رجال دين مسلمون ومسيحيون من 120 دولة في «مواجهة التطرف»

ندد شيخ الازهر أحمد الطيب بـ”الجرائم البربرية” التي يرتكبها تنظيم “الدولة الاسلامية “في العراق وسوريا، وناشد الائتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة استنفار كل طاقاته للقضاء على الإرهاب بكل صوره والتصدي للدول الداعمة له.

يعقد مدة يومين في القاهرة “مؤتمر الأزهر لمواجهة التطرف والإرهاب”، في إطار تحركات المؤسسات الدينية في عدد من البلدان الإسلامية لمواجهة تمدد “الدولة الإسلامية”. ويشارك في المؤتمر نحو 600 من علماء المسلمين من 120 دولة، بينها السعودية وايران والمغرب، ورؤساء كنائس شرقية في مقدمهم بطريرك الاقباط والكرازة المرقسية الانبا تواضروس الثاني، إلى ممثلين لطوائف أخرى.
وافتتح شيخ الأزهر أحمد الطيب المؤتمر قائلاً ان تنظيمات وفصائل مسلحة “ترتكب هذه الجرائم البربرية النكراء تدثرت بدثار هذا الدين الحنيف واطلقت على نفسها اسم الدولة الاسلامية، في محاولة لتصدير صورة اسلامهم الجديد المغشوش… هذه الصورة الكريهة الظالمة لديننا الحنيف طالما كانت أملا تمناه أعداء الإسلام وانتظروه… وغالب الظن أن هؤلاء الأعداء سوف يواجهوننا اليوم بهذه الصورة الشوهاء”. ولاحظ أن “داعش (الدولة الإسلامية في العراق والشام) ليست هي الفصيلة المسلحة الوحيدة على الساحة، بل هناك ميليشيات أخرى طائفية تذبح وتهجر قسرا في العراق وسوريا واليمن وهناك طوائف مذهبية تحاول جر الأوطان إلى ولاءات إقليمية خارجية باسم الديموقراطية وحقوق الإنسان، كما يحدث في البحرين مثلا”. وأضاف: “اسأل نفسي ليل نهار عن اسباب هذه الفتنة العمياء والمحنة العربية الممزوجة بالدماء”، محمّلاَ الغرب جزءا من المسؤولية ومورداً مثال العراق الذي “ترك بعد 11 سنة من الاجتياح لميليشيات متناحرة وكانت النتيجة انه دخل في بحور من الدماء”، و”الشيء نفسه ينطبق على سوريا”. ودعا ايضا الائتلاف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، الى “التصدي للدول التي تمد الارهاب بالمال والسلاح”.
ومع ذلك، أقر بانه “يجب ألاّ نغض الطرف عن مسؤوليتنا عن اسباب الغلو والتطرف التي ادت الى ظهور تنظيمات مثل القاعدة والحركات المسلحة التي خرجت من عباءته”.
وكان البابا فرنسيس دعا الاحد جميع القادة المسلمين الى ادانة الارهاب الاسلامي بوضوح، بعدما دافع في تركيا بقوة عن مسيحيي الشرق الذين يهددهم الجهاديون في العراق وسوريا.
وقال عضو مجلس حكماء المسلمين محمد قريش شهاب إن الإسلام يلزمنا التعاون مع النصارى وغيرهم، في مواجهة كل فكر متطرف ومخرب، معتبراً أن الوحدة بصرف النظر عن الدين والتوجه ضرورة في مواجهة الأفكار المتطرفة لأن الاختلاف يشتّت القوى والتعاون يساعد على القوة”. وطالب بتعميق ثقافة الاحترام والتعاون التي دعا إليها القرآن.

علي الامين
وشدد العلامة علي الامين على أن شعوب المنطقة تريد العدالة والاستقرار والعيش بسلام بعضها مع البعض ومع العالم، على أسس من الاحترام المتبادل مع ضرورة إظهار الخطاب الديني بعيداً من أي شحن طائفي يهدد نسيج الوطن الواحد. وقال إن “الإرهاب المنظم شكل أكبر الأخطار على مجتمعاتنا، وهو يستغل ثقافة مشوهة للدين لإغراء أتباعه بالانضمام إليهم”. وطالب بدعم أصحاب الخطاب الديني وإنشاء المعاهد وتنقيح المناهج والتمسك بخط الوسطية والاعتدال، محذراً من أنه عندما يتخلى المسؤولون عن دورهم في الإصلاح، فإن ذلك يعمل على إفساد المجتمع.
ومن المقرر أن يوجه المؤتمر رسالة إلى العالم من القاهرة برفض رجال الدينين الإسلامي والمسيحي في العالم كل أشكال الإرهاب والتطرف ورفض الممارسات الإرهابية ودعاوى الغرب بإلصاق الإرهاب
بالإسلام.

السابق
الجيش الأميركي: داعش لديها معسكرات تدريب شرق ليبيا
التالي
الجيش يطلق المضادات الارضية على طائرة استطلاع اسرائيلية