السياحة في وادي التيم والعرقوب: متى إصلاح طرقاتها وبناها التحتيّة؟

تُعتبر منطقة وادي التيم والعرقوب منطقة سياحية بامتياز، لأنها تمتاز بمواقع أثرية ودينيّة. حول الشؤون والشجون المتعلّقة بالسياحة، فيها، هنا استطلاع لآراء بعض فعاليات المنطقة حول السياحة في هذه المنطقة النائية والحاضرة في تاريخ الجنوب ولبنان:

المحامي الأمير زياد شهاب ابن حاصبيا قال: إن السياحة في منطقة وادي التيم والعرقوب تفتقر الى كافة أوجه التخطيط والرقابة من قبل السلطات المختصة للنهوض بهذا القطاع، وإن ما شهدته المنطقة من تطور هو نتيجة بعض الجهود والمبادرات الفردية المتواضعة. وللأسف نجد دولتنا عبر السنين غير آبهة بالسياحة والآثار الموجودة في المنطقة وعلى كافة أراضيها. إن منطقة وادي التيم والعرقوب تحتضن أكثر من عشرة الآف سنة من التاريخ والآثار حيث كانت مدنها الأثرية أقدم مدن في التاريخ على الاطلاق، وحاصبيا كانت عاصمة للإمارة كما إنها كانت نقطة التقاء للحضارات مع مناطق أخرى. كما ان القطاع السياحي في ربوعها يشكل مصدر رزق لمئات العائلات، واضاف ان السياحة الداخلية في لبنان ككل لا تحظى بالرعاية الكافية من قبل المسؤلين وبالأخص في منطقة وادي التيم والعرقوب حيث لا توازي ال 10% بالمقارنة مع مناطق الجبل وكسروان.

وشكر شهاب وزير السياحة ميشال فرعون على زيارته المنطقة وعلى وجهوده لاطلاق حملة سياحية وتثقيفية في المنطقة من ضمن خطة تشمل كل لبنان.

واقع وتساؤلات

اما المحامي الشيخ سامي قيس فاستند الى ما قيل وكتب من المؤرخين عن هذه المنطقة معتبرا انها من اكثر المناطق اللبنانية التي تحتوي على الآثار مثل القلاع والقصور والمعالم الدينية، كخلوات البياضة في حاصبيا وقصر عنتر في جبل الشيخ ومقام ابي الانبياء الخليل ابراهيم عليه السلام في مزارع شبعا ومزار النبي شعيب في الفرديس والعديد من النواويس من العصر الروماني وعصور اخرى سبقتها. كما انه هناك العديد من الاثار الموزعة على بلدات الوادي والعرقوب لا مجال لذكرها. وأضاف “لقد تم الكشف عليها في مرحلة الاحتلال من قبل مدير عام الاثار موريس شهاب في منتصف القرن الماضي دون ان تجري أي مبادرة للحفاظ عليها والاهتمام بها خلال فترة الحرب اللبنانية التي استمرت لاكثر من ربع قرن وقد علمت انه في بعض البلدات التي تحتوي على نواويس عمل بعض المزارعين على تحطيمها لبناء جدران لاراضيهم من حجارتها وقد اثارت هذه الحادثة الكثير من استياء وجوه المنطقة”.

سامي قيس

وشدد قيس على “ان السياحة في حاصبيا هي حاجة ملحة ومهمة. كما أن السياحة تثبت الشباب في بلداتهم وتحول دون ازدياد الهجرة.

اما المحامي سليم علاء الدين ابن بلدة كفرحمام فاكتفى بطرح تساؤل وتوجيه اسئلة فقال: “اتسأل ربما كما غيري ان كان قربنا للحدود مع العدو الاسرائيلي هو السبب في عدم تطور المنطقة سياحيا، وانا بدوري أسأل السلطة هل منطقتنا اقرب للحدود من بلدة كفركلا وميس الجبل والعديسة وغيرها الكثر من البلدات للحدود؟  وكذلك أسأل هل الدولة قدمت اي شيء على المستوى المهني لتأهيل العاملين في الحقل السياحي، وهل هذه المنطقة مؤهلة من حيث البنى التحتية على كل المستويات لتكون عامل جذب  للسياح؟

علاء الدين
ذ

معالم روحيّة وحضاريّة

وقالت الدكتورة سميحة شروف: لا يمكن اختصار السياحة في الجانب المادي والعوائد المالية المباشرة وغير المباشرة فالسياحة لها جانب ثقافي هو بتقديري الجانب الاول في الطلب على السياحة. فالسياحة تبدأ بالتعريف بواقع المنطقة ثقافيا وحضاريا للسياح قبل السفر او الانتقال اليها وتأمين الانتقال والتنقل لهؤلاء من مكان الى مكان، وكذلك تأمين امنهم كما يحصل في المناطق السياحية الأخرى. لكنه وللأسف في ظل اللاتوازن واللاّهتمام من قبل الدولة في هذه المنطقة، تشهد المنطقة العديد من الاستثمارات السياحية لقد ازدادت بعد التحرير عام 2000. ربما الجانب التاريخي وما تختزنه ارضها من اثار حضارية يبقى هو الوجه المشع، لكنه وجه مسكوت عنه مغيب من قبل وزارة السياحة ومديرية الآثار الوزارات الأخرى. وأضافت شروف وفي السياق نفسه السياحة في المنطقة على اهميتها هي عشوائية وخالية من التنظيم والتوجيه بدون أي مسؤولية ورقابة هذا ما يدفع السياح إلى الهروب الى الاماكن الاخرى. وأشارت إلى زيارة الالاف لخلوات البياضة التي تعتبر اعلى مركز روحي وديني للموحدين المسلمين الدروز في العالم لا زالت تباركها قدوم السياح وإقامة المئات من المشايخ الصالحين الذين يعتبرهم أهل التوحيد دعاة خير للمجتمع بكل طوائفه.

استثمار غائب

المحامي كمال حديد ابن بلدة الهبارية فقال: منطقة وادي التيم والعرقوب، قبل العام 2000 كانت مقفلة سياحيا وغائبة عن اي تطور. وبالرغم من المطالب المستمرة للمواطن  يفترض الاهتمام بها من كل الجوانب كونها من المناطق التي دفعت الثمن الاول والاغلى في المواجهة مع العدو. ودمرت البنى التحتية فيها يشكل شامل. لكن للاسف لم يتم الاهتمام بها من الناحية العملية من قبل الدولة.  فاذا كانت الدولة تريد حقا سياحة ناجحة ينبغي العمل على المنتج السياحي لكي يكون هذا الحقل جاذبا وقادرا على قيام سياحة بيئة وتراثية انتاجية. ويجب الاهتمام بالآثار الحضارية كالبرج الروماني في الهبارية، المغاور وبالقلعة الشهابية في حاصبيا – وبالاثار الدينية.  كما انها عليها الحفاظ على المحميات من اشجار الصنوبر والسنديان فهي تحتوي على مواصفات مناخية وطبيعية خلابة فهي مهددة بالضم والقطع كما هي مهددة اراضي الناس الذين هاجروا او غابوا عن اراضيهم خلال فترة الحرب وتم الاستيلاء عليها نظراً لعدم وجود مساحة للمنطقة.

كمال حديد

كما تمنى ان تعمل الدولة على ترميم القلعة الشهابية  قصر عنتر الواقع في الجهة الشرقية لجبل الشيخ والبرج الروماني في الهبارية والعمل على تطوير الطرقات في المنطقة كونها من الاولويات المساعدة في عملية تنقل السياح. واضاف حديد، في المنطقة هناك مناطق حرجية هامة وكل هذه المناطق تتيح للزائر او السائح الاستمتاع باعتبارها تشكل بيئة سياحية خلابة.

 “المستقبل” والمستقبل

ورأى المنسق العام لتيار المستقبل لمنطقة مرجعيون حاصبيا العرقوب السيد عبد الله عبد الله: إن أولى بطاقات التعريف للسياحة هي الامن فلو عملت الدولة على استثمار الامن منذ انشاء دولة اسرائيل لكانت اوضاعنا وكل ما نشكو منه من قضايا ومطالب مختلفة. واضاف عبد الله اللافت ان كل الاجابات التي ذكرها اخوتنا عن السياحة مهمة لكنهم لم يذكروا او يتطرقوا الى اهمية العاملين في الحقل السياحي اي المنتجعات السياحية ربما السبب يعود الى ان منطقتنا ليست كبقية المناطق السياحية الاخرى في لبنان حيث في المنطقة لا وجود لفنادق على درجة عالية من الكفاءة كذلك لا وجود لمنتجعات سياحية تؤمن كل ما تتطلبه السياحة. واشار الى اهمال وزارة السياحة للمنطقة عبر كل الحقبات التاريخية، فيما المطلوب منها تعزيز الوعي البيئي والسياحي. ولفت الى ضرورة فتح المدارس المهنية التي تزيد من وعي ابناء المنطقة بالموضوع السياحي.

عبد الله عبد الله

ومضى عبد الله في حديثه عن أهمية مزارع شبعا وما تحتويه من آثار تاريخية ومن ضمنها مقام أبي الأنبياء الخليل ابراهيم الذي كان يرتاده الالآف من الزوار من الجولان ومن مختلف المناطق اللبنانية.

 

السابق
اخلاء سبيل سجى الدليمي واطفالها وزوجة الشيشاني
التالي
السعودي: التشويش على مخيم عين الحلوة مرفوض