مستشار رئيس مجلس الشورى الإيراني: رفضنا طلباً أميركياً للتفاوض حول المنطقة

يقارب مستشار الشؤون الدولية لرئيس مجلس الشورى الإيراني حسين شيخ الإسلام الواقع الاقليمي للمنطقة، خلال مقابلته مع «السفير»، بتفاؤل حذر، خاصة على صعيد دور بلاده بصفتها العنصر الأهم على صعيد محور الممانعة، ربطا بما حققته في «حربها» التفاوضية النووية مع الولايات المتحدة، حسب تعبيره.

ينطلق شيخ الإسلام في تفاؤله من الواقع الذي فرضته بلاده في المفاوضات، عبر إجبار الإدارة الأميركية على الاعتراف بحق بلاده في التخصيب، علما «اننا لا نفاوض الأميركيين في فيينا بل اننا نفاوض الاسرائيليين فعليا، اذ ان الاميركيين يعودون في كل شاردة وواردة الى الاسرائيليين للحصول على موافقتهم على النقاط ذات البحث وينقلون الينا مخاوف هؤلاء من تحول برنامجنا النووي السلمي الى برنامج عسكري، علما اننا أكدنا على الدوام اننا لسنا في وارد ذلك».
والواقع ان المفاوضات اصطدمت، حسب الضيف الايراني، بعدم قدرة الأميركيين على التعهد برفع العقوبات، «وهم أرادوا رمي الكرة في ملعب الكونغرس، أي انهم، فعليا، هربوا من التعهد برفع العقوبات». ويشير على هذا الصعيد الى ان الموقف الغربي عامة لا يتسم بالمرونة لناحية رفع العقوبات، المطلب الذي لا يمكن لإيران التنازل عنه.
ويلفت شيخ الإسلام النظر الى ان أكثر المواقف تشدداً هي تلك التي يحتفظ بها المفاوض البريطاني، علما ان الطرح الفرنسي عبر الاشتراط بتوقيع ايران الملحق الإضافي لمعاهدة منع الانتشار النووي، أي فعليا، استباحة المواقع النووية الايرانية فجأة، لقي رفضا ايرانيا بصفته مطلبا اسرائيليا. ويشير شيخ الإسلام الى يقينه أن العقوبات سترفع يوما.
ويكشف الضيف الايراني ان المفاوض الاميركي حاول التحاور «حول ملفات اخرى في الاقليم، من بينها لبنان»، إلا ان المفاوض الايراني استبق طرح الاميركي أي عروضات على الطاولة، سواء ما يتعلق منها بلبنان أو بالعراق أو سوريا أو غيرها، برفض الأمر والإعلان للأميركي ان التفاوض محصور بالملف النووي ولا ربط بينه وبين أي ملف آخر.
وبالحديث عن لبنان، يحتفظ شيخ الإسلام بمحبة كبيرة لهذا البلد الذي عمل فيه لفترة طويلة، كما انه أطل عليه خلال عمله سابقا كسفير في سوريا. ويقول ان على اللبنانيين الحوار في ما بينهم لتجاوز أزمتهم. ويشير الى ان بلاده لا تود التدخل في شؤون لبنان، بل يزيد ان المقاومة، في المقابل، هي التي باتت لاعبا بإمكانه تقرير مصير المنطقة. لذا، ينصح شيخ الإسلام اللبنانيين، كونهم يتمتعون بـ»سياسة حضارية» عريقة جعلت مقداراً من الانسجام بين طوائفهم، إعطاء المثال لبلدان اخرى في المنطقة عبر ديموقراطيتهم التوافقية.
لكن ألا يعني هذا الامر أن ثمة اتجاهاً لفدرلة المنطقة على الطريقة اللبنانية؟
يجيب شيخ الإسلام: هذا بالضبط ما تحاول اسرائيل والولايات المتحدة تنفيذه في منطقتنا، وهم بدأوا به في سوريا قبل سنوات ويتابعونه في العراق.. لكنه يضيف: الجميع واع لهذا الخطر، بمن في ذلك الطوائف والأعراق وهذا المخطط سيفشل.
أما عن سوريا، فيحتفظ الضيف الايراني بتفاؤله تجاه مستقبل هذا البلد، ويشير الى ان الانتخابات الرئاسية الاخيرة تعد إنجازا كبيرا، وتمثل خطوة أولى على طريق تمثيل طموحات الشعب السوري، لافتا النظر الى ان مؤامرة إسقاط الدولة السورية باءت بالفشل.
ماذا عن تنظيم «داعش»، ألا تدخل ايران فعليا في محور مع الولايات المتحدة في مواجهته؟
«التكفير يهدد كل المنطقة، لكن علينا القول ان «داعش» صناعة أميركية، وهم لم يتحركوا ضده سوى عندما تخطى خطوطا حمراء.. ويجب علينا القول انهم ليسوا جادين بالقضاء عليه». يجيب شيخ الاسلام.
على ان ثمة سؤالا هاما يتعلق بالعلاقة المهتزة بين بلاده والسعودية. ولا يخفي الضيف الايراني ان بلاده تريد علاقة جيدة مع الرياض، ويضيف: «يجب ان نتعايش كجيران.. ونحن نحترم الشعب السعودي المسلم ونريد علاقة طيبة معه، ولكن هناك اختلافا بين الرؤية الإيرانية والسعودية حول ملفات إقليمية ونحن نعتقد بوجوب إزالة تلك الخلافات عن طريق المفاوضات»، ويتابع: «فالقضية الأساسية في المنطقة ليست خلافاتنا مع الدول بل هي وجود اسرائيل، اذ اننا لا نقبل بوجود إسرائيل التي نعتبر وجودها سببا لعدم الاستقرار في المنطقة، كما اننا نرفض كل أشكال الوجود الاجنبي في المنطقة.. وهذا سبب آخر للخلاف».

شيخ الإسلام

هو مستشار رئيس مجلس الشورى الإيراني حالياً، وكان سفيراً لإيران لدى سوريا، بعدما شغل منصب نائب وزير الخارجية للشؤون السياسية لمدة سبع سنوات، وللشؤون العربية والإفريقية لمدة عشر سنوات، بالإضافة إلى توليه منصب الأمين العام لأمانة مؤتمر دعم الانتفاضة الفلسطينية.

وشيخ الإسلام من خرّيجي الولايات المتحدة، ويحمل شهادة جامعية في الكمبيوتر.

السابق
قبلان:الاعتداء على العسكريين عمل جبان قامت به عصابات مرتدة
التالي
حزب الله نفى خبر مقايضة اسيره مقابل سوري موقوف