتناولهم تلك الأدوية من دون وصفة طبية. إذ يعتبر الطلاب الذين يدخنون الأركيلة أكثر عرضة (لثلاث إلى خمس مرات أكثر من الذين لا يدخنون الأركيلة) لتناول تلك الأدوية من دون وصفة طبية. وتسجل مسكنات الألم التي تحتوي على مادة الأفيون أكثر الأدوية تناولاً، يليها تدريجاً المهدئات والمنشطات والأدوية المضادة للاكتئاب والحبوب المنومة.
تقول غندور إن تلك الدراسة هي الأولى التي تربط بين تدخين الأركيلة وتناول الأدوية التي تؤثر في الجهاز العصبي من دون وصفة طبية. وهناك فرضيات عدة لتفسير ذلك الرابط: وجود دوافع متشابهة بين تدخين الأركيلة وتناول تلك الأدوية، أو أن أحد السلوكيات يشجع على الآخر. يشير الرابط بين تدخين الأركيلة وتناول تلك الأدوية من دون وصفة طبية إلى عبء مزدوج يهدد الطلاب. فمن ناحية، وعلى عكس المفاهيم المتداولة، يؤثر تدخين الأركيلة في الصحة بطريقة سلبية، ويؤدي تناول تلك الأدوية بطريقة غير سليمة إلى مخاطر صحية جدية.
وتوصي نتائج الدراستين، وفق غندور، إلى ضرورة رفع الوعي في شأن مخاطر تناول تلك الأدوية من دون وصفة طبية عند الطلاب والأهل والمجتمع، وتشديد آليات المراقبة على الحصول على الأدوية خصوصاً أن النظام الحالي يسمح بالحصول على وصفات طبية عدة، وبالتالي على الحصول على تلك الأدوية من صيدليات عدة.

الأهداف
يتناول معظم الطلاب، الذين شملتهم الدراسة الأولى، «الأدوية النفسية» لأهداف مقصودة: فالأدوية المنومة تساعد على النوم والتخفيف من القلق، والمنشطات لمساعدة الطلاب على التركيز والشعور بالحيوية، والمسكنات لتخفيف الشعور بالألم.

السابق
فرنسا تحاول التقاط أنفاسها.. في بعبدا
التالي
عمليات إستباقية للجيش في جرود عرسال