«جنوبية» تفتح ملفّ سرقة الأراضي مجدّداً

سرقة الأراضي
ثمّة تكتّم وصمت عام على صعيد المهندسين والعقاريين والعاملين في السرايا الحكومية على ما أعلنه وزير المالية علي حسن خليل، حول سرقة الأراضي وتزوير أوراق ملكيتها في جنوب لبنان. هذا لأنّ الملفّ الذي فتحه الوزير ليس سهلا، ويطال رؤوسا كبيرة، وربّما رؤوسا كبيرة فقط. وهو ملفّ كان موقع "جنوبية" سبّاقاً في فتحه خلال السنوات الماضية.

لملفات الفساد في لبنان حكايات وحكايات، بل دهاليز وأنفاق. كان الناس يتحدثون حولها بعلنية وعشوائية، وكان موقع “جنوبية” سبّاقاً في طرحها ومحاولة رفعها إلى مرتبة قضايا الرأي العام. لكن بعد أن فتح وزير المالية علي حسن خليل  ملفّها بات ضرورياً فتح العيون عليها أكثر.

المهندسون والعقاريون والعاملون في السرايا الحكومية يتآمرون على السرّية والصمت. بل وصل الامر ببعضهم الى اقفال هواتفهم وعدم الردّ على الاتصالات خوفاً من أيّ سؤال هنا أو هناك، ممن يستقصون او يبحثون عن أجوبة. فلهذا الملف محاذير كثيرة. وقد بات الذين يتعاطون في بيع العقارات وشرائها خائفين من التورّط في إعطاء معلومات. ومنهم المسّاحون، والموظّفون في السرايا الحكومية، والمخاتير، والبلديات، والمتموّلون، والحزبيون…

أحد الموظفين المتقاعدين من سرايا صور الحكومية قال لـ”جنوبية” بالحرف، تعليقا على كلام الوزير علي حسن خليل: “كلّ ما قيل هو حكي، لم أستوعب ما جرى، كلّه حكيّ بالرموز، ما عرفت مين سرق؟ وكيف؟ كلّه حَكي لا معنى له، هو أقرب إلى الشعر الذي لا معطيات فيه”.

وردّا على سؤال عن هويّة الذين قد يكونون مشاركين في عمليات سرقة الأراضي، قال الموظف المتقاعد: “اليوم ممنوع الحكي، الجميع غابوا عن السمع”. واستغرب قائلاً: “الأملاك البحرية سُرقت كلّها وهي التي تدّر الاموال الطائلة والآن جايين يحكوا بشوية أراضي؟!”.
أحد المسّاحين أكّد أنّ من سرقوا العقارات معروفين، وسمّى أشخاصاً من آل حجيج قائلا إنّهم “متموّلون وأغنياء، وأذكياء، ووجدوا أهل بلدتهم والبلدات المجاورة أغبياء وغشيمين، فاشتروا بعض المخاتير وسيطروا على المشاعات”.

أحد أبناء بلدة بنت جبيل (ي. ف.) قال إنّ “آل حجيج استولوا على المشاعات في بلدتهم، و كلام الوزير لا معنى له، لأنّهم أقاموا عليها منشآت، ولن تتمكّن الدولة من إعادتها. وقانونياً يجب إزالة كلّ المنشآت التي أُقيمت على هذه العقارات”.

من جهة اخرى روى ابن بلدة عربصاليم، (م.م.) قصّته مع سرقة الأراضي: “لي أرض في قريتي عربصاليم على الطريق العام، لا طريق لها إلا عبر شراء أرض في جبل خلفيّ طويل. وامام قطعة أرضي هناك مشاع كنت أمرّ منه إلى أرضي، لكن فوجئت أنّ جماعة من قريتي وضعوا يدهم على المشاع وسجّلوه باسمهم ومنعوني من الدخول إلى أرضي”.

(م. م) لم يعترض  حيث برر سكوته بالقول: “لأنّني لا أريد أن أدخل في مشاكل مع أهل بلدتي، وهذا الامر حديث وليس قديماً، عمره لا يزيد عن خمسة اشهر، وكلّ ما كنت أطلبه هو ممرّ بطول 3 أمتار كطريق، أصل عبرها إلى أرضي، وقد تمّت هذه السرقة العلنيّة بالتواطؤ مع مختار الضيعة”.

هذه عيّنة من الفضائح التي تجصل في الجنوب تحت مسمع قوى الأمر الواقع المشغولة في بلدان أخرى، فيما تغطّي سرقات الأراضي التي دفع أهلها دماءهم وأعمارهم ثمناً لها.

وفي الأيام الآتية ستضع “جنوبية” معطيات أكثر جديّة أمام قرّائها.

السابق
السيسي يعتزم اصدار قانون يجرم الاساءة الى الثورتين على مبارك ومرسي
التالي
معرض بيروت للكتاب: الأسعار ترتفع… ولا حسومات للطلّاب