عون يردّ على «مشاريع التسوية»: فليأتوا برئيس من دوني!

كتبت كلير شكر في “السفير”:

هدفان أساسيان رسمهما سعد الحريري لنفسه من إطلالته التلفزيونية، أراد التصويب عليهما بالصوت والصورة: التوطئة لحوار “غير شعبي” مع “حزب الله” عبر التوجّه إلى جمهوره لتبليعه “شوكة” يعرف مسبقاً أنّها ستعلق في حلقه. ومن ثمّ إخراج القادة الموارنة من حلبة الرئاسة، بضربة سعودية قاتلة، حلفاؤه أولاً، ومعهم ميشال عون. لم يعد هناك من حرج أمام رئيس “المستقبل” لمراعاة مشاعر سيد الرابية.. لقد رفع الفيتو السعودي في صحراء الرئاسة اللبنانية، وفي سوق المفاوضات الإقليمية. وحان وقت الانتقال إلى مربع جديد. بهدوء لافت قارب ميشال عون سياسة اليد الممدودة التي أطلقها سعد الحريري. بنظره فإنّ رئيس “المستقبل” لم يتقدّم خطوة إلى الأمام، وإنمّا بالعكس هرب من المواجهة ــ الأزمة التي يطرحها الجنرال. المسألة ليست محصورة بهوية الرئيس العتيد ولا بمن يشغل قصر بعبدا بعد ميشال سليمان. لا بل هي قضية مناصفة وشراكة حقيقية تعبّر عنها الميثاقية، تبدأ بالرئاسة ولا تنتهي بقانون الانتخابات، وتمرّ بطبيعة الحال بكيفية إدارة شؤون الدولة.ولهذا يعتبر بعض زوار رئيس “تكتل التغيير والإصلاح” أنّ ما يفوه به رئيس “تيار المستقبل” هو العمل على “انتخاب أي رئيس ما عدا ميشال عون”. ولهذا تراه يتحجج تارة بحماية “الطائف”، وطوراً بفتح أبواب مغلقة مع الضاحية الجنوبية. وكل ذلك بهدف الحؤول دون تكريس شراكة المسيحيين فعلا لا قولاً. يعرف ميشال عون جيدأً أنّ الرابية ممر إلزامي لأي رئيس جديد. ولهذا لا يبدي اعتراضاً ولا حتى انزعاجاً على مشروع حواري قد يجمع حليف “التكامل الوجودي” مع خصمه، لا بل يقول بلغة الواثق: “فليأتوا بأي رئيس يريدون من دون وجودي على الطاولة.. إذا استطاعوا فعل ذلك”.

السابق
حوري: لا ربط بين الحوار وأعمال المحكمة
التالي
توقيف 11 شخصا في طريق الجديدة والكورة