حوار المستقبل وحزب الله الأسبوع المقبل

حزب الله وتيار المستقبل

فتح الانحسار الملحوظ للتطورات الميدانية امس على جبهة عرسال والجرود البقاعية الشمالية فسحة للعودة الى بعض الملفات الداخلية، علما ان قضية العسكريين المخطوفين ظلت في صدارة التحركات والاتصالات مع معاودة الوسيط القطري احمد الخطيب تحركه، وطغت ايضا مع التطورات الميدانية الاخيرة على مناقشات جلسة مجلس الوزراء امس.

وبرز في الملفات السياسية الداخلية تزخيم الاستعدادات لاطلاق الحوار الثنائي بين “تيار المستقبل” و”حزب الله” التي يبدو انها قطعت شوطا متقدما نحو الاتفاق على جدول أعمال هذا الحوار بمسعى من رئيس مجلس النواب نبيه بري. وكشف بري امام زواره امس ان اجتماعا عقد بين مدير مكتب الرئيس سعد الحريري السيد نادر الحريري والوزير علي حسن خليل، موضحا انه في حال انجاز جدول الاعمال سيكون الاجتماع الحواري الاول بين “تيار المستقبل” والحزب في الاسبوع المقبل، وهو “يجب ان يبدأ حتما قبل نهاية السنة. وسأبذل جهدي من أجل ذلك”. وأوضح ان جدول الاعمال “يتضمن كل ما يمكن الاتفاق عليه ويستبعد المواضيع التي يتعذر الاتفاق عليها في الوقت الحاضر كسلاح المقاومة ومشاركة حزب الله في سوريا”. وسئل عما اذا كان ملف رئاسة الجمهورية ضمن جدول الاعمال، فأجاب: “نعم كباقي المواضيع الاساسية مثل قانون الانتخاب”. وفي الموضوع الاخير أفاد ان اجتماعات اللجنة النيابية لقانون الانتخاب حددت نقاط الخلاف على مشروع القانون المختلط (64 نائبا بالانتخاب الاكثري و64 نائبا بالانتخاب النسبي). وستستمر اللجنة في الاجتماعات حتى نهاية السنة، والنقاش سيتركز على معالجة هذه النقاط. وهناك اتفاق على الاقضية وخلاف على المحافظات خصوصا ان هناك مطالبة بمراعاة الخصوصية الدرزية ليكون جبل لبنان محافظتين او ثلاثا. وتركت اللجنة الباب مفتوحا على معالجة هذا الجانب، كما هناك خلاف على الدائرة الثانية في بيروت”. واعتبر بري ان هذا المشروع المختلط “هو أفضل المشاريع لانه يجمع أوسع نقاط الاتفاق وأقل نقاط الخلاف”. واذ شدد على ان “لا عودة الى قانون الستين”، أضاف أنه في حال الاتفاق على المشروع قبل نهاية السنة “نضع التوقيع الاولي عليه وننتظر انتخاب رئيس الجمهورية ليطلع عليه ثم تدعى الهيئة العامة للمجلس لاقراره”.

مجلس الوزراء
أما بالنسبة الى جلسة مجلس الوزراء، فعلمت “النهار” ان رئيس الوزراء تمام سلام بعدما عرض المعطيات المتعلّقة بالمخطوفين، واصفا الامر بأنه معقّد ويتطلب تنسيقا وتضامنا حكوميا، فضلا عن انه يتابع الموضوع شخصيا من خلال خلية الازمة، طلب وزير العمل سجعان قزي الكلام فأشار الى ان الجيش يقدم الشهداء ولا يجوز التشكيك في مهماته وطريقته في مكافحة الارهاب. وأوضح ان حزب الكتائب ليس ضد إجراء المفاوضات لإطلاق العسكريين المخطوفين علما انه سقط للجيش في ظل المفاوضات أكثر من 16 شهيدا بين ضابط وجندي ولم ينزل أهاليهم الى الشوارع، كما أننا محضنا الرئيس سلام وخلية الازمة ثقتنا استنادا الى خطوط عريضة وأي تعديل في هذه الخطوط يجب أن نكون على إطلاع عليه حرصا على نجاحه، كما أـننا نقدر الجهد الذي يبذله الوزير وائل ابو فاعور في هذا المجال. فرد الوزير فاعور قائلا إن ما يقوم به على هذا الصعيد يتم بالتنسيق مع الرئيس سلام.
وأبلغ وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس “النهار” ان ما طرحه في الجلسة حول توقف الجهات المانحة عن دفع المبالغ اللازمة لتنفيذ برنامج التغذية للاجئين السوريين تبلّغه امس من المسؤولين عن برنامج الغذاء العالمي والذي يغطي في لبنان نحو 700 الف لاجئ. وقد اكتفى هؤلاء المسؤولون بالقول ان تقديمات البرنامج قد توقفت في كل أنحاء العالم وليس في لبنان فقط وذلك بسبب قرار الجهات المانحة التوقف عن الدفع. واوضح ان اللاجئ السوري كان يتقاضى بموجب البرنامج 30 دولارا شهريا للانفاق على الغذاء، ومن شأن وقف البرنامج ان يعرّض لبنان لخطر مواجهة مجاعة تشمل مئات الآلاف من اللاجئين وقت كان يبحث لبنان عن موارد له ليستطيع تحمل أعباء اللاجئين بصورة شاملة. وذكر ان الحل العاجل هو القيام بجولة على الجهات القادرة على إنقاذ لبنان من هذه الازمة الطارئة وقد تجاوب الرئيس سلام مع هذه الفكرة وسيباشر القيام بالاتصالات اللازمة. وأشار الى ان ما أعلنته المفوضية الاوروبية امس من انها ستخصص 73 مليون أورو للاجئين في لبنان، لن يحل ّمشكلة التغذية باعتبار ان الحيز الاكبر من المبلغ (56,5 مليونا) سيذهب الى التعليم والعناية الصحية.
ويشار الى ان الممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الامنية في الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني ستقوم بزيارة لبيروت الثلثاء المقبل وذلك بعد زيارة الرئيس سلام لبروكسيل قبل ايام.
في غضون ذلك، تباينت المعطيات المتوافرة عن عودة الوسيط القطري في ملف العسكريين المخطوفين. وأفاد بعض المعلومات ان الوسيط سيتوجه اليوم الى القلمون لمعاودته مفاوضاته مع التنظيمات الخاطفة، بينما أشارت مصادر اخرى الى انه غادر بيروت ليلا بعد لقاءات عقدها في مقر الامن العام الى جهة لم تحدد.
أما على الصعيد الامني، فأوقف الجيش امس نتيجة عملية دهم قامت بها دورية لمخابرات الجيش في منطقة مشاريع القاع السوري عمر صالح عامر لانتمائه الى أحد التنظيمات الارهابية المسلحة.

“تسوية” للكهرباء
في مجال آخر، من المقرر ان يعلن اليوم اتفاق ينهي ازمة “تهجير” ادارة مؤسسة كهرباء لبنان بفعل اعتصام المياومين في مقر المؤسسة منذ اربعة اشهر وفق تسوية سياسية تم التوصل اليها في رعاية وزير الزراعة أكرم شهيب ومستشار رئيس مجلس النواب علي حمدان. وسيعلن الاتفاق الذي جرى التكتم على بنوده وزير الطاقة ارتيور نظريان والمدير العام لمؤسسة الكهرباء كمال حايك. وأفادت مصادر متابعة للاتفاق انه يلحظ ضم نحو 879 مياوما في الفترة الاولى الى ملاك المؤسسة على ان يلي ذلك ادخال سائر المياومين على دفعتين.

السابق
بوغدانوف وصل الى بيروت للقاء المسؤولين اللبنانيين
التالي
هيئة التنسيق تحدّد خطواتها اليوم وترفض رفع الأقساط