سلام يُؤكّد القرار الحكومي بالتفاوض المباشر

كتبت “النهار” تقول : انشغل لبنان الشعبي أمس بوداع الفنانة الكبيرة صباح، وهو يودع غداً الشاعر الكبير سعيد عقل، وبدا اهتمام اللبنانيين بوداع الكبيرين أكبر من متابعتهم الجدالات السياسية العقيمة أحياناً، حتى أهالي العسكريين المخطوفين انحنوا من خيمتهم المجاورة لكاتدرائية مار جرجس لنعش شحرورة الوادي، وارجأوا كل احتجاج ومطالبة.

وعلمت “النهار” ان رئيس مجلس الوزراء تمام سلام وصف أمام زواره أمس المرحلة التي يجتازها ملف العسكريين المخطوفين بأنها “عسيرة”. وقال ان قرار التفاوض المباشر مع الخاطفين الذي أعلنه يعود الى ان الوسيط القطري لا يتحرك كما ينبغي مما استدعى اتخاذ هذا القرار. لكن ذلك لا يعني انتهاء الوساطة القطرية بل على العكس، فهذه الوساطة مستمرة وتعمل في صورة موحدة مع التفاوض اللبناني. ولفت الى ان المدير العام للامن العام اللواء عباس ابرهيم هو المكلف ملف المخطوفين ويستمر في إداء مهمته على هذا الصعيد. وتساءل: “هل ان مطالب “جبهة النصرة” وتنظيم “داعش” واحدة؟”واتهم الجهات الخاطفة بأنها وراء تأجيج مشاعر أهالي المخطوفين. وأوضح ان الشيخ مصطفى الحجيري قام باتصالات أساسية. لكن الرئيس سلام أمتنع عن الرد على سؤال عن وجود تفويض رسمي للحجيري لمواصلة هذه الاتصالات. وأشار الى ان العودة الى “خلية الازمة” الوزارية والى مجلس الوزراء مرهون بالتطورات. وقد اجتمعت خلية الازمة عصر أمس بدعوة من سلام لمتابعة المستجدات في ضوء تضارب في المعلومات عن ارجاء اعدام العسكري علي البزال الى الاثنين أو الى أجل غير مسمّى.

وكان الوزير وائل ابو فاعور جدّد السبت لاهالي العسكريين المختطفين ما قاله لـ”النهار” من ان الحكومة “التزمت التفاوض الجدي والفوري والمباشر مع الخاطفين”، مثمناً “الجهد الكبير الذي بذله الشيخ مصطفى الحجيري في موضوع العسكريين المخطوفين”، مشيراً إلى ان “العمل يجري بوتيرة مكثفة من أجل الدخول والولوج إلى حل في موضوع العسكريين المخطوفين”.

لكن وزير العمل سجعان قزي نفى أمس في حديث الى برنامج “الاسبوع في ساعة” في تلفزيون “الجديد”، وجود قرار حكومي بالتفاوض المباشر، واعتبر ان أبو فاعور انما يعبر عن رأيه.

في المقابل، عرض مصدر وزاري لـ”النهار” الاسباب التي دفعت الحكومة للذهاب الى التفاوض المباشر مع الخاطفين: الخطر المحدق بالعسكريين والذي زادت وتيرته في الايام الاخيرة، بطء حركة الوسيط القطري وعدم اتضاح خطة عمله في هذا المجال، اطلاق “حزب الله” أسيره مما أحرج الحكومة أمام الرأي العام، انتفاء وجود ممانعة للتفاوض وأيضاً للمبادلة ما دام الحزب قد أقدم عليها.

وقال المصدر الوزاري ان الطلبات لم تكن واضحة ولا لوائح اسمية بالمطلوب اطلاقهم، ولا وضوح أيضاً في العلاقة الممكنة بين “النصرة” و”داعش”، وهل من الممكن التفاوض مع الواحدة من دون الاخرى؟ اسئلة قد تكون الاجابة عنها أكثر وضوحاً في الاتصال المباشر مع الخاطفين، وهو موقف فوّض الوزراء الى رئيس الوزراء اتخاذه بعدما كان تسلم ملف المخطوفين ومعه خلية ازمة. وأضاف ان البحث في امكان تلبية المطالب سيكون محل بحث ما ان يتسلم لبنان الرسمي اللائحة، لكنه أوضح ان لبنان سيشرح في المقابل للخاطفين ما هو الممكن وما هو غير الممكن اذ ثمة اناس صدرت في حقهم احكام لا يمكن الحكومة اطلاقهم.

وكان الشيخ الحجيري صرح لـ”المركزية” بانه لم يكلف رسمياً: “هناك تواصل دائم بيني وبين وزراء أجلّ وأحترم كوزير الصحة وائل ابو فاعور، ونسقت معه قبل توجهي الى القلمون، ولكن لا تكليف رسميا بعد”. وأشار الى ان لا علم له بانسحاب الوسيط القطري، بل “يقال إنه لا يزال موجوداً وسيحضر قريباً جداً”.

وأوضح الحجيري ان “اعدام العسكري البزال أجّل ولم يتوقف نهائيا، بل أرجئ في ضوء البيان الرسمي الذي أصدرته الحكومة والتزمت فيه جدية المفاوضات بشكل مباشر ومن دون تأخير”.

سلام الى بروكسيل
من جهة أخرى، وصف الرئيس سلام زيارته اليوم لبروكسيل على رأس وفد يضم وزيريّ الاقتصاد والتنمية الادارية ألان حكيم ونبيل دوفريج، على ان ينضم اليهم في بلجيكا وزير الخارجية جبران باسيل، بأنها لـ”تمتين العلاقات وتوطيدها مع الاتحاد الاوروربي الذي له باع طويل في دعم لبنان”، مشيراً على سبيل المثال الى الاتفاق الذي وقع بين لبنان والاتحاد في السرايا قبل أسابيع بقيمة 159 مليون أورو.

وتتركز الزيارة على ثلاث نقاط رئيسية: ملف النازحين السوريين، وسيعرض سلام الدراسة اللبنانية التي لاحت في مؤتمر برلين والتي تشير الى وجوب وقف استقبال لبنان مزيداً من النازحين ووضع خطة لتوزيع الاعباء والاعداد بحيث تشكل الزيارة تكملة لمؤتمر برلين. ثم الطلب من الاتحاد الاوروبي تقديم الدعم للبنان من خلال مساعدة المؤسسة العسكرية في حربها على الارهاب عبر تعزيز قدرات الجيش ومده بالسلاح. واخيرا بذل الجهود الاوروبية مع الدول الفاعلة والمؤثرة لمساعدة لبنان في مسار فصل ملفه الداخلي بكل استحقاقاته عن ازمات المنطقة المعقدة. والنقاط الثلاث سيعيد تأكيدها سلام خلال زيارته لفرنسا في العاشر من كانون الاول المقبل عندما يجتمع بالرئيس فرنسوا هولاند.

الحوار
سياسياً، لا جديد هذا الاسبوع باستثناء جلسة مجلس الوزراء الخميس المقبل والتي تنتظر انفراجات في ملفات الخليوي والطاقة والنفايات، يقول سلام إن العمل على معالجتها قائم ولكن ليس من جديد حتى الآن.

كذلك ينتظر الحوار الثنائي “المستقبل – حزب الله” عودة السيد نادر الحريري مدير مكتب الرئيس سعد الحريري الى بيروت اليوم ليسلم رئيس مجلس النواب نبيه بري نقاط جدول الاعمال التي سيقدمها “تيار المستقبل”، في مقابل المواضيع التي سيضعها “حزب الله” تمهيداً للبدء بالجولة الأولى من الحوار قبل منتصف الشهر الجاري.
وأبدى بري أمام زواره ارتياحه الى كلام الحريري الأخير واستعداده لفتح قنوات الحوار و”الأمور ايجابية”.

السابق
مؤسسة أديان تختتم مؤتمرها الدولي: هل توحد داعش العالم؟
التالي
واشنطن على خط المقايضة في ملف العسكريين؟