سمسم يفتح أبوابه من جديد للأطفال العرب

بعد ما يقارب ثلاثة عقود على عرضه الأوّل، يعود برنامج «افتح يا سمسم» قريباً إلى الشاشة العربيّة، في جزء جديد… مزيد ومنقّح. جزء يعوّل على أحدث تقنيات صناعة الصورة، لصوغ تجربة تربويّة تخاطب أطفال اليوم، كما خاطبت آباءهم قبل ثلاثين عاماً.

عرض البرنامج التربوي الشهير بنسخته العربيّة الأولى، بين العامين 1979 و1982، وبقيت القنوات العربيّة تعيد عرضه بشكل دوري حتّى منتصف التسعينيات، وحظي بشعبيّة كبيرة لمضمونه التعليمي والترفيهي، وأغانيه الراسخة في ذاكرة الأجيال.

“مؤسسة بداية للإعلام” ومقرّها أبو ظبي. يتركّز عمل المؤسسة المذكورة على إنتاج المحتوى التعليمي الترفيهي للأطفال، من خلال تشجيعهم على التعلّم أثناء اللعب… وقد دعت المؤسسة مؤخراً إلى تجارب أداء للمواهب العربيّة في مجالي تقديم البرامج والتمثيل، ممن يتقنون اللغة العربيّة الفصحى، بهدف اختيار موهبتين تنضمّان إلى فريق البرنامج المقرّر إطلاقه خلال الأشهر الأولى من العام 2015. شروط المشاركة ليست صعبة، إذ يفترض أن يكون عمر المشاركين بين 18 و28 سنة، وأن يجيدوا التفاعل مع الأطفال، إلى جانب الغناء والاستعراض ورواية القصص. وسينضمّ المشاركان المختاران إلى فريق البرنامج وشخصيّات النسخة العربيّة الأكثر شهرةً مثل نعمان وملسون وكعكي والضفدع كامل.

ويقول المدير الإبداعي في «بداية» عبد الله الشرهان لـ«السفير» إنّ البرنامج سيعرض على أكبر عدد ممكن من القنوات العربيّة، إذ انّه لا يتوخّى الربح. وتتشارك المؤسسة في إنتاجه مع مدينة TwoFour54 الإعلاميّة في أبو ظبي، والتي ستوفّر تسهيلات إنتاجيّة عدّة لناحية عمليّات التصوير والمونتاج، علماً بأنّها تحتوي على استوديوهات ضخمة مجهّزة بأحدث تقنيات الصورة والصوت والغرافكس، يتمّ فيها تصوير عدد من البرامج الضخمة حالياً.

ويقول الشرهان إنّ تطوير المسلسل بنسخته العربيّة الجديدة، سيتّبع الإطار التربوي والتعليمي ذاته لبرنامج “شارع سمسم” الشهير، من خلال التعاون المباشر مع شركة «ورشة سمسم» الأميركيّة المنتجة له. وسيستلهم العمل ستّ ركائز هي «البناء والتحفيز والتنوع والأصالة والمستقبل والانتشار». ويضيف: «ستستلهم النسخة العربية الجديدة من جذور وأصالة النسخة القديمة بما يكفي لتذكير الآباء الذين كبروا على البرنامج بنكهته القديمة، لكن في نفس الوقت سنحرص على أن يستفيد البرنامج من كل الإمكانات التي تتيحها تقنيات الوسائط المتعددة الحالية والمستقبلية، لتوفير أفضل تجربة ترفيهية وتربوية للأجيال الجديدة».

يتألف طاقم عمل النسخة الجديدة من البرنامج، من مجموعة مبدعين خليجيين وعرب على رأسهم الأكاديميّة كايرو عرفات التي تمتلك أكثر من 15 عاماً من الخبرة في العمل مع ورشة «افتح يا سمسم»، إضافةً إلى الأكاديميّة فاطمة البريكي، رئيسة قسم اللغة العربية في «بداية»، وهي خبيرة متخصّصة في النقد البلاغي، إلى جانب رؤساء أقسام اللغة العربية في جامعة الإمارات العربية المتحدة، بحسب الشرهان.
سيضمّ الجزء الجديد مجموعة متنوعة من الأغاني، «ستتنوع ما بين الأغاني الجديدة كلياً، والأغاني القديمة المجددة سواء بالكلمات أو التوزيع اللحني، إضافة إلى بعض الأغاني المستلهمة من «شارع سمسم» باللغة الإنكليزيّة». ويلفت الشرهان في هذا الإطار، إلى أنّ الهدف الأساسي «من البرنامج سيكون الحفاظ على التراث العربي وتعزيز اللغة العربية، وتوفير بيئة تعزز مفاهيم الرعاية، والإبداع، والتنوع، ونمط الحياة الصحية، وحب التعلم لدى الجيل الجديد من الأطفال العرب».

ومن خلال إتاحة الفرصة أمام مواهب جديدة في مجال التمثيل والتقديم، ربما يساهم صانعو «افتح يا سمسم» في تدريب أجيال وكوادر متخصّصة في إنتاج برامج عربية للأطفال، لإثراء الشاشات مستقبلاً بمحتوى تربوي ينمّي مواهب الأطفال ومعرفتهم بلغتهم الأمّ. وسيشارك في بعض حلقات الموسم الجديد بحسب الشرهان «بعض المشاهير»، من ممثلين ومغنين ومقدّمي برامج… لكن هل يحتاج البرنامج إلى دعم المشاهير كي يحظى بالانتشار؟ ربما ستكون ذكريات ملايين العرب مع نسخته القديمة، كفيلة بفتح الباب له في كلّ بيت، من دون استئذان.

السابق
طهران تنضمّ الى التحالف الدولي ضدّ «داعش»؟
التالي
أحمد الحريري لن يتولى التفاوض