نوري المالكي في بيروت: أين المراجعة النقدية لتجربة الحكم في العراق؟

نوري المالكي

الزيارة التي يقوم بها رئيس الوزراء العراقي السابق ونائب رئيس الجمهورية الحالي نوري المالكي(ابو اسراء) الى بيروت ، ليست الزيارة الاولى من قبل المالكي الى لبنان ، فقد امضى المالكي اياما طويلة في بيروت عندما كان يشارك في العمل المعارض ضد صدام حسين وحكم البعث ، وكان يعقد لقاءات مطولة مع النخب الثقافية والفكرية والسياسية اللبنانية  لمناقشة الاوضاع في العراق وكيفية انهاء الحكم الظالم وكيفية بناء العراق ومواجهة مختلف التحديات.

وكان من المفترض ان تكون الاطلالة اللبنانية للرئيس نوري المالكي في بيروت فرصة مهمة للقاء مع الاوساط الاعلامية والثقافية والفكرية من اجل مناقشة التطورات العراقية وتقييم تجربته وتجربة حزب الدعوة في حكم العراق خلال السنوات الاحدى عشر الماضية اي منذ سقوط صدام حسين وحتى اليوم.

لكن يبدو ان الزيارة تحولت الى مجرد اطلالة سياسية واعلامية في محاولة لعودة المالكي الى الاضواء بعد انتهاء فترة حكمه واضطراره لتسليم رئاسة الحكومة العراقية لاحد كوادر حزب الدعوة الدكتور حيدر العبادي.

ومنذ خروج المالكي من الحكم لم نسمع او نقرأ عن حصول تقييم شامل لهذه التجربة السياسية ولم نعرف ماهي الاسباب التي ادت الى سقوط العراق تحت سيطرة تنظيم داعش ومن يتحمل المسؤولية عن سلسلة الاخطاء الكبرى التي حصلت خلال الثلاث عشر سنة الماضية.

قد يكون صحيحا ان العراق اليوم يمر بظروف صعبة ويحتاج الى الوحدة الداخلية والتماسك الداخلي ورص الصفوف لمواجهة مختلف المخاطر ، لكن ذلك لا يمنع من حصول مراجعة نقدية شاملة لكل تجربة السنوات الماضية، والرئيس نوري المالكي يتحمل مسؤولية كبرى عما حصل كونه تولى رئاسة الحكومة لمدة ثمان سنوات وخلال هذه الفترة واجه العراق تحديات كبرى انتهت بسيطرة داعش على اقسام كبرى من العراق وسقط الجيش العراقي في الامتحان.

اذن نحن بحاجة لحوار صريح مع المالكي وكل القيادات العراقية من اجل اعادة تقييم كل التجربة العراقية واسباب الفشل في بناء دولة عراقية موحدة ولا طائفية واين ذهبت اموال العراق ولماذا انتشر الفساد في العراق والى غير ذلك من الاسئلة العديدة التي تحتاج الى حوارات صريحة ونقاشات عميقة حول التجربة العراقية وليس الى زيارات بروتوكولية واعلامية، وكنا نتمنى ان تكون زيارة المالكي الى بيروت فرصة مناسبة لقيام مثل هذا الحوار لكن لا يبدو ان الوقت الان هو الوقت المناسب للحوار والنقاش، فلا صوت يعلو فوق صوت المعركة، فهذا هو الشعار الذي رفع طيلة الخمسين سنة الماضية من حكم الاحزاب القومية واليسارية والبعثية والتي انتهت معظمها الى كارثة كبيرة لا زلنا نعاني منها حتى الان.

 

 

السابق
ملف المخطوفين يُشعل حرب تهديدات متبادلة
التالي
مصير علي البزال مهدد بـ«النصرة».. وارتباك الدولة