السعودية: العراق سيغيّر وجه المنطقة

حاولت الولايات المتحدة من خلال تصريحات مسؤوليها، أمس، جر إيران الى موقف يشير إلى تعاون عسكري «مفترض» في العراق، ضمن سياق الحملة التي تشنها على رأس «التحالف الدولي» من أجل مواجهة تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام»، في وقت حرصت طهران على التأكيد على موقفها المرتكز على «مساعدة الحكومة العراقية في حربها ضد التنظيمات الإرهابية»، نافية المعلومات التي تحدثت عن تعاون بين إيران وأي جهة أخرى في هذا المجال.

وفي هذه الأثناء، التقى رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي على هامش المؤتمر المنعقد في بروكسل وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل، الذي اعتبر أن استقرار العراق ونجاحه «سيغيران وجه المنطقة»، بينما كشف عضو لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب العراقي مثال الألوسي، عن محاولة سعودية لإطلاق سراح المعتقلين السعوديين بتهم الإرهاب في العراق، مبيناً أن الفيصل سيزور بغداد قريباً.
وأعلن مكتب العبادي في بيان أنه دعا خلال اللقاء إلى «الإسراع بتطوير العلاقات بين البلدين»، بما «يساعد على التعجيل بهزيمة داعش والإرهاب والتطرف في المنطقة»، كما أكد الفيصل من جهته أن «استقرار العراق ونجاحه سيغيران وجه المنطقة»، معبراً عن فرحه «بالإنجازات» التي تتحقق الآن في العراق وبـ«التوجه الوطني» لحكومة العبادي، ومؤكداً أنه سيزور العراق قريباً.
وفي معرض حديثه عن «جهود مكافحة الإرهاب في سوريا والعراق»، خلال كلمة له أمام مؤتمر بروكسل، أشار الفيصل إلى أن هذا الأمر يتطلب «توحيد الجبهة الداخلية» في العراق، و«إعادة تشكيل الجيش بعقيدة جامعة»، بالإضافة إلى «تأهيله بمشاركة وطنية شاملة لكل مكونات وأطياف الشعب العراقي بعيداً عن سياسة الإقصاء الطائفي». وأضاف أن ما سبق يجب أن يترافق «مع إزالة كل مظاهر وأنشطة الميليشيات المسلحة خارج إطار الدولة».
ويعدّ العراق لمشروع قانون من أجل تشكيل «حرس وطني»، يشمل قوات العشائر و«الحشد الشعبي»، وقوات البشمركة الكردية من أجل «حفظ الأمن في الأقاليم»، بحسب ما ذكر العبادي مؤخراً.
إلى ذلك، وبعد إعلان مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية، أمس الأول، عن رصد بلاده لضربات جوية نفذتها مقاتلات إيرانية على أهداف لتنظيم «داعش» في العراق، أكد المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي، أمس، أن المقاتلات الإيرانية شنت ضرباتها شرق العراق، مشيراً إلى أن بلاده تمتلك «مؤشرات» على أن الإيرانيين «شنوا غارات جوية بواسطة طائرات فانتوم اف-4 خلال الأيام الأخيرة».
بدوره اعتبر وزير الخارجية الأميركي جون كيري، أن أي ضربة عسكرية ايرانية لتنظيم «داعش» في العراق ستكون «إيجابية»، وأضاف «إذا كانت ايران تهاجم داعش في مكان ما، واذا كان هذا الهجوم محصورا بداعش، وهو ذو تأثير، فإنه سيكون إذا تأثيراً واضحاً إيجابياً».
ورفضت ايران، التعقيب على الادعاء الأميركي، وقالت المتحدثة باسم الخارجية الايرانية مرضية أفخم إن «سياسات إيران لم يطرأ عليها أي تغيير، في ما يتعلق بقتال الجماعات التكفيرية ومساعدة الحكومة العراقية وتقديم المشورة لقتال الجماعات الإرهابية التكفيرية»، كما أن «الأنباء التي ترددت عن تعاون بين إيران ومجموعات عسكرية من دول أخرى غير دقيقة وغير صحيحة»، مشيرة إلى أن بلادها تقدم «دعماً عسكرياً واستشارات في إطار القوانين الدولية».
بدوره أكد مسؤول ايراني كبير أن بلاده «لم تشارك مطلقاً في أي ضربات جوية ضد «داعش» في العراق»، مشيراً إلى أن أي «تعاون بشأن هذه الغارات مع أميركا مستبعد أيضاً تماماً بالنسبة لإيران».
في غضون ذلك، قال «حلف شمال الأطلسي» إن العراق يعتزم أن يطلب من «الحلف» المساعدة في تدريب قواته الأمنية، بعدما ذكر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، في مقابلة تلفزيونية مؤخراً أن بلاده أرسلت «أشخاصاً» ليتدربوا لديه، في وقت وافق المفاوضون في الكونغرس الأميركي على تخصيص الميزانية العاجلة التي طلبها الرئيس الأميركي باراك أوباما لتمويل العمليات العسكرية ضد «داعش»، وتبلغ حصة العراق منها 1.6 مليار دولار أميركي، لـ»برنامج تجهيز وتدريب القوات العراقية والكردية لسنتين».
إلى ذلك، كشف عضو لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي مثال الألوسي عن وجود مطالب سعودية لإطلاق سراح «الإرهابيين» السعوديين المعتقلين في العراق، محذراً الحكومة من تلبية هذه المطالب.
ولفت الألوسي إلى أن «الحكومة العراقية الحالية تسعى لبناء علاقات متوازنة مع جميع دول المنطقة ومنها دول الخليج والسعودية وقطر وتركيا وإيران والكويت، وهذا دليل على ثقتنا بالنفس باعتبارنا نظاماً ديموقراطياً»، مشيراً إلى أن «هذا النظام الديموقراطي تفتقر اليه الكثير من الدول الخليجية، ولذلك نحن نتفهم الحساسية السعودية والقطرية لأي نظام ديموقراطي في المنطقة، وهناك صراع بين الديموقراطية والملكية غير الدستورية».
وفي سياق الحديث عن زيارة مرتقبة لوزير الخارجية السعودي سعود الفيصل للعراق، اشار الألوسي إلى «وجود مطالب غير رسمية سعودية لإطلاق سراح السعوديين الإرهابيين المعتقلين في العراق كدليل على حسن نية العراق تجاه السعودية»، محذراً الحكومة العراقية من «إطلاق أي وعد بهذا الاتجاه لأن هذا الأمر من اختصاص القضاء».

السابق
إيران مُستهدَفة مجدداً في اليمن الغارق في التوتر الطائفي
التالي
الجيش الأميركي: داعش لديها معسكرات تدريب شرق ليبيا