6 شهداء للجيش في مكمن إرهابي في البقاع

يبدو ان أوراق القوة التي أمسكت بها الحكومة اللبنانية عبر أجهزتها الامنية، والتي يمكن مع غيرها ان تشكل ورقة اساسية للتفاوض مع خاطفي العسكريين، شكلت ضربة موجعة للمجموعات الارهابية التي سارعت الى الرد بنصب مكمن لدورية للجيش اللبناني مساء امس سقط فيه ستة عسكريين شهداء وجريح، في منطقة جرود رأس بعلبك التي كشفت صحيفة “الدايلي تلغراف” البريطانية اقامة قوات بريطانية بالتنسيق مع الجيش اللبناني، 12 برجا لمراقبة الحدود مع سوريا لمنع مسلحي تنظيم “الدولة الاسلامية” من التسلل عبرها الى لبنان.

فقد كمن المسلحون للدورية وراحوا يرسلون ضوءا متقطعا في نقطة مرتفعة بالقرب من تلة الحمرا لاستدراجها، وقبل أمتار قليلة من مكان اطلاق الضوء تعرضت المجموعات الارهابية للدورية، فاستشهد أفرادها الستة ونجا عنصر واحد أصيب بطلق ناري في ساقه.
وليلا أفادت محطة “MTV” عن مصدر في تنظيم “الدولة الاسلامية” أن الهجوم كان يستهدف المركز البريطاني للمراقبة واضطر الى قتال الجيش الذي منع وصوله.
في المقابل، تجمعت ثلاث “أوراق قوة” لدى الجهات اللبنانية تمثلت أولاها في توقيف سجى الدليمي احدى زوجات زعيم “داعش” ابو بكر البغدادي بعدما كانت تتخفى في مناطق شمالية، وهي التي كانت أطلقت في الصفقة التي أدت الى إطلاق راهبات معلولا.
وثانيتها، توقيف مخابرات الجيش في بلدة حيلان – زغرتا، زوجة المسؤول في “جبهة النصرة” أنس شركس المعروف بـ”ابو علي الشيشاني” مع شقيقها راكان العقيلي وولديها. وفي المعلومات ان لأنس علاقة بقضية العسكريين المخطوفين.
وفي معلومات خاصة لـ”النهار” انه نتيجة لجهود مخابراتية وتتبع تقني لأجهزة الهاتف الخليوي تبين ان زوجة الشيشاني وتدعى علا او علياء على تواصل مع زوجها ومسلحين آخرين عبر”سكايب”، وانه نتيجة التتبع تم التوصل الى معرفة مكانها بدقة مما أدى الى ارسال قوة خاصة من مخابرات الجيش اللبناني طوقت المدرسة الرسمية في حيلان حيث يقيم نازحون سوريون وقبضت عليهم بعد رصد ومتابعة قرابة شهرين، وأخضعوا لتحقيق أولي في مركز مخابرات القبة لينقلوا بعدها الى بيروت.
كما أظهرت المعلومات ان بلدة حيلان اختيرت لأنها احدى القرى الهادئة من قرى قضاء زغرتا وقريبة من قضاء الضنية حيث يسكن اصدقاء ومعارف للزوجة، كما ان لا وجود أمنيا بصورة مستمرة فيها، فلا مخفر درك ولا أي مركز أمني. ويقيم النازحون السوريون في المدرسة الرسمية البعيدة نسبيا عن المنازل حيث لم يشعر الاهالي بأي حركة غير عادية خلال عملية التوقيف.
لكن الجيش راقب البلدة التي ذاع، بعد احداث طرابلس، احتمال لجوء شادي المولوي اليها مع رفاق له كون البلدة على مقربة من “وادي جهنم” ويمكن التواري فيها بسرعة.
وثالثة نقاط القوة العقيد السوري المنشق عبدالله حسين الرفاعي قائد احد التشكيلات العسكرية التابع لـ”الجيش السوري الحر” في القلمون، والذي أكدت المديرية العامة للامن العام ان مصيره “مرتبط بمجرى المفاوضات الهادفة الى اطلاق العسكريين المخطوفين”.
وقد أجرى رئيس الوزراء تمام سلام من بروكسيل، اتصالا بقائد الجيش العماد جان قهوجي، قدم خلاله التعازي بالشهداء، وأعرب عن “التضامن الكامل مع الجيش في خسارته”، وأكد “وقوف جميع اللبنانيين خلف الجيش في معركته ضد الارهاب”.
وقبيل ذلك، كان سلام اتصل بأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني متمنيا عليه تفعيل الوساطة القطرية لمساعدة الحكومة اللبنانية على تحرير العسكريين المخطوفين، فأعرب أمير قطر عن اهتمامه الشديد بمساعدة لبنان، وأبلغ سلام انه سيعطي تعليمات فورية للمكلفين هذا الملف لمتابعته واجراء اللازم. وتوازيا، يتوجه المدير العام للامن العام اللواء عباس ابرهيم الى دمشق خلال الساعات المقبلة لاستكمال البحث في الملف من حيث توقف في زيارته الاولى.

بروكسيل
وكان سلام أبلغ “النهار” في بروكسيل ان تركيز الاتحاد الاوروبي بإدارته الجديدة ينصب حاليا على إيجاد حل لأزمة المنطقة من خلال إنهاء الحرب السورية. ومن شأن هذا الحل أن ينهي معاناة لبنان وتحمّله الاعباء الهائلة للاجئين السوريين، مؤكدا ان الاتحاد سيواصل دعمه للبنان على كل المستويات الاقتصادية والمالية والامنية.
ورئيس الوزراء الذي توّج امس زيارته الرسمية لبروكسيل بلقاء رئيس المفوضية الاوروبية الجديد جان – كلود يونكر والممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الامنية فيديريكا موغيريني يرافقه وزيرا التنمية الادارية والاقتصاد نبيل دوفريج وألان حكيم والوفد المرافق، قال ان يونكر وموغيريني” أبديا اهتماما بتطورات لبنان التي كانا على اطلاع مسبق عليها. في المقابل، شرحت لهما أبعاد الازمة السياسية المتمثلة بعدم انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وأهمية الدور الذي يضطلع به الجيش اللبناني في مواجهة الارهاب مما يقتضي دعمه بكل الامكانات. وكان رد السيد يونكر مؤثرا عندما قال امامنا ان ما يحصل في لبنان نشعر به في بروكسيل”.
وفي ما يتعلق بمشاركة لبنان في اجتماع بروكسيل للتحالف الدولي لمحاربة تنظيم “داعش”، قال إن وزير الخارجية جبران باسيل يدرس طبيعة ما سيصدر عن الاجتماع لتتقرر المشاركة، علما ان لبنان الذي شارك في انطلاق التحالف في جدة لمحاربة الارهاب والارهابيين، كان واضحا في موقفه الذي أبلغه الى دول التحالف بأن امكاناته محدودة عسكريا وليس في إمكانه المشاركة على هذا الصعيد. وخلص الرئيس سلام الى القول إنه وجّه دعوة الى يونكر لزيارة لبنان وسيلبيها في الوقت المناسب. أما الممثلة العليا للاتحاد موغيريني” فهي آتية حتما الى لبنان”.
وشرح مصدر في الوفد اللبناني المرافق لـ”النهار” نتائج الزيارة فقال إن الدعم يمضي ضمن آلية بروتوكول التعاون الذي تقرر بموجبه منح 159 مليون دولار على ثلاث سنوات تنتهي السنة المقبلة، وقد وضع على سكة التنفيذ 52 مليون دولار ستنفق على ثلاثة مشاريع هي: الواجهة البحرية للبنان والامن والبيئة.

السابق
اتفاق بين حكومتي بغداد واربيل ينهي ازمة تصدير النفط
التالي
كيف اوقع الخليوي والسكايب بزوجة ابو علي الشيشاني في زغرتا؟