وفد من معارضة الداخل إلى موسكو وبوغدانوف يعقد لقاءات في تركيا

تمكنت القوات النظامية السورية من صد الهجوم على مطار دير الزور العسكري في شرق سوريا بعدما نجح تنظيم “الدولة الاسلامية”(داعش) في اقتحامه والتقدم فيه. ويزور وفد من المعارضة السورية في الداخل موسكو الاربعاء المقبل للبحث في سبل ايجاد حل للازمة، بعد زيارة وزير الخارجية وليد المعلم للعاصمة الروسية في أواخر تشرين الثاني.

قال مدير “المرصد السوري لحقوق الانسان” رامي عبد الرحمن الذي يتخذ لندن مقراً له: “تمكنت القوات النظامية والمسلحون الموالون لها من وقف الهجوم الذي قام به تنظيم الدولة الاسلامية على مطار دير الزور العسكري حيث تكبد خسائر فادحة” واضطر الى التراجع الى حدود اسوار المطار.

وأوضح أن أكثر من مئة من أفراد التنظيم قتلوا منذ الاربعاء، يوم بدء الهجوم الذي تخللته فجر السبت عملية اقتحام وتقدم داخل المطار. ونسب الى مصادر طبية ان العشرات من أفراد التنظيم الجهادي قتلوا وخصوصاً في انفجار الالغام المزروعة داخل المطار وفي محيطه، مشيرة الى “حالات اختناق” ناتجة على الارجح من استخدام النظام غازات في قصف مواقع التنظيم ومسلحيه.

ونتيجة القصف الكثيف، انسحب التنظيم من التلة المحاذية للمطار من الجهة الجنوبية الشرقية ومن كتيبة الصواريخ القائمة عليها.
وقتل في معارك المطار أيضا 59 من أفراد قوات النظام.
ونقلت الوكالة العربية السورية للأنباء “سانا” عن مصدر عسكري ان “وحدات من الجيش والقوات المسلحة تصدت لمحاولة إرهابيي تنظيم داعش الاعتداء على نقاط عسكرية” في منطقة دير الزور “وقضت على العشرات منهم ودمرت آلياتهم وأسلحتهم”.
واشار المرصد الى ان القوات النظامية تقصف بكثافة قرية الجفرة المجاورة للمطار والتي ينتشر فيها تنظيم “الدولة الاسلامية”.
ويعتبر مطار دير الزور العسكري “الشريان الغذائي الوحيد” المتبقي للنظام في المنطقة الشرقية، استناداً الى عبد الرحمن. ويستخدم كذلك لانطلاق الطائرات الحربية والمروحية في شن غارات على مواقع التنظيمات الجهادية ومناطق خاضعة لمقاتلي المعارضة في انحاء عدة من سوريا. وهو عبارة عن قاعدة عسكرية كبيرة. ومنذ الصيف الماضي، تسيطر “الدولة الاسلامية” على محافظة دير الزور الحدودية مع العراق والغنية بالنفط، باستثناء المطار ونحو نصف مدينة دير الزور.

معارضة الداخل
على صعيد آخر، صرح الامين العام لحزب الشباب الوطني السوري ماهر مرهج بأن وفداً من ثمانية معارضين سيلتقي نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف وسيبحث معه “في الحل السياسي ودور معارضة الداخل ومبادرة (المبعوث الخاص للأمم المتحدة) ستيفان دو ميستورا”. وأوضح ان الوفد الذي يمثل أحزاباً عدة صغيرة تلتقي في اطار “ملتقى الحوار الوطني السوري”، غادر دمشق أمس وسيبقى في روسيا حتى 15 كانون الاول.
وسينضم الى الوفد أيضاً كل من سهير سرميني ممثلة المجتمع المدني وثلاثة أعضاء في مجلس الشعب السوري، هم فيصل عزوز من حزب البعث ونواف الملحم ممثلاً للعشائر وحسين راغب وهو مستقل.
الى ذلك، أعلن المسؤول في “هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديموقراطي” آصف دعبول ان رئيس الهيئة حسن عبد العظيم التقى بوغدانوف في بيروت.
وزار روسيا في تشرين الثاني وفد من المعارضة السورية برئاسة الرئيس السابق لـ”الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” أحمد معاذ الخطيب. لكن الائتلاف أفاد ان الخطيب قام بهذه الزيارة بمبادرة شخصية وانه لم يكن يمثله.

بوغدانوف ودو ميستورا
وفي تركيا، يتوقع أن يلتقي بوغدانوف اليوم مسؤولين في المعارضة السورية.
الى ذلك، من المقرر أن يجري دو ميستورا خلال الايام القريبة محادثات مع قادة فصائل في المعارضة السورية المسلحة في مدينة غازي عَينتاب تتركز خصوصاً على اقتراحه “تجميد القتال” في مدينة حلب في شمال سوريا. وصرحت الناطقة باسمه جولييت توما بأن دو ميستورا “سيتوجه قريباً جداً الى غازي عَينتاب لمناقشة خطته مع أبرز قادة الفصائل الموجودة على الارض في حلب، من أجل اعطاء دفع لهذه الخطة”.
وقال صبحي الرفاعي، رئيس المكتب التنفيذي لـ”مجلس قيادة الثورة “الذي يضم عدداً كبيرا من المجموعات المقاتلة: “نحن مستعدون للمشاركة في أي اجتماع وفي حوار مع أي طرف من أجل مناقشة الموضوع السوري”. ويضم المجلس نحو 20 مجموعة مقاتلة ضد النظام السوري، بينها العلمانية والاسلامية، منها “حركة حزم” و”الجبهة الاسلامية “و”جبهة ثوار سوريا ” و”جيش المجاهدين” و”حركة نور الدين الزنكي” وغيرها.
وكان دو ميستورا أعلن خلال زيارته دمشق في 11 تشرين الثاني ان الحكومة السورية أبدت “اهتماماً بناء” بخطة الامم المتحدة. وقال إن السلطات السورية “تنتظر اتصالنا بالاطراف المعنية الاخرى والمنظمات والناس والاشخاص الذين سنتحدث معهم من أجل ضمان امكان المضي بهذا الاقتراح قدماً”.

الأردن
وفي عمان، رأى الملك عبد الله الثاني بن الحسين أن الغارات على “الدولة الاسلامية” “مهمة جداً” لكنها “لن تستطيع وحدها ان تهزم” التنظيم الذي يسيطر على مناطق شاسعة من العراق وسوريا.
وصرح لشبكة “بي بي أس” الاميركية للتلفزيون في واشنطن: “نعلم جميعاً ان الغارات الجوية مهمة جداً، وتستطيع ان تتخيل كيف سيكون الوضع من دون هذه الغارات، لكن الهجمات الجوية لن تستطيع وحدها ان تهزم داعش”. ولفت الى ان “المسألة المهمة الآن هي الوضع على الارض”.
وأضاف: “لا أريد لأي شخص ان يظن أن أي طرف منا يتحدث عن ارسال قوات برية لحل المشكلة، ففي نهاية المطاف على السوريين وكذلك العراقيين ان يحلوا المشكلة بانفسهم… سواء في العراق أم في سوريا، لا بد ان ينفذ هذه المهمة السكان المحليون أنفسهم… السؤال هو: كيف يمكن تأمين الدعم لهم على أرض الواقع؟… كيف يمكن ان نحميهم وندعمهم؟… نحن جزء من التحالف، وقد شاركنا في العمليات ضد تنظيم داعش في سوريا كعضو في هذا التحالف وكذلك نتحدث مع العراقيين لنعلم كيف يمكننا مساعدتهم في غرب العراق”. وتوقع ان “ترتفع وتيرة هذه الجهود في القريب العاجل وبعد ذلك سوف يلعب الاردن دوراً في مواقع أخرى”.

السابق
بالفيديو: صفاء مغربي تنهار على الهواء لإتهامها أنها وراء شائعة
التالي
حقيقة قاسية تمنع زوجة الشهيد البزال من المشاركة في عزائه!