هل تعلم انه يكاد لا يوجد حكومة في العالم خارج حدود الولايات المتحدة الاميركية تتألف من غالبية وزراء درسوا وتخرجوا من الجامعات والمعاهد الامركية كما هو حال الحكومة الايرانية الحالية؟
هذا ما جاء على لسان صديقي الايراني (السياسي الاصلاحي) في سياق جوابه عن سؤالي حول الاجواء الايرانية الاميركية في مرحلة ما بعد تأجيل توقيع الاتفاق التاريخي الذي كان متوقعا في فيينا الاسبوع الفائت… ما اوحى ان الامور وكأنها عادت الى المربع الاول وان الاشهر التفاوضية التالية ستشهد عودة جديدة الى شيء من التجاذب ولملمة الاوراق من جديد.
هذا هو الانطباع السلبي الذي يتبناه يمينيو محور الممانعة، او على الاقل هذا ما يتمنونه ويروجون له وينسفه من اساسه صديقي المطلع على خفايا ما يجري في دوائر القرار الايراني. بل وانه يذهب الى ما هو اكثر من ذلك ليعتبر ان تأجيل التوقيع انما جاء بناء على رغبة اميركية وموافقة ايرانية. اي انه جاء في سياق طبيعي ولا يفسد للود قضية.
وتحدث الايراني الاصلاحي عن اشهر تسبق التوقيع المعلن فيها الكثير من التغييرات التي قد تبهر المراقبين بما ستكون حبلى به من مظاهر ومؤشرات الود والتقارب بين ايران والمجتمع الدولي.
وفي هذا الاطار ومن هذه البيئة الايجابية جاء الاعلان عن غارات الطائرات الايرانية على مواقع تابعة لتنظيم داعش في نينوى والترحيب الاميركي بها على لسان وزير الخارجية جون كيري.
صحيح ان هذه الغارات لن يكون لها فعل تحولي في الاحداث، بقدر ما تعني في السياسة ان ايران اعلنت عن رغبة في الاصطفاف ضمن المحور الدولي التي تترأسه الولايات المتحدة وحجزة مقعدها الى جانب حلفاء اميركا بالمنطقة وعلى المستوى نفسه من المدخل السهل المسمى “محاربة الارهاب”.
هذه الغارات “غير المنسقة” هي اول الغيث، وتشكل السهم الاول المنطلق ايرانيا من داخل تموقعها الجديد لتحمل الطائرات الايرانية رسائل بليغة تقول: “اشهدوا لي عند اوباما”.
