فوضى في ملف العسكريين ورفض رسمي لمبادرة «العلماء المسلمين»

كتبت “الديار” تقول: “الفوضى” تسود ملف العسكريين، والازمة مستعصية ومعقدة، ولا بوادر حلول او مبادرات جديدة، وما زادها تعقيداً اعلان قطر رسمياً انسحابها من الملف، فيما الطباخون كثر، وهذا ما ادى الى “شوشطة الطبخة” وحرقها. وقد تبرعت اكثر من جهة للقيام بالدور التفاضوي، وفي المقدمة هيئة العلماء المسلمين التي زارت مفتي الجمهورية اللبنانية عبد اللطيف دريان وعرضت امامه مبادرتها القائمة على اطلاق الاطفال والنساء المعتقلات، وتحديداً سجى الدليمي وآلاء العقيلي والاطفال الثلاثة، ومن بينهم “هاجر” ابنة ابو بكر البغدادي، مقابل وقف النصرة لتهديداتها بالقتل. واشترطت “هيئة العلماء المسلمين” للتحرك وتسويق مبادرتها تكليفاً رسمياً من قبل الدولة اللبنانية.

كما ان “ابو طاقية” مصطفى الحجيري ابدى استعداده للدخول على هذا الملف. وطالب ايضاً بتكليف رسمي رغم أن اهالي البزالية ووالد الشهيد علي البزال يحملونه مسؤولية قتل ولدهم ويطالبون بتسليمه الى الدولة اللبنانية، ويقولون انهم لن يتراجعوا عن منع دخول اي مواد تموينية للاجئين السوريين الى عرسال قبل تسليمه للسلطات اللبنانية.
وقد تواصل انتشار المسلحين على طرقات البزالية، وهذا ما ادى الى عدم خروج مواطني عرسال من بلدتهم، فيما سير الجيش دوريات راجلة ومؤللة لمنع حصول اي حادث.

اما “خلية الازمة” فان اجتماعها الاخير كان بعد يوم على قتل الشهيد البزال، ولم تكن قراراتها بمستوى الحدث. مما حمل الرئيس نبيه بري على وصفها “بأزمة الخلية”. كما انتقد النائب وليد جنبلاط عملها معلناً انه سيتحدث في الوقت المناسب ولن يبقى ساكتاً. ولم تعلن خلية الازمة عن اجتماع جديد بالرغم من سفر الرئيس تمام سلام الى باريس صباح غد الاربعاء، وتستمر الزيارة حتى السبت، وهذا ما سيؤدي الى الغاء جلسة مجلس الوزراء الخميس.

اما اللجنة الامنية برئاسة المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم وعضوية مدير المخابرات في الجيش العميد ادمون فاضل ورئيس شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي عماد عثمان فتتابع هذا الملف، لكن مناقشاتها تتم بشكل سري.

وفيما يطالب اهالي العسكريين باعادة تكليف “هيئة العلماء المسلمين” الملف وكذلك مصطفى الحجيري “ابو طاقية”، فان الدولة لم تعلن اي موقف بعد، اذ اشارت المعلومات الى ان الدولة ما زالت متشددة في هذا الملف وترفض منطق الابتزاز والتهديد.

وقالت مصادر وزارية ان الاتصالات مستمرة بشأن هذا الملف الذي سيأخذ في اليومين المقبلين منحى جديداً عبر اقفال كل “النوافذ” والتدخلات، على ان يتم تحويل بعض مقترحات اللواء عباس ابراهيم في الاجتماعين الاخيرين الى “قرارات” تنفيذية، مما يسهل انطلاقة جديدة مغايرة للمرحلة السابقة.
ولذلك، فان البحث الجدي في هذا الملف سيؤجل الى الاسبوع المقبل، في حال لم تحصل تطورات قد يلجأ اليها المسلحون لتنفيذ تهديد جديد.

مصادر المفاوضات: قطر لم تكن جدية

ولاحظت مصادر قريبة من حركة المفاوضات لاطلاق العسكريين المخطوفين، ان المفاوض القطري لم يكن جدياً طوال الفترة التي تولى خلالها عملية التفاوض مع المسلحين. بل انه ساهم في ابتزاز الحكومة من خلال ادخال اغذية وادوية في المرة الاولى وكميات من الاموال في المرة الثانية. وطلب توسط اللواء عباس ابراهيم لاطلاق امرأة قطرية كانت موقوفة في سوريا بتهمة ايصال اموال من مشايخ قطريين للمجموعات الارهابية في المرة الثالثة..

…ومبادرة “هيئة العلماء” تخدم المسلحين

كما لاحظت المصادر في الوقت نفسه ان التجربة السابقة من الوساطات التي قامت بها “هيئة العلماء المسلحين” لم تكن ناجحة وايجابية. اضافت المصادر ان المبادرة التي طرحها وفد الهيئة من دار الفتوى امس تصب في مصلحة المسلحين، خصوصاً من حيث مطالبته باطلاق سراح مطلقة زعيم “داعش” سجى الدليمي او زوجة الارهابي “ابو علي الشيشاني” من دون اي مقابل. واشارت المصادر الى ان التحقيقات اظهرت ان المرأتين كانتا تقومان بنقل متفجرات الى بعض المناطق ونقل اموال للارهابيين من جهات خليجية. وسألت المصادر “لماذا لم يطرح الشيخ سالم الرافعي على الاقل مثلاً اطلاق سراح جنديين او ثلاثة في مقابل كل امرأة من الاثنتين”..

لكن البارز امس، قيام الجيش اللبناني بتشديد الاجراءات والحصار على المسلحين في الجرود، وقطع كل المعابر مانعا الصعود والنزول في اتجاه مواقع المسلحين، واقفل طريقي وادي عطا والحصن بالسواتر الترابية من اجل تضييق الخناق على المسلحين، لكن الجيش ابقى على الطرقات التي تربط عرسال بوادي حميد والمصيدة نتيجة وجود مزارع للاهالي، لكن المنطقة تخضع الى مراقبة دقيقة.
وافادت مصادر عسكرية، ان الاقفال تم على اثر عملية رأس بعلبك وتزايد عمليات زرع العبوات الناسفة.

واضافت المصادر هذه الاجراءات ستمنع اي تواصل بين المسلحين في الجرود واللاجئين السوريين، وستوقف ادخال التموين بشكل كامل ونهائي.
الى ذلك، قصف الجيش اللبناني مواقع المسلحين مساء امس في جرود عرسال بعدد من القذائف المدفعية.

وقالت مصادر عسكرية لـ “الديار” ان وحدات الجيش استكملت في الساعات الـ 42 الماضية تشديد الحصار على كل الطرقات الشرعية والمعابر غير الشرعية التي توصل الى جرود عرسال، وبخاصة تلك التي كانت قائمة ما بين عرسال ومحيطها والجرود، واكدت المصادر ان الجيش جاهز لضرب اي محاولة تسلل او غير ذلك قد يلجأ اليها المسلحون.

واوضحت المصادر ان الجيش قام بكل شيء ممكن لضبط الامن وتوقيف عشرات الخلايا الارهابية، وهو امن للحكومة اوراقاً تفاوضية قوية لاطلاق العسكريين المخطوفين. ولحظت المصادر ان المجموعات الارهابية لا تظهر اي رغبة جدية بالتفاوض، بل هي عملت على تصفية اربعة عسكريين واقامة كمين في جرود رأس بعلبك ادى الى استشهاد ستة جنود.

اجراءات امنية في طرابلس حول بيوت الضباط

وفي موازاة ذلك، اتخذ الجيش اللبناني اجراءات استثنائية حول نادي الضباط والمجمع السكني لاهالي العسكريين في محيط مجمع الريجي في القبة وفي مجمع الضباط عند طلعة جبل تربل حيث يقطن اهالي الضباط والعسكريين، كما عزز الجيش من تواجده في محيط الثكنات العسكرية ورفع من منسوب جهوزيته.

انفجار سيارة في عرسال

على صعيد آخر، انفجرت عبوة ناسفة موضوعة تحت سيارة رباعية الدفع من طراز GMCفضية اللون وتعود لجهاد عز الدين الملقب بجهاد المكحل في ساحة البلدية في عرسال حيث اصيب شقيقه عز الدين الذي كان يقود السيارة بجروح خطرة وافادت المعلومات، ان جهاد عز الدين مطلوب للجيش اللبناني بتهمة اطلاق النار على الجيش ومرتبط بعلاقات متعددة مع الجماعات المسلحة. ولم تستبعد ان تكون عملية التفجير مرتبطة بخلافات شخصية على الاموال وعمليات التهريب، خصوصا ان جهاد عز الدين معروف عنه بنقل الاسلحة والمتفجرات في سيارته، ونتيجة خطورة اصابته نقل الى مستشفى خارج عرسال.

3 قتلى بقصف سوري

وليلا افيد عن سقوط 3 قتلى بقصف سوري لمنطقة العجرم على اطراف بلدة عرسال كما اصاب القصف منزلاً بشكل مباشر.

الموفد الرئاسي الفرنسي: لا فيتو على اي اسم

وفي الملف السياس، بدأ المبعوث الخاص لوزير الخارجية الفرنسية مدير دائرة الشرق الاوسط وشمال افريقيا جان فرنسوا جيرو اتصالاته مع المسؤولين داعيا اللبنانيين الى انتخاب رئيسهم دون اي تدخل خارجي. كما طرح المندوب الروسي ميخائيل وغدانوف، لكن الموفد الفرنسي اكد ان بلاده مستعدة للمساعدة في الوصول الى اتفاق اذا كان لبنان يرغب بذلك، وشدد على ان لا فيتو فرنسيا على اي اسم، وليس لفرنسا اي مرشح، وعلى اللبنانيين ان يتفاهموا على اسم المرشح..
واشار الى ان تسليح الجيش اللبناني يجري على قدم وساق ولم تبق الا بعض الخطوات العملية.

الحوار ربما الى ما بعد الاعياد

اما في ملف الحوار، فلا جديد على صعيد الاتصالات، بعد سفر نادر الحريري الى فرنسا ثم الى واشنظن. ولم يتبلغ الرئيس بري بعد اي شيء بالنسبة للبنود المطروحة ومن سيمثل المستقبل بالحوار بشكل رسمي. واشارت مصادر مواكبة الى ان الملف ربما تم تأجيله الى ما بعد الاعياد.

اتصالات مسيحية – مسيحية

وفي ظل التعقيدات والانزعاج المسيحي من كلام الرئيس بري، من ان حوار حزب الله والمستقبل، اي السني – الشيعي سيشمل ملف رئاسة الجمهورية وربما الوصول الى اختيار اسم الرئيس الجديد، قالت مصادر مسيحية متابعة ان الرد المسيحي جاء عبر اتصالات مباشرة وغير مباشرة شملت كل الافرقاء المسيحيين. واشارت المصادر الى ان رئيس المجلس العام الماروني الشيخ وديع الخازن يقوم باتصالات غير مباشرة بين العماد عون والدكتور جعجع لتقريب الحد الأدنى من المواقف بينهما، في ظل ما يعتري الملف الرئاسي، وعلم ان بكركي تتابع هذا الحراك، واذا تطور ربما دعت الى اجتماعات ثنائية مسيحية – مسيحية في بكركي او اجتماع للاقطاب المسيحيين الاربعة.

السابق
جيرو يُطلق المبادرة الفرنسية لمرشّح توافقي المخطوفون
التالي
30 منظمة إنسانية توجه نداء لاستقبال اللاجئين السوريين