تنسيق الجيشين: لا… بل ربيع بيروت ودمشق

الجيش اللبناني
لا للتنسيق بين الجيش اللبناني والجيش السوري لأنّ لبنان ليس سورية، وجيشه ليس له معلم يعبده، وولاؤه للبنان التعدد، رغم كل التشويهات التي ادخلها العماد والرئيس اميل لحود على عقيدة الجيش، عبر تقمّصه أنظمة وعقيدة الجيش السوري الذي عاش على شعارات الممانعة دون ان يطلق رصاصة واحدة على اسرائيل، الا انه لم ينجح بتحويله الى جيش من الخدم للمعلّم.

النائب وليد جنبلاط، وخلال موقفه الأسبوعي لجريدة “الأنباء الالكترونية” الصادرة عن الحزب التقدمي الاشتراكي، تساءل: “ما هي هذه البدعة المستجدة التي تطالب بإعادة تفعيل التنسيق بين الجيشين اللبناني والسوري ولأي أهداف وأسباب؟ فما الذي يحققه لبنان من التنسيق العملاني بين الجيشين ولماذا على لبنان الرسمي أن يعيد تعويم النظام السوري وجيشه بعدما أصبحت صدقيته في الحضيض؟ ولماذا يتم الربط بين إطلاق المخطوفين اللبنانيين وإطلاق جنود سوريين؟”
كره بيك المختارة للنظام السوري ليس سراً فهو ينتظر جثة ذلك النظام على ضفة النهر منذ زمن طويل، وهو يجاهر حيناً ويمارس تقيّته حيناً آخر حين يعبر عن مشاعره اتجاه النظام السوري.
لا شكّ أنّ بيك المختارة تفوق على نظرائه من أمراء الطوائف بقراءة ما بين السطور، وهو استنادا الى قراءته يتقدم خطوة أو يتراجع خطوتين بالتعبير عن مشاعره فهو يعلم علم اليقين ان جيش الاسد والنصرة وداعش من رحم واحد.
منظر مجنّدي الاسد في مطار الطبقة أسرى داعش وهم يتلقون الإهانات والشتائم والضرب، هو الإبن البار لمشهد سَوق أهالي بانياس والبيضا في بدايات الثورة السورية، والتلذّذ بإهانتهم وإذلالهم على يد جيش آل الأسد.
منظر المجندين أنفسهم، بعد قليل، وهم جثث مرمية ومصفوفة بالسراويل الداخلية، هو الإبن البار لمشاهد آلاف الجثث العارية لمعتقلين قتلوا تحت التعذيب في سجون مخابرات آل الأسد.
مشاهد عيون المجندين المليئة بالرعب والخوف وهم بين حراب وبنادق الدواعش، هو الإبن البار للمشاهد المستمرة منذ أربعين عاماً لوجوه الرجال المعتقلين في سجون مخابرات آل الأسد.
مشهد المجندين الأسرى وهم يردّدون: دولة الاسلام باقية. هو الابن البار لمشهد المعتقلين السوريين وهم يرددون: الله سوريا بشار وبس.
هذا الموت، الرعب، الجنون، الإجرام.. هو الإبن البار لصنوه ومثيله المستمر بدون توقف منذ خمس سنوات.
لسان حال البيك يقول أحضروا ذاك الأب (الاسد) واقطعوا نسله.
لا للتنسيق لأنّ لبنان ليس سورية، وجيشه ليس له معلم يعبده، وولاؤه للبنان التعدد، رغم كل التشويهات التي ادخلها العماد والرئيس اميل لحود على عقيدة الجيش، عبر تقمّصه أنظمة وعقيدة الجيش السوري الذي عاش على شعارات الممانعة دون ان يطلق رصاصة واحدة على اسرائيل، الا انه لم ينجح بتحويله الى جيش من الخدم للمعلّم ( تعبير يستخدمه عناصر الجيش السوري للتحدث عن والى ضباطهم). هذا رغم تبعية مخابرات الجيش اللبناني لحزب الله وبالتالي لتوجه التنسيق بين الجيشين وتكريس مقولة شعب واحد في بلدين وبالتالي جعل لبنان محافظة وليس بلداً.
مازال في الجيش اللبناني قيادات ترفض الركوع الا لعلم لبنان وارزه، ولم تنسى تلك القيادات غزو الجيش السوري لقيادته العام ٨٩ ويتحينون الفرصة لإعادة أسراهم من سوريا. طبعا لم يعد العماد عون من هؤلاء الضباط فهو قد ساوم على دمائهم بكرسي لن يراه حتى في أحلامه.
علاقة لبنان وسوريا هي علاقة الربيع الممتد من بيروت الى دمشق، انها رائحة الياسمين التي تدفع الى التفكير بحرية وإعادة الاعتبار للتعبير الحر وإسقاط الأصنام والدكتاتورية. وإسقاط كل الأفكار التي تتعارض مع الحريات وتسهّل القمع وتمنع الريح حتّى لا تعمّ رائحة الياسمين.

السابق
تكريم الراحلين: قليلٌ مهما كَثُرَ وقيلَ عنهُ
التالي
فضيحة العقارات(4): إزالة التعديات واجبة.. والتسوية غرامة أو سجن